السبت 4 مايو / مايو 2024

جونسون يعتزم الاستمرار بعضوية البرلمان.. إلى أين تسير الأوضاع في بريطانيا؟

جونسون يعتزم الاستمرار بعضوية البرلمان.. إلى أين تسير الأوضاع في بريطانيا؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش مآلات الأوضاع في بريطانيا بعد استقالة جونسون من رئاسة حزب المحافظين (الصورة: وسائل التواصل)
كشف السكرتير الخاص لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لدى البرلمان أن الأخير يعتزم الاستمرار في عضوية البرلمان، عندما يتنحى عن منصب رئيس الوزراء.

أكد أحد مساعدي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المقربين أن الأخير يعتزم الاستمرار في عضوية البرلمان، عندما يتنحّى عن منصب رئيس الوزراء.

وقال جيمس دودريدغ، السكرتير الخاص لجونسون لدى البرلمان على تويتر أمس الخميس: "من الجيد أن نسمع أن رئيس الحكومة سيواصل عمله عضوًا في البرلمان".

بدوره، أعلن النائب البريطاني المحافظ توم توغندهات مساء الخميس اعتزامه خوض المعركة لخلافة جونسون.

وحتى قبل أن يعلن جونسون استقالته، كان أعضاء آخرون في الحزب قد عبروا بالفعل عن نيتهم الترشح.

وقالت سويلا بريفرمان، المدعية العامة المسؤولة عن تقديم المشورة القانونية للحكومة، مساء الأربعاء عبر التلفزيون، إنها ستقدم ترشيحها.

كذلك، أعلن ستيف بيكر، المنتمي إلى الجناح اليميني لحزب المحافظين، أنه يفكر "جديًا" في الترشح.

كما يفكر كل من وزير الصحة السابق ساجد جاويد الذي أعلن استقالته من الحكومة الثلاثاء، ووزير النقل غرانت شابس، في دخول سباق الترشيحات.

ويبرز اسما وزير الدفاع بن والاس، وريشي سوناك الذي مهدت استقالته من منصب وزير المال الثلاثاء الطريق أمام موجة الاستقالات الأخرى، من بين الشخصيات الأوفر حظًا لخلافة جونسون بحسب استطلاع أجرته "يوغوف" شمل أعضاء حزب المحافظين.

واشنطن ستواصل "تعاونها الوثيق" مع لندن

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن بلاده ستواصل "تعاونها الوثيق" مع المملكة المتحدة، وخصوصًا في شأن أوكرانيا، في بيان نشر بعد استقالة رئيس الوزراء البريطاني، ولكن من دون أن يتضمن إشارة مباشرة الى هذا الأمر.

وقال بايدن: إن "المملكة المتحدة والولايات المتحدة هما الصديقان والحليفان الأقرب، والعلاقة الخاصة بين شعبينا تبقى متينة ودائمة".

وأضاف: "أتطلع الى مواصلة تعاوننا الوثيق مع حكومة المملكة المتحدة، وكذلك مع حلفائنا وشركائنا في العالم أجمع، حول سلسلة من الأولويات".

وتابع بايدن أن "هذا يشمل الحفاظ على مقاربة قوية وموحدة دعمًا للشعب الأوكراني في وقت يدافع عن نفسه ضد الحرب الوحشية لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على ديموقراطيته، وتحميل روسيا مسؤولية أفعالها".

استقالة جونسون

وفي وقت سابق الخميس، أعلن جونسون استقالته من منصبه رئيسًا تنفيذيًا لحزب المحافظين، ممهدًا الطريق لاختيار خلفه لرئاسة الحكومة، موضحًا أنه سيتنحى بعد سلسلة من الاستقالات هذا الأسبوع من فريقه الحكومي احتجاجًا على قيادته، لكنه سيبقى في منصب رئيس الوزراء حتى انتخاب بديل له.

ووقع جونسون في مرمى نيران الخصوم والأصدقاء على حد سواء، حيث تلاحقه سلسلة من الفضائح منذ أشهر خلت، فما إن ينجو من واحدة إلا وتلاحقه فضيحة أخرى، آخرها تعيين مشرع هو كريس بينشر في دور يتعلق برفاهية الحزب وانضباطه، رغم علمه أن بينشر موضوع شكاوى في اتهامات له بالتحرش.

