الجمعة 3 مايو / مايو 2024

تقارب روسي صيني.. هل تشكل قمة شنغهاي مقدمة لجبهة مضادة لواشنطن؟

تقارب روسي صيني.. هل تشكل قمة شنغهاي مقدمة لجبهة مضادة لواشنطن؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش التحالفات الجديدة ومعالم المرحلة المقبلة على ضوء قمة شنغهاي والتقارب الروسي الصيني (الصورة: غيتي)
لقاء هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا جمع بوتين وجين بينغ على هامش قمة شنغهاي في ظل تساؤلات حول إمكان تشكيل جبهة مضادة لواشنطن.

اجتمعت روسيا والصين على طاولة واحد للمرة الأولى منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

ففي دقائق وصفت بالتاريخية ولقطات رسمت معالم المرحلة المقبلة، شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الصيني شي جين بينغ على الموقف المتوازن من الحرب الروسية على كييف، كم أعرب عن دعمه لسياسة الصين الواحدة التي تلغي أي تطلعات تايوانية للاستقلال.

كما دان بوتين خلال اللقاء الذي جرى على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون بسمرقند الأوزبكية بشدة ما سماه "استفزازات الولايات المتحدة" في تايبيه وجهودها الهادفة إلى إقامة عالم أحادي القطب.

بدوره، يقول جين بينغ إن بوتين صديق قديم، مشددًا على أن بكين مستعدة للعمل مع موسكو لدعم مصالح البلدين الرئيسية المتبادلة في دلالة قوية على صلابة العلاقة بينهما.

إيران تقترب من عضوية المنظمة

من جهتها، دخلت إيران على الخط حيث اقتربت خطوة من الحصول على العضوية الدائمة للمنظمة.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الخميس: إن بلاده وقعت مذكرة التزامات للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تعقد قمة في أوزبكستان.

وتأسست المنظمة عام 2001 لتكون مساحة للنقاش لروسيا والصين والدول السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى، وتوسعت قبل أربعة أعوام لتشمل الهند وباكستان، بهدف أداء دور أكبر كقوة مواجهة للنفوذ الغربي في المنطقة.

"مواجهة السياسة الأميركية"

وفي هذا الإطار رأى الباحث السياسي أندريه أنتيكوف أنه من الواضح أن هناك حاجة لدى كل من روسيا والصين إلى الوقوف بوجه السياسة الأميركية.

وذكّر أنتيكوف في حديث إلى "العربي" من موسكو بأن واشنطن فرضت عقوبات قاسية على موسكو، كما أجرت مناورات عسكرية قرب الشواطئ الصينية، معتبرًا أن واشنطن تستغل قضية تايوان وكذلك تحاول تشجيع الخلافات الصينية الهندية.

ولفت إلى أن السياسية الأميركية باتجاه موسكو وبكين تدفع الدولتين إلى التقارب، موضحًا أن هذه العلاقة باتت قريبة منذ عام 2014 على الأقل، حيث تقوم موسكو بتقوية علاقاتها مع الصين وكذلك مع الهند وإيران، إضافة إلى تفعيل دور منظمة شنغهاي.

أنتيكوف قال: "إننا ربما أمام تشكيل قطب واسع مضاد للقطب الغربي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية".

"مصالح وأجندات مختلفة"

في المقابل، أكد مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث مروان قبلان أنه لا يميل إلى المبالغة كثيرًا فيما يتعلق بأهمية منظمة شانغهاي، خصوصًا في ظل وجود الهند التي تعد حليفًا كبيرًا للولايات المتحدة الأميركية.

قبلان الذي أوضح في حديث إلى "العربي" من برلين أن الولايات المتحدة تراهن على علاقتها بالهند لمواجهة الصين، شدد على وجود دول أخرى في منظمة شنغهاي لا يمكن تصنيفها على أنها خصوم للغرب والولايات المتحدة.

وأعطى باكستان مثالًا، مشيرًا إلى أنه وعلى الرغم من أن علاقتها بالولايات المتحدة لم تعد كما كانت خلال الحرب الباردة إلا أنها لا تزال تعتمد إلى حد كبير في تسليحها على واشنطن، وكذلك دول كازخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وطاجكستان التي لا يمكن بحسب قبلان تصنيفها على أنها خصوم لأميركا أو الغرب.

ورأى أن روسيا ترغب في إعطاء الانطباع بوجود تكتل دولي جديد معاد للغرب والولايات المتحدة، معتبرًا أن الدول التي تجتمع في سمرقند لديها مصالح وأجندات مختلفة بما فيها الصين وروسيا.

"الأميركيين يريدون الحفاظ على مصالحهم"

المستشار في الحزب الديمقراطي كريس لابتين شدد على أن الشعب الأميركي والرئيس جو بايدن لا يرغبون في حصول أي مواجهة، مشددًا على أن ما يريده الأميركيون هو النمو الاقتصادي.

واعتبر في حديث إلى "العربي" من واشنطن أن لا تهديد من روسيا والصين كما كان الحال في الحرب الباردة، لافتًا إلى أن ما يهم واشنطن هو السلام حول العالم والازدهار الاقتصادي وخصوصًا بالنسبة لحلفائها.

وقال: "الولايات المتحدة تريد علاقات جيدة مع روسيا إلا أنها تعتبر أن الرئيس بوتين خطير وقائد فاشل".

وأضاف أن الأميركيين يريدون الحفاظ على مصالحهم والصين تعلم هذا الأمر، داعيًا إلى استمرار الحوار والابتعاد عن المشاكل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close