حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الأحد، بأن حل الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا سيشكل "حدثًا خطيرًا" يمكن أن يؤثر على العلاقات الثنائية بين إسرائيل وروسيا.
فقد نددت إسرائيل في بيان رسمي بشدة عزم موسكو على حل الوكالة شبه الحكومية لاتهامها بارتكاب انتهاكات للقانون، واعتبرت أن هذا إجراء عقابي ردًا على موقف الحكومة الجديدة المتشدد من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويوم الخميس الفائت، قالت محكمة في موسكو إن وزارة العدل الروسية طلبت تصفية الفرع الروسي من الوكالة اليهودية وهي منظمة تساعد على الهجرة إلى إسرائيل، وبرر المسؤولون الروس القرار بضرورة "احترام القانون الروسي".
وتعهد لابيد "التحرك عبر القنوات الدبلوماسية" للسماح للوكالة بمواصلة عملها، عبر إرسال وفد إسرائيلي "فور تلقي الموافقة الروسية على المحادثات"، سيعمل وفق البيان "كل ما بوسعه" لإحراز تقدم في الحوار حول هذه المسألة.
وأضاف لابيد الذي اتهم روسيا في أبريل/ نيسان الفائت بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، أن "العلاقات مع روسيا مهمة لإسرائيل".
ما هو عمل الوكالة اليهودية للهجرة؟
أما الوكالة اليهودية للهجرة، فأُسّست في 1929، وتُعنى بتنظيم هجرة الأشخاص ذوي الأصول اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبدأت نشاطاتها في روسيا عام 1989، قبل عامين من سقوط الاتحاد السوفيتي.
وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وصل إلى إسرائيل مئات آلاف اليهود آتين من جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي السابق فأصبحت تضم اليوم أكثر من مليون شخص أصولهم من الاتحاد السوفيتي السابق.
وهاجر نحو 7000 يهودي من روسيا إلى إسرائيل العام الماضي لوحده، بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قد نقلت مطلع الشهر الجاري الخامس أن السلطات الروسية تشتبه بأن الوكالة اليهودية تجمع معلومات بطرق غير قانونية عن مواطنين روس، في خلفيات ترتبط بالحرب في أوكرانيا وسوريا.
بينما كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "من الواضح لجميع الأشخاص الضالعين في العلاقات الإسرائيلية الروسية، أن القرار بحل الوكالة اليهودية سياسي، بفعل موقف إسرائيل ولابيد من الحرب في أوكرانيا".
الموقف الإسرائيلي من الحرب في أوكرانيا
وتشهد العلاقات بين إسرائيل وروسيا توترًا منذ بداية الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، حيث تبنت تل أبيب بدايةً موقفًا حذرًا، قبل أن ينتقد لابيد الحرب "بحذر" حفاظًا على العلاقات مع موسكو حليفة نظام بشار الأسد لشن ضربات جوية في سوريا.
ورغم أن إسرائيل لم ترسل مساعدات عسكرية لأوكرانيا إلا أنها أدانت التحرك الروسي نحو جارتها.
وفي مايو/ أيار الفائت تدهورت العلاقات القوية تقليديًا مع موسكو بعد أن قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هتلر له أصول يهودية، وهو ما أثار غضب إسرائيل.
في المقابل، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد خاطب الكنيست في الأيام الأولى من الحرب، حيث اعتبر أنّ التهديد الذي تواجهه بلاده يشبه "التهديد" الذي تواجهه إسرائيل؛ على حد وصفه.
وطلب زيلينسكي آنذاك، دعم إسرائيل لأوكرانيا في مواجهة روسيا، مادحًا منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي رأى أنها "الأفضل في العالم".