الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

"جرائم الشرف" تتصاعد في سوريا.. وحشية مخيفة وأرقام مفزعة

"جرائم الشرف" تتصاعد في سوريا.. وحشية مخيفة وأرقام مفزعة

Changed

رصد تقرير لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة" 24 حادثة قتل في عموم سوريا العام الماضي (تويتر)
رصد تقرير لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة" 24 حادثة قتل في عموم سوريا العام الماضي (تويتر)
لفظت فتاة سورية أنفاسها الأخيرة على أيدي أشقائها بدعوى "غسل العار" بعد أن أطلقوا النار على رأسها مباشرةً في جريمة موثّقة ومفزعة هزّت الرأي العام.

تعود جرائم ما يسمّى الشرف المتكررة في بعض بلداننا العربية إلى الواجهة من جديد، هذه المرّة من ريف مدينة الحسكة السورية، حيث ارتُكِبت جرائم بوحشيّة مخيفة راحت ضحيتها شابات ونساء.

فقد لفظت فتاة سورية تدعى عايدة السعيدو أنفاسها الأخيرة على أيدي أشقائها بدعوى "غسل العار" بعد أن أطلقوا النار على رأسها مباشرةً في جريمة موثّقة ومفزعة هزّت الرأي العام.

ووفق الروايات المتداولة، فإنّ منفّذي الجريمة هم شبّان من عشيرة الشرابيين أقدموا على قتل شقيقتهم عايدة التي لم تتجاوز 18 ربيعًا في منزل مهجور بريف الحسكة بحجّة "الشرف". وجاء ذلك بعد هروب الفتاة من منزل أهلها مع شاب كان قد تقدّم لخطبتها عدّة مرّات، لكنّ طلبه قوبل بالرفض من عائلة الضحية لأسباب عشائرية.

بعد هذه الجريمة بأيام قليلة، هزّت حادثة أخرى مدينة الحسكة، إذ أقدم والد فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا على قتلها خنقًا بحسب الأهالي.

ووفق مصادر حقوقية، فإنّ الأب خنق ابنته التي اغتصبها أحد أقاربه منذ أكثر من عام.

لا إحصائيات دقيقة

وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة حول "جرائم الشرف" في سوريا، إلا أنّ منظمة "سوريون من أجل الحقيقة" استطاعت أن توثّق من خلال الفيديوهات والصور والشهادات عددًا من هذه الجرائم.

ورصد تقرير للمنظمة المعنيّة بتوثيق الانتهاكات في سوريا، 24 حادثة قتل العام الماضي في عموم سوريا، من بينها 16 امرأة قتلهنّ أقاربهنّ بحجّة "الشرف"، غالبيتهنّ من محافظتي إدلب وحلب.

سلاح متوفر ولا قوانين رادعة

وتؤكد مسؤولة قسم توثيق الانتهاكات الواقعة على المرأة في الشبكة السورية لحقوق الإنسان نور الخطيب أنّ جرائم الشرف ظاهرة منتشرة في المجتمع السوري، مشيرة إلى أنّها تنتشر لدى فئات أكثر من فئات أخرى.

وتوضح الخطيب، في حديث إلى "العربي"، من هاتاي، أنّ هذه الجرائم تكون أحيانًا عبر قتل الضحية، ولكن في أحيان أخرى، عبر فرض "عقوبات" أخرى عليها تختارها العائلة.

وتلفت الخطيب إلى أنّه في السنوات الأخيرة أصبحت إمكانية الإقدام على هذه الجرائم أسهل بحكم أنّ السلاح متوفر، ولا يوجد قوانين تطبَّق بشكل فعلي ورادع.

كما تشير أيضًا لسهولة فرار المجرم وانتقاله لمناطق تخضع لسيطرة الأطراف الأخرى، "فمثلًا يمكن للفرد أن يرتكب جريمته في منطقة تخضع لفصائل المعارضة وثم يفرّ لمنطقة تخضع لقوات سوريا الديمقراطية أو لقوات النظام السوري وبالتالي الجريمة هنا تُطوى".

وتتحدّث عن معدّل وسطيّ يتمّ توثيقه سنويًا يصل إلى 14 جريمة، إما عبر القتل أو التعنيف والاحتجاز بذريعة الشرف، وتقول: "هذا رقم مرتفع ومخيف، علمًا أنّه محصور بالجرائم المسجّلة والموثّقة، في حين أنّ تلك المخفيّة قد تكون أكثر بكثير".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close