الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

جولة أردوغان الخليجية.. أي قراءة يقدمها سفير تركيا في الدوحة لـ"العربي"؟

جولة أردوغان الخليجية.. أي قراءة يقدمها سفير تركيا في الدوحة لـ"العربي"؟

Changed

لقاء خاص مع مصطفى كوكصو السفير التركي في قطر ضمن برنامج "خليج العرب"
يتحدث سفير الجمهورية التركية لدى قطر عن زيارة أردوغان الأخيرة إلى منطقة الخليج العربي، مشيرًا إلى الروابط التاريخية والدينية والثقافية والاقتصادية التي تربط الجانبين.

تعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي قام بها في الآونة الأخيرة إلى منطقة الخليج العربي، واحدة من التطورات المهمة في العلاقة بين بلاده والعواصم الخليجية.

وتزامنت تلك الزيارة مع مرور 50 عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ودولة قطر، وهي التي كانت واحدة من المحطات المهمة في زيارة الرئيس التركي.

جولة أردوغان جاءت في ظل تحسّن العلاقات بين أنقرة والرياض وأبو ظبي، بعد فترة من انعدام الثقة سادت العلاقات بينهما في السنوات الأخيرة. 

كما جاءت في ظل تحديات اقتصادية تعيشها أنقرة، مع تراجع قيمة العملة التركية وبلوغ التضخم مستويات كبيرة، رغم محاولات حكومية للحد من آثارهما الاقتصادية.

تعزيز التعاون الاقتصادي

وركزت زيارة أردوغان بشكل كبير على تعزيز التعاون الاقتصادي بين تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات. 

وأسفرت عن توقيع اتفاقيات اقتصادية إستراتيجية تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري وتوسيع فرص الاستثمار المشترك.

وتهدف هذه الاتفاقيات الاقتصادية إلى تحقيق فوائد متبادلة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، وكذلك تعزيز دور الخليج العربي والجمهورية التركية في المشهد الاقتصادي العالمي.

وبحسب خبراء اقتصاديين، سيكون للاتفاقيات الموقّعة تأثير إيجابي على القطاعات الاقتصادية المختلفة، وستسهم في تعزيز التنمية المستدامة.

كوكصو يؤكد الإصرار على بقاء تركيا على مبدئهاا الأساسي وهو "صفر مشاكل" مع جيرانها والدول الشقيقة كلها
يشدد سفير الجمهورية التركية لدى قطر على أهمية التعاون والتضامن بين دول المنطقة

وفي هذا الصدد، وقعت الإمارات وتركيا عدة اتفاقيات تقدر قيمتها بـ50.7 مليار دولار. كما وافقت السعودية على شراء طائرات مسيّرة تركية في أكبر عقد دفاعي في تاريخ تركيا.

أما قطر، التي احتفظت على الدوام بعلاقات جيدة مع تركيا، مع ضخها استثمارات ارتفعت بنسبة 500%، فقد شهدت زيارة أردوغان إلى الدوحة انعقاد مجلس الأعمال التركي القطري بمشاركة نحو 200 من رجال الأعمال المرافقين للرئيس التركي.

وقد بحث المجلس آفاق التعاون وفرص الأعمال والاستثمار المتاحة بين البلدين. كما شهدت الزيارة التوقيع على البيان المشترك بين قطر وتركيا، بمناسبة مرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ويرى متابعون للعلاقات التركية الخليجية أن جولة أردوغان جاءت ناجحة على صعيد الاقتصاد والاستثمارات، في انتظار أن ينعكس ذلك على العلاقات السياسية إلى مزيد من التعاون المثمر بين أنقرة والعواصم الخليجية.

"روابط تاريخية مع دول الخليج"

وفي إطلالته من استديوهات "العربي" في لوسيل، يتحدث سفير الجمهورية التركية لدى دولة قطر مصطفى كوكصو، عن جولة أردوغان الخليجية والتي تُعد الأولى بعد الانتخابات التي شهدتها تركيا أخيرًا.

