الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

حارقة وسامة ومحظورة.. هل تستخدم روسيا الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا؟

حارقة وسامة ومحظورة.. هل تستخدم روسيا الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا؟

Changed

تقرير حول ظهور دلائل جديدة في يونيو الماضي تؤكد استخدام أسلحة محظورة في سوريا (الصورة: غيتي)
استخدمت الأسلحة الكيميائية في عدد من النزاعات والحروب. واستُخدم غاز خردل الكبريت لأول مرة على نطاق واسع في مدينة إيبر في بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى.

بعد فتح تحقيق بارتكاب روسيا "جرائم حرب" في أوكرانيا واتهامها بارتكاب "إبادة جماعية" في مدينة بوتشا، عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن قلقه من أن تستخدم روسيا أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة منذ نحو أكثر من أربعين يومًا. 

وقالت كييف أمس الثلاثاء، إنها تتحرى أمر تقارير تفيد بأن القوات الروسية استخدمت أسلحة كيميائية في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة.

لكن ذلك قد يفتح احتمالات تصعيد جديدة، فخلال قمة بروكسل في مارس/ آذار الماضي قال الرئيس الأميركي جو بايدن عندما سئل عمّا إذا كان حلف شمال الأطلسي "الناتو" سيردّ بعمل عسكري إذا استخدمت روسيا الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا: "سنردّ إذا استخدمتها. ستعتمد طبيعة الاستجابة على طبيعة الاستخدام". 

أسلحة محظورة

ويُحظر إنتاج الأسلحة الكيماوية واستخدامها وتخزينها؛ بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية المبرمة عام 1997، التي وقعتها جميع الدول باستثناء مصر وكوريا الشمالية وجنوب السودان التي لم توقّع أو تصدّق عليها. أما إسرائيل فقد وقّعتها لكنها لم تصدق عليها.

وتشرف على الاتفاقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، والتي بوسعها تحديد ما إذا كانت مواد كيميائية سامة قد استخدمت كأسلحة، كما تحدد منذ منتصف 2018 من يفعل ذلك في سوريا.

وبموجب هذه المعاهدة، يحظر استخدام أخطر المواد السامة "المدرجة في الجداول" وسلائفها. ويشمل ذلك غاز السارين وغاز الأعصاب "في.إكس"، وهو من فئة الفوسفور العضوي، وغاز نوفيتشوك الذي طوره السوفييت، بالإضافة إلى مادة الريسين السامة وغازات الخردل الكبريتية التي تسبب التقرح.

وتعرّف المنظمة مصطلح "المادة الكيميائية السامة" بأنه "أي مادة كيميائية يمكن من خلال مفعولها الكيميائي أن تُحدث وفاة أو عجزًا مؤقتًا أو أضرارًا دائمة للإنسان أو الحيوان". ويمكن أيضًا لمادة كيميائية غير خاضعة للرقابة مثل الكلور أن تصبح سلاحًا كيمائيًا إذا استخدمت في صراع.

الأسلحة الحارقة

وعلى الرغم من تنديد جماعات حقوق الإنسان بها، لا تعد قنابل الفوسفور الأبيض من الأسلحة الكيميائية المحظور استخدامها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية. 

لكن قنابل الفوسفور تندرج ضمن فئة الأسلحة الحارقة. وبات استخدامها يخضع  للبروتوكول الثالث للمعاهدة المتعلقة ببعض الأسلحة التقليدية التي دخلت حيز التنفيذ في ديسمبر/ كانون الأول 1983 والتي تقيد استخدامها ولكن لا تحظرها تمامًا.

وهذا النوع من الأسلحة "محظور تمامًا تحت أي ظرف" ضد المدنيين، كما ينص هذا البروتوكول.

والأسلحة الحارقة محظورة أيضًا ضد الأهداف العسكرية عندما تكون قريبة من المدنيين. لكن هذا البروتوكول لا يتعلق بالفوسفور الأبيض عند استخدامه لخصائصه التي تنتج الدخان أو تضيء.

وروسيا وأوكرانيا من الدول الموقعة على هذا البروتوكول الثالث منذ عام 1982.

سجل استخدام الأسلحة الكيميائية

واستخدمت الأسلحة الكيميائية في عدد من النزاعات والحروب. واستُخدم غاز خردل الكبريت لأول مرة على نطاق واسع في مدينة إيبر في بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى، حيث لقي حوالي 90 ألف شخص حتفهم بسبب التعرض لأسلحة كيميائية.

وقُتل آلاف الأكراد، من بينهم نساء وأطفال، في هجوم كيميائي واسع النطاق على حلبجة في مارس/ آذار 1988 أثناء الحرب العراقية الإيرانية.

وفي عام 1995، أطلقت مجموعة في اليابان غاز السارين في مترو أنفاق طوكيو، مما أسفر عن مقتل 13 شخصًا ومرض الآلاف.

استخدمت في سوريا

وبعد عقود من قلة استخدامها، كانت براميل الكلور المتفجرة والسارين؛ من الأسلحة التي ظهرت في ساحة المعركة في سوريا، في سياق الحرب التي شنّها النظام في أعقاب الثورة، ما أسفر عن سقوط آلاف بين قتيل ومصاب. وهناك ما يقرب من 150 حالة قيد التحقيق من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتم تأكيد استخدام أسلحة محظورة في 20 حالة.

وتبين أن قوات النظام السوري المدعومة من روسيا استخدمت أسلحة كيميائية خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد كامل، كما استعان بها مقاتلو "تنظيم الدولة" وإن كان بدرجة أقل.

وتنفي روسيا كما النظام السوري استخدام أسلحة كيميائية، وتلقي باللوم على فصائل المعارضة المسلحة والمعارضين السياسيين. ويقول الجانبان إنه تم تلفيق الهجمات لإدانتهما.

وسُجل أكبر هجوم منفرد في سوريا في أغسطس/ آب 2013 في الغوطة الواقعة في ضواحي دمشق، عندما قُتل المئات في هجوم بغاز السارين. وألقت الحكومات الغربية حينها باللوم فيه على قوات النظام السوري.

استهداف المعارضة الروسية

كذلك اتهمت دول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية روسيا في هجومين بغاز الأعصاب نوفيتشوك، أحدهما على ضابط المخابرات العسكرية الروسية السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا في مارس/ آذار 2018، والآخر على أليكسي نافالني، أحد معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سيبيريا في أغسطس/ آب 2020.

ودمرت روسيا رسميًا أطنانًا من الأسلحة الكيميائية التي أبلغت بها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لكن موسكو اشتبكت مرارًا مع الحكومات الغربية التي حمّلتها مسؤولية الهجومين على سكريبال ونافالني.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close