السبت 11 مايو / مايو 2024

تفاؤل حذر.. عقبات جديدة أم اقتراب من العودة إلى الاتفاق النووي؟

تفاؤل حذر.. عقبات جديدة أم اقتراب من العودة إلى الاتفاق النووي؟

Changed

عاد كبار المفاوضين الإيرانيين والأوروبيين إلى عواصمهم لمناقشة المواقف السياسية
عاد كبار المفاوضين الإيرانيين والأوروبيين إلى عواصمهم لمناقشة المواقف السياسية (غيتي)
تتوقّف المفاوضات لمدة يومين بسبب عودة كبار المفاوضين الإيرانيين والأوروبيين إلى عواصمهم لمناقشة المواقف السياسية وإجراء بعض المشاورات.

يسود تفاؤل يشوبه الحذر مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي مع إيران، مع بدء نفاد الوقت الذي حدّدته واشنطن.

وفيما تتوقّف المفاوضات لمدة يومين بسبب عودة كبار المفاوضين الإيرانيين والأوروبيين إلى عواصمهم لمناقشة المواقف السياسية، وإجراء بعض المشاورات بحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين رؤساء الوفود، تتواصل المحادثات على مستوى الخبراء دون توقّف.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن أمله بالوصول الى "اتفاق جيد"، وفي أقصر فترة زمنية ممكنة.

وقال أمير عبد اللهيان، في ختام زيارته إلى الصين أمس الجمعة: "نأمل بأن نصل في فيينا إلى اتفاق جيد، وفي أقصر فترة زمنية ممكنة"، مؤكدًا أن الأمر "منوط بالأطراف الغربية".

وأضاف: "نأمل من الأطراف الغربية متابعة المفاوضات، وأن تكون لديها مبادرات برؤية واقعية بهدف الوصول إلى اتفاق جيد يتضمّن حقوق ومصالح الشعب الايراني".

وأشار إلى أن الدول الأوروبية الثلاث، وكذلك واشنطن، "تبعث رسائل بمضمون جيد، لكنها لا تقدّم أي مبادرة عملية".

تحذير من نفاد الوقت

بدوره، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان المفاوضات بـ"البطيئة جدًا"، محذرًا من أن ذلك يُهدّد إمكانية التوصّل إلى اتفاق في إطار زمني وصفه بـ"الواقعي".

في المقابل، أكد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن المباحثات النووية بين إيران والقوى الكبرى باتت "أفضل" مما كانت عليه، متوقعًا "احتمال" التوصل إلى اتفاق في فيينا "في الأسابيع المقبلة".

كما أبدت روسيا تفاؤلها، مشيرة إلى "تقدّم" أُحرز في هذه المسألة الحساسة.

الشياطين تكمن في التفاصيل

ويبدو من خلال تصريحات الطرفين الإيراني والأميركي أن الشياطين لا تزال تكمن في تفاصيل قضايا العقوبات والضمانات التي تطالب بها إيران لمنع تكرار تجربة انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق بشكل أحادي.

في المقابل، وعلى الصعيد النووي، هناك العديد من القضايا الحسّاسة مثل تخصيب اليورانيوم الذي تجاوز الحد المسموح به في الاتفاق، وأجهزة الطرد المركزي التي حذّر الاتفاق من استعمالها.

هي، إذًا، قضايا خلافية تطمح واشنطن لتسريع حلّها عبر التلويح بورقة ضغط أخرى، لم يحدد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن ماهيتها؛ إلا أنه يُعتقد على نطاق واسع أنها عسكرية.

وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن "الولايات المتحدة تقترب من إعادة الاتفاق النووي مع إيران"، معتبرة أن "الأفعال الرمزية المتمثّلة في معاقبة الأفراد وإصدار بيانات شديدة اللهجة ليست جديدة في العلاقة الطويلة بين طهران وواشنطن"، وأن الإجراءات الأخيرة تأتي في ظل "مفاوضات" يريد الجانبان إتمامها بنجاح.

"اختراق ما"

وعزا الباحث السياسي حسين رويران، هذا التفاؤل في قرب التوصل إلى اتفاق، إلى تجاوز بعض العقد خلال المباحثات.

وقال رويران في حديث إلى "العربي" من طهران، إن واشنطن قبلت مطلب إيران في الحصول على ضمانات، وطرحت أن يكون هناك قرار جديد يفرض على الدول الأخرى عدم الأخذ بأي قرار أميركي يُمكن أن يفرض عقوبات ضد إيران، ويفرض على واشنطن تعويض طهران في حال كرّرت الانسحاب من الاتفاق وفرض العقوبات.

وأضاف أن هذا القرار يرضي إلى حد ما الطرف الإيراني.

وأشار إلى أن الخيارات الأخرى التي تلوّح بها واشنطن هي جزء من الضغوط، وليست خيارات "حقيقية"، إذ إن واشنطن، أو من ينوب عنها في المنطقة، أي إسرائيل، ليست في وضع يسمح لها بمهاجمة طهران.

وإذ أشار إلى وجود حالة من "تليين" المواقف بين الطرفين، رأى رويران أن المفاوضات تسير قدمًا، وبالتالي، يُمكن التنبؤ بوجود اختراق ما في المفاوضات.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close