Skip to main content

"تنتهي عبر التفاوض".. هل تغيرت الإستراتيجية السعودية تجاه حرب اليمن؟

الخميس 19 يناير 2023

شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على أن الحرب في اليمن يجب أن تنتهي عن طريق التفاوض.

وأكد بن فرحان في كلمته في منتدى "دافوس" الاقتصادي أن الصراع في اليمن لن ينتهي إلا من خلال تسوية سياسية.

وقال الوزير السعودي: "الحرب يمكن أن تنتهي، لا بل يجب أن تنتهي من خلال حل متفاوض عليه، هذا هو الطريق الوحيد للخروج من الحرب، وهو الطريق الذي نركز عليه الآن".

وأضاف: "مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن معنا هنا في هذه الندوة، ونحن نعمل مع شركائنا في الأسرة الدولية ونعمل على مسارات عدة للتوصل إلى حل متفاوض عليه"، مشيرًا إلى أن الحكومة اليمنية مصممة أيضًا على التوصل إلى سبيل لاتفاق مع الحوثيين لتمديد الهدنة ومن ثم التوصل تباعًا إلى وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية.

من جهته، حث البيت الأبيض، جميع الأطراف اليمنية على الإسراع في مباحثات الحل السياسي لتفضي إلى حكومة يقودها اليمنيون.

"تجدد القتال في تعز"

وبعد ساعات فقط من مغادرة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ صنعاء، تجددت الاشتباكات التي وُصفت بالعنيفة بين القوات الموالية للحكومة وجماعة الحوثي في جبهات مختلفة شمال غربي مدينة تعز، فيما سُجلت مئات الخروق بين الأطراف المتصارعة في محافظة الحديدة غربي اليمن.

وفي حديث إلى "العربي"، يقول الصحافي اليمني علي الشلالي: إن "الاشتباكات التي اندلعت مؤخرًا تدل على عدم وجود نية لحلحلة الأزمة في اليمن ووقف الاقتتال والحرب".

وإثر ذلك، خابت آمال اليمنيين بعودة السلام إلى بلادهم التي عانت من 9 سنوات من الحرب، بعد مغادرة المبعوث الأممي صنعاء، من دون إعلان نتيجة للمباحثات التي أجراها مخلفًا وراءه وضعًا بالغ التعقيد والتقلب.

وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين اليمنيين: "جاء الوفد العماني ولم يتحقق شيء، ثم جاء المبعوث الأممي ولم يتحقق شيء، نتمنى أن يفعلوا شيئًا للبلاد".

ولم يثمر تفاؤل جماعة الحوثي بزيارة المبعوث الأممي نتائج للمباحثات، ورغم عدم التوصل إلى اتفاق، فإن الجماعة تصر على التمسك بشروطها المتمثلة في صرف رواتب الموظفين كافة، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، معتبرة تلك الشروط إنسانية بالدرجة الأولى، وتصب في مصلحة الشعب اليمني.

وبين الجولات والمشاورات من جهة، واستمرار الاشتباكات بين الأطراف المتصارعة في اليمن من جهة أخرى، فضلًا عن تفاقم حدة الوضع الإنساني، يبدو أن طريق السلام لاتزال بعيدة، حسب مراسل "العربي".

"الإستراتيجية السعودية تجاه اليمن"

وفي هذا الإطار، يوضح المحلل السياسي مبارك العاتي أن "الإستراتيجية السعودية منذ بداية عملية عاصفة الحزم، تقول إن السلام وطاولة المفاوضات هي من ستكتب النهاية لحرب اليمن، لكن لم يكن هناك أدوات تعزز هذا المنهج، بل على العكس فإن طريق السلام لا يزال طويلًا، بفعل ممارسات جماعة الحوثي".

ويضيف في حديث إلى "العربي" من العاصمة السعودية الرياض، أن المفاوضات بشأن اليمن والتي كان آخرها من قبل الوفد العماني تصطدم برفض جماعة الحوثي، مشيرًا إلى أن الجماعة لا تؤمن بالسلام لسبب مهم جدًا، وهو أن أي سلام سيجرد الحوثي من سلاحه أو يحوله إلى حزب سياسي، ما يعني نهايته السياسية أو نهايته العسكرية في الداخل اليمني.

ويرى العاتي أن جماعة الحوثي تواصل دائمًا افتعال الأزمات والاستمرار في حالة الحرب وانتهاك الهدنة، لأنها تدرك أن الشعب اليمني عندما يدخل في حالة هدنة ويستمر السلام، سينقلب عليها وستنتهي هذه المأساة، لذلك فهي ترفض كل سبل السلام وتختلق الأسباب.

ويشير العاتي إلى أن السعودية ستبذل كل السبل لإقناع كل الأطراف بالقبول بطاولة المفاوضات، وأن يكون هناك ضامنون دوليون لأي مخرجات للمشاورات.

ويلفت إلى أن المملكة يساورها نوع من القلق حول الأوضاع اليمنية، وضعف أداء الحكومة الشرعية، في ظل انقسام يمني يمني، مشيرًا إلى أن الرياض ستطرق كل السبل دون استثناء في سبيل إنهاء الأزمة.

ويلفت إلى أن بعض الدول تحاول ابتزاز المملكة من خلال هذا الملف اليمني وتريد استمرار الحرب بأي ثمن، مشيرًا إلى أن جماعة الحوثي تنتهز كل الفرص حتى في ظل الضعف الإيراني الملحوظ حاليًا، حسب تعبيره.

وفي 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انتهت هدنة استمرت ستة أشهر وتتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن عدم تجديدها فيما تبذل الأمم المتحدة جهودًا لهذا الغرض.

وبدأت الحرب اليمنية عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة إثر انتهاء التحالف بينهما.

المصادر:
العربي
شارك القصة