Skip to main content

جونسون يطل مجددًا.. سوناك يحصل على 100 ترشيح لقيادة المحافظين

السبت 22 أكتوبر 2022

بات وزير الخزانة البريطاني السابق ريشي سوناك، يملك الحد الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح لمنصب زعيم حزب المحافظين، نالها في وقت متقدم من مساء أمس الجمعة، وفق ما أفاد نواب مؤيدون. 

ويأتي ذلك بعد استقالة رئيسة الوزراء ليز تراس، إذ سيصبح سوناك تلقائيًا زعيمًا لحزب المحافظين ورئيسًا للوزراء في حال فشل منافسيه بيني موردنت، وبوريس جونسون في مسعاهم لنيل 100 ترشيح من زملائهم المحافظين في البرلمان.

وكتب النائب المحافظ البارز في مجلس العموم توبياس إلوود على تويتر: "يشرفني أن أكون النائب المئة عن حزب المحافظين الذي يدعم ريشي"، وتبعه مؤيدون آخرون أكدوا تجاوز سوناك حاجز المئة.

موردنت و"بداية جديدة"

وأعلنت وزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردنت الجمعة ترشحها لخلافة تراس، فيما بدأت تتعزز فرضية عودة جونسون إلى السلطة مع تلقيه تأييدًا متزايدًا داخل حزب المحافظين.

وموردنت هي أول من يعلن ترشحه للمنصب رسميًا بعد أن اضطر حزب الغالبية إلى تنظيم ثاني اقتراع داخلي في أسابيع لاختيار زعيم جديد له وللبلاد.

وقالت موردنت التي فشلت في المرور إلى الجولة الثانية من الاقتراع السابق لاختيار خليفة جونسون، إن الهدف من ترشحها تحقيق "بداية جديدة، وحزب موحد وقيادة من أجل المصلحة الوطنية".

وازدادت الضغوط على المحافظين بعد أن قدمت تراس الخميس استقالتها بعد 44 يومًا فقط على توليها المنصب، حيث كانت قد أعلنت الشهر الماضي عن برنامجها الاقتصادي الذي تضمن خفضًا للضرائب على الشركات الكبيرة، ليجتاح الشارع البريطاني غضب على حكومتها.

هذا الغضب ظهر بعد اضطراب سوق المال وهبوط الجنيه الإسترليني إلى مستويات قياسية أمام الدولار، في وقت تزايد فيه التضخم في بريطانيا.

"فوضى سياسية"

وكشف استطلاع أجراه معهد يوغوف أن 79% من البريطانيين يعتقدون أن تراس كانت محقة في الاستقالة، بينما وصفها 64% بأنها رئيسة وزراء "سيئة"، كما أفاد الاستطلاع بأن 3 من كل 5 ناخبين يريدون انتخابات عامة مبكرة، تماشيًا مع غضب أحزاب المعارضة في وقت يواجه المواطنون صعوبات مع تفاقم أزمة كلفة المعيشة.

ويرى حزب العمال وأحزاب أخرى أن الانتخابات وحدها يمكن أن تنهي أشهرًا من الفوضى السياسية التي بدأت مع استقالة جونسون في يوليو/ تموز بعد فضيحة شخصية وسياسية، لتفوز تراس بعدها في الاقتراع على خلافته بدعم ما يزيد قليلًا عن 80 ألف عضو في حزب المحافظين، متقدمة على سوناك الذي حذر من أن برنامجها اليميني المتشدد للتخفيضات الضريبية وزيادة المديونية من شأنه تقويض الاقتصاد.

وعاود وزير المال السابق البروز كمرشح لديه حظوظ قوية في تولي المنصب، وفق ما أظهرت استطلاعات داخل الحزب الحاكم. لكنّ تقارير أفادت بأن جونسون قطع عطلته في الكاريبي للمشاركة في السباق الذي سيشهد تصويت نواب حزب المحافظين الإثنين قبل اقتراع محتمل عبر الإنترنت لأعضاء الحزب الأسبوع المقبل.

"عودة جونسون"

وكان وزير التجارة جاكوب ريس-موغ الموالي لجونسون، أول مسؤول يدعمه علنًا، فقد قال عبر تويتر إن "بوريس وحده يمكنه الفوز في الانتخابات المقبلة". كما تلقى جونسون دعمًا من وزير الدولة وعضو البرلمان سيمون كلارك، أما وزير الدفاع بن والاس المدعوم من عدد كبير من أعضاء الحزب، فقال للصحافيين إنه لا ينوي الترشح و"في الوقت الحالي، أميل إلى بوريس جونسون".

واعتبر والاس أن رئيس الوزراء السابق هو الزعيم المحتمل الوحيد الذي يتمتع بشرعية انتخابية على مستوى المملكة المتحدة، بعد أن قاد المحافظين إلى انتصار ساحق على حزب العمال في انتخابات عام 2019.

لكن الوزير أضاف أن "بعض الأسئلة التي تحتاج لإجابة" لا تزال مطروحة على جونسون بشأن الفضائح المتعددة التي أسفرت عن إعلان فتح تحقيق لم يبدأ بعد في مجلس العموم.

وإذا أدين جونسون بالكذب على مجلس العموم بشأن "فضيحة الحفلات" التي أقيمت في مقر رئاسة الوزراء في انتهاك لإجراءات الإغلاق بسبب كوفيد، فإنه يمكن تعليق عضويته في البرلمان أو حتى فصله منه، وثمة وسائل إعلام بريطانية تؤكد أن لجنة التحقيق حصلت على "أدلة جديدة دامغة" من شأنها أن تقضي على أي فرصة لجونسون في العودة.

"قرار كارثي"

وكانت الفضائح قد دفعت جونسون إلى الاستقالة مع انهيار مستوى شعبيته، فقد أظهر أحد الاستطلاعات أن أكثر كلمة يستعملها الناخبون لوصفه هي "كاذب". كما أعرب محافظون آخرون عن رفضهم الشديد لاحتمال عودته، فقد حذّر النائب المخضرم روجر غيل من أن جونسون قد يواجه موجة استقالات لبرلمانيين يرفضون العمل تحت قيادته.

وقال النائب كريسبين بلانت لشبكة "بي بي سي": إن جونسون كان "محاورًا رائعًا" لكن سوناك "شخصية أكثر جدية بكثير"، يمكنها أن تنقل "رسالة جادة" إلى البلاد. وقال جيسي نورمان وزير الدولة في وزارة الخارجية، إن اختيار جونسون مرة أخرى سيكون "قرارًا كارثيًا جدًا".

ولم يعلن سوناك وجونسون رسميًا بعد ترشحهما، ويُتوقع على نطاق واسع أن ينضما إلى المنافسة مع موردنت.

أمام المتنافسين مهلة حتى الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي يوم الإثنين لتقديم 100 تزكية على الأقل من زملائهم في البرلمان من حزب المحافظين. وإذا لم يحصل أي مرشح على فارق كبير، فسيكون لأعضاء حزب المحافظين كلمتهم، وسيتم إعلان النتيجة الجمعة المقبلة.

وقال زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر إن بريطانيا "لا يمكن أن تجري تجربة أخرى" بعد فترة تراس الكارثية. وأضاف: "هذا ليس مجرد مسلسل طويل في قيادة حزب المحافظين، إنه يلحق ضررًا كبيرًا بسمعة بلدنا".

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة