السبت 18 مايو / مايو 2024

حداد وإضراب بعد استشهاد الأسير ناصر أبو حميد.. ماذا قال في رسالته الأخيرة؟

حداد وإضراب بعد استشهاد الأسير ناصر أبو حميد.. ماذا قال في رسالته الأخيرة؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على قضية استشهاد الأسير أبو حميد وردود الفعل (الصورة: وسائل إعلام فلسطينية)
نعت أوساط رسمية وحزبية فلسطينية الأسير ناصر أبو حميد الذي توفي في مستشفى إسرائيلي، متهمة الاحتلال بانتهاج سياسة القتل الطبي المتعمد.

أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الإضراب الشامل حدادًا على روح الأسير الشهيد ناصر أبو حميد الذي توفي في مستشفى إسرائيلي الثلاثاء، فيما نعته أوساط سياسية وحزبية.

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان فجر الثلاثاء "استشهاد الأسير ناصر أبو حميد (50 عامًا) في مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي".

واتهمت الهيئة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بـ"قتل" أبو حميد عبر "سياسة القتل الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى". 

وأفاد نادي الأسير بأن السلطات الإسرائيلية نقلت أبو حميد بشكل عاجل من سجن الرملة إلى مستشفى أساف هروفيه قبل نحو أسبوع بعد ارتفاع حاد في درجة حرارته وهبوط في دقّات القلب.

وأكّد نادي الأسير لـ"العربي" حينها أن أبو حميد "وصل إلى مرحلة حرجة جدًا توصف باللاعودة". وقد ناشدت الجهات الفلسطينية المنظمات الدولية التدخل لأن الأسير أبو حميد يمكن أن يستشهد في أي لحظة. 

ناصر أبو حميد والرسالة الأخيرة

والفلسطيني ناصر أبو حميد، هو من مخيم الأمعري قرب رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عامًا إضافية، بتهمة المشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة "فتح"، وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي.

وله 5 أشقاء أيضًا يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في سجون الاحتلال، وسادس استشهد عام 1994، وهدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.

وقبل استشهاده بفترة وجيزة، وجّه الأسير ناصر أبو حميد، رسالة أخيرة ودع خلالها أسرته والشعب الفلسطيني. وقال فيها: "أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مطمئن وواثق بأنني أولًا فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعبًا عظيمًا لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالاً وإكبارًا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر".

وأضاف أبو حميد في وصيته: "لست حزينًا لنهاية الطريق لأن في نهاية الطريق أنا أودع شعبًا بطلًا عظيمًا، حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم". 

حداد وإضراب

في المواقف، نعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الأسير أبو حميد، وقالت في بيان إنه "استُشهد نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي".

واعتبرت أن أبو حميد "شكّل حالة نضالية خاصة منذ أن التحق بالحركة، وكان أحد أبرز قادتها الميدانيين في الانتفاضتين الأولى والثانية وداخل معتقلات الاحتلال". 

وفي محافظة رام الله والبيرة، أعلنت "فتح" في بيان منفصل، "الإضراب الشامل حدادًا على روح الشهيد" ودعت إلى "مسيرات منددة بعملية اغتيال القائد ناصر أبو حميد". 

وقد نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس "الشهيد الأسير البطل القائد ناصر أبو حميد"، محملًا إسرائيل "مسؤولية استشهاد أبو حميد، جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى".

كما نعى رئيس الوزراء محمد اشتية الأسير أبو حميد، وقال إنه "استشهد جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى".

وحمّل اشتية، إسرائيل "مسؤولية استشهاد أبو حميد"، داعيًا الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية والحقوقية "إلى الإسراع بالتدخل من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال من سجون الاحتلال". 

بدوره، طالب رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية بمنظمة التحرير الفلسطينية (جهة التواصل الرسمية مع إسرائيل) حسين الشيخ، إسرائيل بتسليم جثمان أبو حميد.

وفي السياق، نعى أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي "الشهيد والقائد الوطني البطل، القائد في كتائب شهداء الأقصى وحركة فتح ناصر أبوحميد".

ودعا الهيئات الدولية المعنية إلى تحمل مسؤولياتها "إزاء حماية الأسرى في سجون الاحتلال ومعتقلاته ودرء المخاطر عنهم والضغط على حكومة الاحتلال لتوفير سبل الرعاية الصحية والاهتمام الطبي". 

وواجه الأسير الشهيد وهو و600 أسير من المرضى لا زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، جريمة الإهمال الطبيّ المتعمد، من بينهم 23 أسيرًا، يعانون من السرطان والأورام بدرجات مختلفة. 

وقد وبدأ الوضع الصحي لناصر أبو حميد التدهور بشكل واضح منذ شهر أغسطس/ آب 2021، إذ بدأ يعاني من آلام في صدره وتبين أنه مصاب بورم في الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن عسقلان قبل تماثله للشفاء، مما أوصله إلى هذه المرحلة الخطيرة.

كما تعرض مجددًا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له بعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي بحسب هيئة الأسرى.

ويقبع في سجون إسرائيل 4700 معتقل فلسطيني، بينهم 150 طفلًا، و33 سيدة، وفق نادي الأسير الفلسطيني الذي يشير إلى ارتفاع "عدد الشهداء داخل السجون الإسرائيلية إلى 233 منذ عام 1967، منهم 74 شهيدًا ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي/ القتل البطيء".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close