الأحد 19 مايو / مايو 2024

تعقّد جهود الحصول على اعتراف دولي.. طالبان تحتجز 7 أجانب بينهم أميركي

تعقّد جهود الحصول على اعتراف دولي.. طالبان تحتجز 7 أجانب بينهم أميركي

Changed

تقرير عن تداعيات قرار الإدارة الأميركية بالتصرّف بأموال البنك المركزي الأفغاني المودعة لدى المؤسسات المالية الأميركية (الصورة: غيتي)
هذه هي الحالات الأولى المعروفة لمواطنين غربيين معتقلين في أفغانستان منذ وصول طالبان إلى السلطة منذ أغسطس الماضي.

أفرجت حركة "طالبان"، اليوم السبت، عن صحافيَين أجنبيَين يعملان لحساب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما لا يزال 7 محتجزين أجانب، بينهم أميركي وبريطانيين، في عهدتها.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن أشخاص مُطلّعين على الأمر، قولهم إن سبعة أجانب آخرين احتُجزوا بشكل منفصل في كابُل منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أحدهم أميركي، والآخرون بريطانيون، وهم يواجهون اتهامات غير محدّدة.

وعمل معظم المحتجزين في قطاع الأمن بشكل علني، حيث كانوا على اتصال متكرر مع قادة طالبان لتسهيل إجلاء الأفغان المعرّضين للخطر.

وذكرت الصحيفة أن هذه هي الحالات الأولى المعروفة لمواطنين غربيين معتقلين في أفغانستان منذ وصول طالبان إلى السلطة منذ أغسطس/ آب الماضي. مضيفة أن الاعتقالات تعقّد جهود الحركة للحصول على اعتراف دولي بحكومتهم وتأمين المساعدات الإنسانية التي هم بأمس الحاجة إليها.

ووصف مارك جاكوبسون، الذي شغل منصب نائب ممثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، الاعتقالات بأنها "مثيرة للقلق".

وأضاف: "لا أعرف ما إذا كانت هذه عملية قمع جماعي منظمة أو مجرد حالات فردية، لكنه دون شك أمر يتعلّق باعتقال أفراد لديهم وثائق أجنبية".

معتقل منذ أكثر من عامين

وأعادت الاعتقالات إلى الأذهان قضية الأميركي مارك فريريتش، المحارب القديم في البحرية الأميركية الذي تعتقله طالبان منذ أكثر من عامين. وكان فريريتش يعمل مقاولًا خاصًا عندما تم اختطافه في كابل في يناير/ كانون الثاني 2020، وفقًا لمسؤولين أميركيين.

وفي الذكرى السنوية الثانية للاختطاف، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إطلاق سراح فريريتش مطلب أساسي إذا كانت طالبان تتوقّع الحصول على أي دعم دولي.

من جهتها، تبحث وزارة الخارجية البريطانية قضية مواطنيها المحتجزين مع طالبان مباشرة. وضغط كبير الدبلوماسيين البريطانيين في أفغانستان هوغو شورتر من أجل إطلاق سراحهم خلال اجتماعه مع وزير خارجية طالبان أمير خان متقي في كابُل الخميس الماضي.

وذكر شخص مطلع على القضية للصحيفة الأميركية أن الحكومة البريطانية أوضحت لطالبان أنها لن تتعامل معها في أمور أخرى غير حالة الطوارئ الإنسانية، إلى أن يتم الإفراج عن المعتقلين.

بيتر جوفينال

ومن بين المعتقلين بيتر جوفينال، الصحافي ورجل الأعمال السابق الذي زار كابُل في ديسمبر لمناقشة الاستثمارات المحتملة في صناعة التعدين.

وقال أصدقاؤه إنهم لا يعرفون سبب اعتقاله. وأشاروا في بيان إلى "إنه محتجز دون تهمة، ولا يتمتّع بحرية الاتصال بأسرته أو بمحاميه"، مطالبين السلطات الأفغانية بالإفراج عنه "كونه يعاني من ارتفاع ضغط الدم ويحتاج إلى الدواء".

وجوفينال هو مواطن بريطاني - ألماني اعتنق الإسلام ومتزوّج من أفغانية. يعمل في أفغانستان منذ أربعة عقود، بما في ذلك خلال نظام "طالبان" الأول.

وقال ديفيد لون، صحافي سابق في هيئة الإذاعة البريطانية وخبير فلي الشؤون الأفغانية وصديق لجوفينال: "أعتقد أن طالبان ما زالت تحاول بسط سلطتها. لا يشعرون بالارتياح لوجود أجانب يتنقلون بحرية في البلاد".

وأضاف: "أراد بيتر الاستثمار في البلد، لكن إذا كانت طالبان تسجن المستثمرين الأجانب، فلن تكون هناك فرصة لإنعاش الاقتصاد".

ولا يزال هناك أربع متظاهرات مفقودات منذ الشهر الماضي بعد مشاركتهن في تظاهرات مناهضة لطالبان. ونفت الحركة، التي عمدت إلى تفريق احتجاجات نسائية بالقوة، أي ضلوع لها في ذلك.

ويأتي ذلك في وقت وضع المجتمع الدولي احترام حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة، شرطًا مسبقًا لاستئناف محتمل للمساعدات الدولية التي مثّلت نحو 75% من ميزانية أفغانستان.

وأمس الأربعاء، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن أمرًا تنفيذيًا يسمح للولايات المتحدة بالتصرّف بسبعة مليارات دولار من أموال البنك المركزي الأفغاني المودَعة لدى مؤسسات مالية أميركية.

ويريد بايدن تخصيص نصف هذا المبلغ تقريبًا للتعويضات التي طالبت بها عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، وإنفاق النصف الآخر على المساعدات الإنسانية في أفغانستان بطريقة لا تقع بها في أيدي طالبان.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close