ويقول إن لدول الخليج مميزات خاصة بالنسبة لتركيا، متحدثًا عن الروابط التاريخية والدينية والثقافية والاقتصادية، إلى جانب المصالح الثنائية الكثيرة بين الطرفين، ودول الخليج كله.

إلى ذلك، يشير كوكصو إلى اهتمام تركيا بأمن دول الخليج واستقرارها، قائلًا: نحن في قرية واحدة، وأي شيء سلبي يحصل سيؤثر على الجميع.

وإذ يتحدث عن العصر الذي نعيشه حيث تعمّق الغموض الجيوسياسي والتهديدات المعقدة على نحو متزايد في جميع أنحاء المنطقة، يشدد على أهمية التعاون والتضامن بين دولها.

ويلفت سفير الجمهورية التركية لدى دولة قطر إلى أن ثمرة زيارة أردوغان إلى السعودية والإمارات كانت توقيع اتفاقيات وتجهيزا للمستقبل، مشيرًا إلى توقيع نحو 5 اتفاقيات تجارية في السعودية، و13 في الإمارات.

وحول العلاقة مع قطر، يشير إلى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع الدوحة وأنقرة، والتي يصفها بأنها "لا مثيل لها". 

ويعرّج على الدور الذي تلعبه اللجنة الاستراتيجية العليا، مذكرًا بتوقيع أكثر من 95 اتفاقية منذ عام 2015. ويقول إن الأمور يكون مخططًا لها، وخارطة الطريق هي هذه اللجنة.

ويشرح أنه يتم العمل على كل الاتفاقيات خلال العام مع الجهات الوزارية المختصة، ليتم بعد ذلك الاجتماع مع القيادتين وتوقيعها. ويردف بأن الزيارة كانت تجهيزًا للجنة الاستراتيجية العليا.

وكوكصو يذكر بالمساعدات التي قدمتها قطر شعبًا ودولة لتركيا عقب وقوع الزلزال المدمر في فبراير/ شباط الماضي، لافتًا إلى أن أردوغان قدّم الشكر لها خلال الزيارة.

ويوضح أن وقوف قطر إلى جانب تركيا لم يكن حينها "من خلال المساعدات العينية فقط، فهي وضعت كل إمكانياتها بتصرف أنقرة".

ويقول سفير الجمهورية التركية لدى دولة قطر إن بلاده "لن تنسى موقف دولة قطر عند محاولة الانقلاب الفاشلة قبل 7 أعوام، حيث كان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أول من تواصل مع الرئيس أردوغان في ذلك الوقت".

"علاقة مؤسسية ودائمة مع دولة قطر"

إلى ذلك، يشير كوكصو إلى نحو 750 شركة تركية تقوم بأعمال تجارية على أرض دولة قطر، ونحو 200 شركة قطرية تقوم بأنشطة تجارية في تركيا، موضحًا أن تلك الأنشطة تطال كل المجالات.

وفيما يؤكد أن علاقة القيادتين التركية والقطرية ممتازة جدًا، يشير إلى توجيهاتهما بأن تكون هذه العلاقة مؤسسية ودائمة.

ويرى أن هذا الأمر يعتمد على القطاعين الحكومي والخاص. وبرأيه، يلعب هذا الأخير دورًا كبيرًا في أن تربط بين أنقرة والدوحة علاقة مؤسسية وتجارية ودائمة؛ تعود بالفوائد على الطرفين وعلى أطراف ثالثة وتخدم الإنسانية جمعاء إن شاء الله. 

وعن سياسة "صفر مشاكل" مع الإقليم، يذكر بأن الظروف تفرض أحيانًا وقوع بعض الأحداث فيكون من الصعب الاستمرار عليها، لكنه يوضح أن تركيا في عهدها الجديد والذي نسميه بـ"قرن تركيا"، ونريد أن نستمر على مبدئنا الأساسي وهو "صفر مشاكل" مع جيرانها والدول الشقيقة كلها.

ويضيف: "إذا ما وقع حدث ما، فهي تريد أن تصلحه بأقل خسارة، وأن تستمر في طريقها مع صفر مشاكل وتركز سياستها الدبلوماسية على هذا المبدأ".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close