السبت 4 مايو / مايو 2024

جدل بعد محادثات عباس مع لابيد وغانتس.. ما الهدف منها؟

جدل بعد محادثات عباس مع لابيد وغانتس.. ما الهدف منها؟

Changed

حلقة من "للخبر بقية" تلقي الضوء على تبعات لقاءات الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الجانب الإسرائيلي (الصورة: تويتر)
جاء إعلان لابيد عن اتصال أجراه مع عباس، ليزيد الغضب مرة أخرى، خصوصًا وأنه الأول من نوعه الذي يجمع الرئيس الفلسطيني مع رئيس حكومة إسرائيلية منذ 5 سنوات.

عاد الجدل مرة أخرى إلى الساحة الفلسطينية حول التنسيق الأمني مع الاحتلال، وسط حالة من الغضب نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وأتى اللقاء بين الرئيس محمود عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، والاتصال مع رئيس الحكومة المؤقتة يائير لابيد، ليثير التساؤلات حول جدوى هذا التنسيق والتواصل.

استمرار الاعتداءات الإسرائيلية

وأعلن مكتب غانتس، في بيان له، أنه عقد اجتماعًا مع عباس في رام الله، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على "متابعة التنسيق الأمني وتجنب الأعمال المسببة لعدم الاستقرار"، كما ناقشا "التحديات في المنطقة".

هذا الاجتماع، أثار غضب الفصائل الفلسطينية، وتحديدًا حركة الجهاد الإسلامي التي رأت فيه "خدمة للمصالح الإسرائيلية".

وردًا على ذلك، أوضح أمين سر منظمة التحرير حسام الشيخ أن "عباس شدد خلال الاجتماع على أهمية إيجاد أفق سياسي بين الطرفين، وتهيئة الأجواء المناسبة قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بادين".

لكن هذه الزيارة، تضع في أولوياتها إيجاد تحالف أمني بين إسرائيل وبعض الدول العربية لمواجهة إيران، فيما تراجعت القضية الفلسطينية في لائحة اهتمامات البيت الأبيض في السنوات الأخيرة.

وتزامنًا مع ما سبق، جاء إعلان لابيد عن اتصال أجراه مع عباس، ليزيد الغضب مرة أخرى، خصوصًا وأنه الأول من نوعه الذي يجمع الرئيس الفلسطيني مع رئيس حكومة إسرائيلية منذ 5 سنوات.

وبحسب لابيد، بحث الاتصال مواصلة التعاون بين إسرائيل وفلسطين، "وضمان التهدئة"، في وقت تزيد فيه انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى والفلسطينيين في الضفة الغربية.

رسالة فلسطينية حاسمة

في هذا السياق، يرى عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح موفق مطر أن "الاجتماع طبيعي قبيل زيارة بايدن إلى المنطقة".

ويشدد مطر، في حديث إلى "العربي" من رام الله، على أن "عباس ركّز في الاجتماع على ضرورة خلق أفق سياسي تزامنًا مع الزيارة الأميركية".

ويقول: "الأفق السياسي يعني الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وأعتقد أن عباس وجه رسالة حاسمة لحكومة الاحتلال بأنه لا يمكن القبول بالتذرع بوجود فراغ سياسي بعد استقالة حكومة نفتالي بينيت، لاستمرار العدوان الحالي على شعبنا".

ويضيف: "غانتس ولابيد سمعا من عباس مواقف واضحة بأن ما بعد زيارة بايدن لن يكون كما قبلها، والقيادة الفلسطينية اليوم تتريث في قراراتها بناءً على نصائح الأشقاء العرب، لكن لن تبقى كذلك إلى الأبد. وهذه الرسالة وصلت إلى الطرف الإسرائيلي".

تحضيرات لزيارة بايدن

من جهته، يعتبر الكاتب والباحث السياسي مصطفى الصواف أنه "لا يجب الاستغراب من تواصل عباس مع الطرف الإسرائيلي، لأنها جزء من تكوينه السياسي، كما أن تعامله مع الاحتلال هو جزء من عقيدته".

ويشير الصواف، في حديث إلى "العربي" من غزة، إلى أن "الاتصالات والزيارات التي قام بها الإسرائيليون تصب في تهيئة الأجواء لزيارة بايدن، وهذا واضح في البيانات التي أكدت العمل على تفعيل القبضة الأمنية المشتركة لمنع حصول أي حدث أمني خلال الزيارة الأميركية".

ويلفت إلى أن "الأفق السياسي الذي يتحدثون عنه، لن يتعدى مرحلة زيارة بايدن، وإسرائيل تريد إثبات تعاونها مع السلطة الفلسطينية خلال هذه الفترة فقط".

ويؤكد الصواف أن "الاحتلال يمارس كل الجرائم بحق الفلسطينيين، وكل ما حُكي في الاجتماعات لن يعود بأي منفعة للفلسطينيين".

"لن يتغير شيء"

بدوره، يعتبر الكاتب والباحث السياسي مجد كيالي أن "ما بعد زيارة بايدن سيكون كما قبلها، ولن يتغير أي شيء بالنسبة للفلسطينيين".

ويشير كيالي، في حديث إلى "العربي" من برلين، إلى أن "عمر اتفاق أوسلو بات 3 عقود، والسلطة الفلسطينية تسير على نفس النهج ولم يتغير أي شيء".

ويقول: "كل القرارات التي صدرت عن السلطة الفلسطينية في موضوع مواجهة اعتداءات الاحتلال بقيت في الأدراج".

ويضيف: "السلطة الفلسطينية تتصرف اليوم وكأنها تقيم علاقات طبيعية مع الطرف الإسرائيلي، وتعريفها للاحتلال في قراراتها هو أنه عدو يحتل الأراضي الفلسطينية فقط، وكأنها اختزلت القضية كلها بمسألة أراضٍ محتلة فقط".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close