وطفت هذه الفضيحة على السطح في وقت لا يزال فيه جونسون يعاني من تداعيات فضيحة الحفلات التي عرفت بـ"بارتي غيت"، التي أقيمت في مقر الحكومة خلال فترة الإغلاق التام إبان جائحة كوفيد-19، حيث كان البريطانيون حينها يخضعون لأوامر حكومته بالحجر المنزلي.

في غضون ذلك، أثيرت قضايا أخلاقية أخرى ضد نواب من حزب المحافظين الذي يقوده أبرز تداعيتها خسارة الحزب لمقعدين في الانتخابات التكميلية، إذ يحمله أعضاء في حزبه المسؤولية، ويرون أن أداءه لم يكن فاعلًا، ومن بين هؤلاء اللورد أشكروفت، الذي يوجه أصابع الاتهام إلى كاري زوجة جونسون في فضيحة أخرى تضاف إلى سجله، إذ يقول اللورد إن سلوكها يمنع جونسون من قيادة بريطانيا بنحو فاعل يستحقه الناخبون.

وكاري متهمة بالحض على إعادة تجديد الشقة الفاخرة التي يتقاسمها الزوجان في المقر السكني الرسمي لرئاسة الحكومة، أما الفضيحة الأكبر هي اتهامها بأنها كانت وراء تنظيم رحلة جوية لنقل الحيوانات من العاصمة الأفغانية كابل إبان الانسحاب الأميركي من البلاد بدلًا من إجلاء أفراد هناك.

إلى أين تسير الأوضاع في بريطانيا؟

وفي هذا الإطار، وصف أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن مثنى العبد الله، الأوضاع التي تشهدها بريطانيا بـ"الفارقة"، بعد خروج جونسون من "داونينغ ستريت"، لأنه عادة ما كان يحاول الظهور بزعامة جديدة مشابهة لحقبة ونستون تشرشل، مشيرًا إلى أن جونسون ضل الطريق لأن سلوكه الأخلاقي وليس السياسي، هو الذي أوقعه في مآزق كثيرة، وحرض حزبه عليه.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من لندن أن الجميع سواء الناخبين أو أعضاء الحزب يرون أنه يجب التخلص من جونسون، لأنه أحدث خللًا كبيرًا في الحياة السياسية البريطانية.

وأشار العبد الله إلى وجود قيم أخلاقية داخل حزب المحافظين التي من شأنها أن تحكم الجميع، لافتًا إلى أن جونسون حاول نقل سلوكه إلى داخل الحزب والتعتيم على القيم الأخلاقية.

وبين أستاذ العلاقات الدولية أن جونسون في هذه الفترة فقد إمكانية القدرة على قيادة الحكومة والدولة، لأن الاستقالات العديدة عصفت بالحكومة، جاوزت الخمسين شخصًا، لافتًا إلى أن وجوده في السلطة سيؤدي إلى شلل الحكومة، في ظل ما تتعرض له البلاد من مشاكل التضخم وعدم وصول سلاسل الغذاء.

وخلص إلى أن وزير الدفاع البريطاني بن والاس هو المرشح الأوفر حظًا لخلافة جونسون، لأنه من نقل المؤسسة العسكرية، من هيئة لا دعم لها ولا خطة لتطويرها إلى مؤسسة قادرة على أن تكون موجودة على الخارطة العسكرية العالمية، بالإضافة إلى دوره الفاعل في الأزمة الأوكرانية.

وسُيعلَن موعد بدء الترشح لقيادة الحزب الأسبوع المقبل، على ما أوضح جونسون، بعد ثلاث سنوات مضطربة من الحكم خرجت خلالها بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي وعانت جرّاء جائحة كوفيد والفضائح المتزايدة.

وفاز جونسون في الانتخابات عام 2019 وسط وعود بـ"إنجاز بريكست" في أعقاب استفتاء قبل ثلاث سنوات على ذلك، صوتت فيه غالبية البريطانيين على تأييد الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكن بالنسبة لكثيرين، فإن الزعيم الشعبوي الذي يتحدى التقاليد، لم يعد مرغوبًا فيه.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close