الأحد 19 مايو / مايو 2024

جولة أردوغان الخليجية.. كيف سينعكس التقارب على الاقتصاد والسياسة؟

جولة أردوغان الخليجية.. كيف سينعكس التقارب على الاقتصاد والسياسة؟

Changed

برنامج "للخبر بقية" يناقش مخرجات وانعكاسات جولة أردوغان الخليجية على العلاقة مع دول الخليج وعلى الملفات الإقليمية (الصورة: الأناضول)
تؤكد جولة أردوغان الخليجية على رغبة تركية وخليجية في تعزيز مستوى التعاون، وتتوقع أنقرة أن تضخ دول خليجية استثمارات مباشرة تقدّر بنحو 10 مليارات دولار.

دلّت جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخليجية وما صاحبها من اتفاقات تجارية وسياسية على رغبة مشتركة في تعزيز مستوى التعاون على نحو أعلى مما كان عليه في السابق.

فالسعودية وافقت على شراء طائرات مسيرة تركية ضمن صفقة تتضمن أيضًا إنتاجًا مشتركًا، كما توصلت الإمارات إلى اتفاقات مع أنقرة بأكثر من 50 مليار دولار تستهدف تنويع الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

تطابق في الرؤى التركية القطرية

وأكدت زيارة أردوغان إلى قطر تطابق الرؤى بين البلدين في الملفات الإقليمية والعالمية، بالموازاة مع بيان مشترك آخر مع الرياض يدل على تطابق كبير في المواقف السياسية مع أنقرة بشأن الملف السوداني وغيره من القضايا الإقليمية والدولية.

وبحسب مسؤولين أتراك، تتوقع أنقرة أن تضخ دول خليجية استثمارات مباشرة تقدّر بنحو 10 مليارات دولار مبدئيًا في أصول محلية تركية بعد جولة أردوغان في المنطقة.

وفي المقابل، ثمة توجه لدى دول الخليج عزّزته خطط لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، وتتوقع تركيا أن تساعدها في تطوير قطاعات محلية ودعم الانتقال التكنولوجي. 

ويأمل خبراء أن يشكل التقارب الاقتصادي والسياسي دفعة لإيجاد مجال مشترك وطرح مبادرات لحل صراعات في المنطقة لما يحفظ المصالح الإستراتيجية المشتركة.

رغبة في تعزيز العلاقات التركية الخليجية

وهذه الجولة الخليجية هي الأولى من نوعها لأردوغان بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأخيرة، وهو ما يعد مؤشرًا على جديته في المضي قدمًا عبّر عنه مؤخرًا، حينما تحدث عن ضرورة تعزيز علاقات بلاده مع دول الخليج.

وفي حين تكتسب العلاقة التركية القطرية زخمًا إستراتيجيًا على مدار عقدين، تتقدم أنقرة والرياض في خطوات متسارعة نحو علاقات أكثر تطورًا وشمولية.

كما نمت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين تركيا والإمارات في آخر عامين وسط مساع لتعزيز أرقام التجارة والاستثمار بينهما.

اهتمام متبادل بتطوير العلاقات

في هذا السياق، يشير رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) أحمد أويصال إلى تجديد ثقة الشعب التركي بالرئيس رجب طيب أردوغان وتجديد الطاقة والرؤية، لافتًا إلى تصالح تركيا مع دول الخليج ومصر.

ويؤكد أويصال في حديث إلى "العربي" من أنقرة، على وجود اهتمام متبادل بين الخليج وتركيا لتطوير التعاون الاقتصادي وتنويعه.

ويتوقع أويصال أن تستمر عجلة العلاقات الثنائية بالتسارع، على أن نرى النتائج بشكل سريع.

طي صفحة الخلاف

من جهته، يعتبر الكاتب والباحث في العلاقات الدولية مبارك آل عاتي أن العمل جارٍ على تقوية العلاقات بين تركيا ودول الخليج على أكثر من مسار.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من الرياض: "صفحة الخلاف طويت وليس هناك أي إرادة لفتحها من جديد من قبل أي دولة".

ويلفت آل عاتي إلى أن الاتفاقيات التي وُقعت اليوم تدل على أن العلاقات تتجه إلى مرحلة التكامل الاقتصادي بين السعودية وتركيا.

إرادة سياسية تغلب التبعثر الإقليمي

بدوره، يرى رئيس مركز دراسات الخليج في جامعة قطر محجوب الزويري أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا والسعودية وقطر والإمارات تطورت بشكل متسارع.

ويقول الزويري في حديثه إلى "العربي" من الدوحة: "نحن نتحدث عن مستويات عالية من الاستثمار بين تركيا وهذه الدول الخليجية".

ويضيف: "الاستثمارات التركية مع قطر هي الأعلى خليجيًا حيث تجاوز حجم التبادل التجاري الـ46 مليار دولار".

كما أن تركيا هي الشريك رقم 11 بالنسبة لدولة الإمارات، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين أكثر من 30 مليار دولار، بحسب الزويري. 

ويعتبر الزويري أن المؤشرات الاقتصادية تؤكد أن هناك إرادة سياسية في البلدان الأربعة على الدفع بهذه العلاقات وعدم الاستسلام إلى المشهد الإقليمي المبعثر. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close