الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

جائعون ومنهكون ومصدومون.. عقبات تعيق فرار السودانيين إلى دول الجوار

جائعون ومنهكون ومصدومون.. عقبات تعيق فرار السودانيين إلى دول الجوار

Changed

نافذة إخبارية عن موجة لجوء السودانيين إلى تشاد وجنوب السودان (الصورة: صفحة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على تويتر)
يواجه آلاف اللاجئين السودانيين فوضى في وسائل النقل ونقص السيولة وعمليات الاحتيال وتأخير التأشيرات بينما يتسابقون للهروب إلى البلدان المجاورة.

على حدود السودان مع جيرانه، تمتدّ طوابير طويلة من المدنيين الفارين من المعارك التي بدأت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/ نيسان الحالي.

وعلى أمل العبور إلى برّ الأمان، ينتظر المدنيون المنهكون ساعات طويلة في ظروف صعبة حيث يواجهون عراقيل تتعلّق بتأشيرات السفر، ما يُفاقم معاناتهم ويُطيل أمد انتظارهم.

والثلاثاء، توقّعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور 270 ألف لاجئ إلى تشاد وجنوب السودان بما في ذلك عودة جنوب السودان إلى ديارهم. وقدّرت أنّ ما يصل إلى 20 ألف لاجئ قد عبروا حتى الآن إلى تشاد من دارفور، و4 آلاف إلى جنوب السودان.

وأدى القتال العنيف في الخرطوم، وما نجم عنه من نقص في إمدادات الغذاء والدواء والمال، إلى تدافع الناس على الحافلات المتّجهة إلى الحدود مع البلدان المجاورة أو إلى بورتسودان حيث يمكنهم المغادرة من ميناء المدينة على متن عبّارات متّجهة إلى السعودية.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنّ السودانيين في الخرطوم باتوا يعتمدون على مجموعات أنشئت على تطبيق "واتساب" وصفحات التواصل الاجتماعي لمساعدة الناس على الخروج من الخرطوم، حيث توفّر المعلومات المتعلّقة برحلات الحافلات المتجهة نحو الحدود.

توجّه كثير من اللاجئين سيرًا على الأقدام رغم  المخاطر
توجّه كثير من اللاجئين سيرًا على الأقدام رغم المخاطر- غيتي

وتوجّه كثيرون سيرًا على الأقدام رغم  المخاطر، إلى محطة قندهار للحافلات على مشارف الخرطوم، لكنّهم وجدوها مزدحمة بشكل متزايد، مع ارتفاع أسعار التذاكر إلى أكثر من 500 دولار.

عوائق كثيرة

ويُعاني آلاف اللاجئين من الفوضى التي تسود وسائل النقل، ونقص السيولة النقدية في ظل إغلاق البنوك، ومشاكل أخرى تتعلّق بتأشيرات الدخول إلى الدول المجاورة. وأفاد العديد من المسافرين ممن فرّوا إلى الحدود المصرية بأنهم عالقون في طوابير طويلة من الحافلات التي ازدحم بها الطريق. بينما لم يسمح لبعضهم بالعبور نحو مصر بسبب نقص في الأوراق المطلوبة.

وقالت الناشطة السودانية أسمرة أدانيس للصحيفة إنّ رحلة شقيقها الذي فرّ من الخرطوم نحو مصر استغرقت 53 ساعة منذ لحظة مغادرته محطة قندهار للباصات في الخرطوم، حتى لحظة وصوله إلى المعبر على الحدود المصرية بالقرب من أسوان، حيث أمضى ساعات عديدة أخرى في انتظار العبور نحو مصر.

وقالت أدانيس إنّ الفارين يغادرون على عجل من دون أن يتمكّنوا من أخذ ما يحتاجونه من ملابس وطعام وماء ودواء ومستلزمات الأطفال الصغار، مضيفة أنّ بعض المرضى في الخرطوم لا يستطيعون الحصول على أدويتهم، وأنّ أشخاصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيشون في وضع مزر للغاية.

