الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

ثلوج اصطناعية وأضرار بيئية.. تغيّر المناخ يُهدّد أولمبياد بكين الشتوي

ثلوج اصطناعية وأضرار بيئية.. تغيّر المناخ يُهدّد أولمبياد بكين الشتوي

Changed

تقرير يرصد الرد الصيني على المقاطعة الدبلوماسية الأميركية لأولمبياد بكين الشتوي 2022 (الصورة: غيتي)
تنطلق فعاليات أولمبياد بكين الشتوي الجمعة، وسط تدابير مشددة ومثيرة للجدل للوقاية من كورونا، ومقاطعة دبلوماسية رفضًا لأداء بكين في سجل حقوق الإنسان.

بينما تستعدّ بكين لافتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 غدًا الجمعة، حذّر تقرير بريطاني جديد من أن مستقبل الألعاب الأولمبية الشتوية مُهدّد بسبب تغيّر المناخ.

وستكون هذه الألعاب، أول دورة أولمبية شتوية تستخدم ثلوجًا اصطناعية بنسبة 100% تقريبًا، مع أكثر من 100 مولد ثلج و300 مدفع ثلج تعمل على تغطية المنحدرات.

وتستضيف مدينة تشانغجياكو، التي تقع على بعد 200 كيلومتر شمال غربي بكين، التزلّج الحر والتزلج على الجليد والثلج والقفز على الجليد. وعلى الرغم من البرد القارس، حيث وصلت درجات الحرارة هذا الأسبوع إلى 17 درجة مئوية تحت الصفر، نادرًا ما تتساقط الثلوج.

الأخطار الكامنة

تحوّلت المنتجعات الشتوية بشكل متزايد إلى ثلج اصطناعي لتعويض نقص تساقط الثلوج الطبيعي. ومع ذلك، حذّر تقرير جامعة لوبورو من أن سلامة الرياضيين قد تكون في خطر.

وقالت عالمة البيئة الرياضية في جامعة لوبورو مادلين أور في مقابلة مع "فويس أوف أميركا": إن "السطح الاصطناعي صعب كثيرًا، وقد يشكل خطرًا على اللاعبين".

وشرحت أنه في رياضات مثل البياتلون أو التزلّج على الثلج أو أي من أحداث السباحة الحرة حيث يقذف رياضي بنفسه في الهواء ويتقلّب ويسقط، يجب أن يكون السطح أكثر نعومة.

وأضافت أن مشكلة الثلج الاصطناعي تكمن في أنه يُمثّل حوالي 70% من الجليد، مقارنة بالثلج الطبيعي الذي يتكون من 30% من الجليد.

ذوبان الجليد

ويرشّ القائمون على المساحات الاصطناعية، بعض المواد الكيميائية عليها لمحاولة الحفاظ على شكلها.

لكنّ المتزلّج على الجليد، الأميركي تايلور غولد شرح أنه إذا شاهدت الأسطح عن قرب، سيتبين لك أن المساحة المغطاة بالجليد الاصطناعي، دافئة حقًا، فبالتالي فان تلك المساحات ليست مثالية للتزلج".

مناخات غير مناسبة

يقول منتقدون: إن المناخ في كل من سوتشي وبكين غير مناسب لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. ولكن حتى على ارتفاعات عالية، فإن منتجعات التزلج على الجبال التي استضافت الألعاب تقليديًا معرضة للخطر بسبب تغيّر المناخ.

وقالت أور إنه في شمال شرق الولايات المتحدة، وشرق كندا، على سبيل المثال، "نفقد كميات كبيرة من الثلوج. وفي أماكن مثل جبال روكي وجبال الألب الأوروبية، لم يعد هناك الكثير من الثلوج. لذلك، فإن التحدي الذي سنمضي قدمًا نحوه، سيكون البحث عمن يمكنه احتضان مثل هذه الأحداث الرياضية الشتوية".

أضرار بيئية

وحذّرت أور من أن الثلج الاصطناعي يتسبّب أيضًا بأضرار بيئية.

وأوضحت: "عندما تضع ثلجًا صناعيًا في مكان لا يحتوي على أي ثلوج طبيعية على الإطلاق، مثل بكين، فإنك تضع قدرًا كبيرًا من الماء في مكان لا تتوقّعه هذه التربة وتلك النباتات. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن ذلك يمكن أن يضر بالحياة البرية المحلية".

وفي الوقت نفسه، شرحت أنه عند صناعة هذا القدر الكبير من الثلج، يكون استخدام الطاقة غير عادي، والأمر ذاته ينطبق على كمية المياه المستخدمة".

وقدّرت كمية المياه المستخدمة في هذه الألعاب الشتوية، بـ185 مليون ليتر، إذا سارت أحوال الطقس على ما يرام، مرجّحة أن ترتفع الحاجة إلى المياه في حال ذوبان بعض الجليد إلى أكثر من 189 مليون ليتر.

وحذّر تقرير جامعة لوبورو من أنه بحلول عام 2050، سيشهد أقلّ من نصف المنتجعات التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية حتى الآن، ثلوجًا قابلة للحياة.

وتنطلق فعاليات الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، الجمعة، وسط تدابير مشددة ومثيرة للجدل للوقاية من وباء كوفيد 19، ومقاطعة دبلوماسية من عدد من الدول التي قرّرت عدم المشاركة للتعبير عن رفضها لأداء بكين في سجل حقوق الإنسان.

وتنظّم المسابقات في ثلاث مدن رئيسية، حيث تستقبل العاصمة بكين الرياضات الجليدية التي ستُقام بشكل أساسي في مواقع تمّت صيانتها بعدما سبق لها أن استضافت فعاليات أولمبياد 2008 الصيفي، ومسابقات القفز على الثلج المقامة على منصة رائعة يبلغ ارتفاعها 60 مترًا على أنقاض مصنع فولاذي قديم.

أما بلدة تشانغجياكو الصغيرة شمال غربي بكين، فتستضيف مسابقات التزلج الألبي والبياتلون (تتضمن الرماية وتزلج المسافات الطويلة) وألواح التزلج والتزلج الحر، باستثناء القفز على الثلج.

بينما ستكون مدينة يانكينغ الريفية والجبلية على بُعد 75 كيلومترًا شمال غرب بكين، والتي ستكون مسرحًا لمسابقات التزلّج الألبي والزحافات الظهرية (لوج) والصدرية (سكيليتون) والزلاجات (بوبسليه).

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close