من جهتها، قالت الدكتورة أفنان حسّاب للصحيفة إنّها احتاجت إلى دعم مادي من أقربائها في الخارج لدفع أجور السائقين، بعدما أغلق القتال المستشفى الذي تعمل فيه.

وتحدّثت عن عمليات نهب يقوم بها بعض السائقين، حيث يأخذون الأموال من الفارين لكنّهم لا يأتون لنقلهم، أو يطلبون مبالغ خيالية.

وتمكّنت حسّاب من الالتحاق بمجموعة من الفارّين كانوا يملكون مقعدا احتياطيا في حافلتهم بتكلفة 170 ألف جنيه سوداني (300 دولار أميركي)، حيث انتقلت إلى وادي حلفا في شمال السودان، حيث تعيّن عليها العثور على المزيد من وسائل النقل للوصول إلى الحدود.

وأضافت أنّه بسبب إغلاق البنوك، وتعطّل تطبيقات الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، يضطر اللاجئون إلى جمع الأموال اللازمة لرحلتهم من خلال عملية معقّدة من التحويلات غير الرسمية، مشيرة إلى أنّ بعض النساء يحاولن بيع الذهب على فيسبوك لجمع الأموال اللازمة.

فوضى على الحدود 

بينما تحدثت آلاء السعيد سيرلخاتم (25 عامًا) عن الفوضى التي تسود الحدود مع إثيوبيا، حيث لم يتمكّن موظفو الأمم المتحدة على الحدود من المساعدة.

وقالت للصحيفة إنّ "فرق مراقبة الحدود على كلا الجانبين كانت تساعد فقط أولئك الذين لديهم المال".

وأكدت الصحيفة أنّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لا تملك معلومات عن مرافق استقبال اللاجئين في مصر أو إثيوبيا.

وقالت زينب النعيم المهدي، التي تعيش خارج السودان، للصحيفة، إنها عندما حاولت ترتيب تأشيرة دخول لأحد أقاربها إلى الإمارات، أخبرها وكيل سفر أنّه لا يتمّ منح السودانيين تأشيرات "لأسباب أمنية".

وأضافت: "يفرّ السودانيون من بلد مزّقته الحرب، وليس كسائحين، لذلك يجب التخلّي عن مطلب حمل تأشيرة سياحية".

ويطالب السودانيون وأسرهم في الخارج بتدخّل دولي أكثر نشاطًا. وقال أدانيس: "تخيّل أن تكون وسط الصحراء، وتشعر بالعطش والجوع والتعب بعد رحلة استغرقت 20 ساعة. وبعد الانتظار لمدة 20 ساعة أخرى، يقول لك أحدهم إنه لا يمكنك الدخول إلى بلد آخر لأنك بحاجة إلى تأشيرة سياحية".

وأضافت: "عندها، عليك أن تنطلق في رحلة أخرى للحصول على تأشيرة، ثم تعود للانضمام إلى طابور يضمّ أكثر من 100 حافلة".

وقالت: "نحن بحاجة إلى أن يُدرك العالم الأزمة الإنسانية وأزمة اللاجئين الراهنة، وأن يتعامل معها على الفور".

وقال جيمس واني، المدير القطري لمنظمة "كريستيان إيد" في جنوب السودان، للصحيفة، إن تقديرات منظمته بوصول 9 آلاف شخص إلى جنوب السودان أعلى من تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي تشمل اللاجئين العائدين من جنوب السودان والسودانيين الفارين من الصراع.

وأضاف: "حاليًا، لا توجد مرافق لاستقبال أولئك الذين يعبرون الحدود. أولئك الذين وصلوا يقيمون في مدرسة، وبعضهم يسكن في مجمع القضاة".

بدورها، قالت كاثرين ماهوني، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للصحيفة، إنّ اللاجئين السودانيين في تشاد يحتاجون أيضًا إلى مساعدة عاجلة.

وأشارت إلى أنّ معظم الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال، الذين يبيتون في العراء، وينامون في ملاجئ مؤقتة أو تحت الأشجار.

المصادر:
العربي، ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close