الإثنين 6 مايو / مايو 2024

حراك دبلوماسي.. أردوغان وشولتس يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار بأوكرانيا

حراك دبلوماسي.. أردوغان وشولتس يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار بأوكرانيا

Changed

تقرير على "العربي" حول وجود زعيم الشيشان رمضان قديروف قرب كييف (الصورة: الأناضول)
ردًا على سؤال حول الحياد الذي تظهره بلاده في هذا الصراع، قال أردوغان إنه يريد الحفاظ على روابط الصداقة مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي والرئيس الروسي بوتين.

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة أنقرة، الحاجة إلى وقف سريع لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا وعلى الرغبة في مواصلة تعاونهما العسكري مع كييف.

جاء ذلك خلال زيارة شولتس إلى أنقرة بدعوة من أردوغان، في وقت تشهد تركيا حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا في إطار مساعي الأخيرة للتوسط في وقف إطلاق للنار في أوكرانيا.

وسلّط كلاهما خلال مؤتمر صحافي الضوء على جودة المباحثات الثنائية التي جرت في "جو من الصراحة" وفق أردوغان، وتميّزت بطابع "بنّاء ومثمر" وفق عبارة شولتس الذي رحب "بجهود تركيا لصالح التوصل إلى حل دبلوماسي".

وردًا على سؤال حول الحياد الذي تظهره بلاده في هذا الصراع، قال أردوغان إنه يريد الحفاظ على روابط الصداقة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأكد الرئيس التركي أن بلاده أرسلت المساعدة اللازمة إلى أوكرانيا وستواصل ذلك.

وقلبت الطائرات المسيّرة التركية المقاتلة التي زودت بها أنقرة كييف منذ العام 2019، موازين الهجوم الروسي، بعدما أثبتت فاعليتها بعد استخدامها من قبل الجيش الأوكراني أوكرانيا في استهداف أرتال الدبابات الروسية منذ بدء الهجوم فجر 24 فبراير/شباط الماضي.

وفي هذا الصدد قال شولتس إن "تركيا أرسلت أسلحة إلى أوكرانيا، وليس مساعدات إنسانية فقط. يجب أن نأخذ ذلك في الاعتبار".

وهذا أول اجتماع بين زعيمي تركيا وألمانيا، البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، منذ وصول شولتس إلى المستشارية خلفًا لأنغيلا ميركل (2005-2021).

كما زار شولتس موسكو قبل بدء الهجوم، وتحدث مرات عدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه عمل في الأثناء على تعزيز تسليح بلاده.

واتصل المستشار الألماني السبت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الروسي غداة القمة الأوروبية التي عقدت في فرساي قرب باريس.

كذلك، أشاد شولتس بجهود رجب طيب أردوغان في المنطقة، مشيرًا إلى استقباله في الأيام الأخيرة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.

وأشار المستشار الألماني إلى أنه "لدينا خلافات وآراء متباينة حول حقوق الإنسان ودولة القانون، لكننا نأمل أن يجري تجاوزها بسرعة".

جهود دبلوماسية حثيثة

وجاءت زيارة شولتس في ظل جهود دبلوماسية حثيثة تبذلها تركيا التي استضافت الأسبوع الماضي، في أنطاليا في جنوب البلاد، أول محادثات مباشرة بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا منذ بدء الهجوم الروسي.

وفشل الوزيران في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكنهما تعهدا مواصلة الحوار بين بلديهما اللذين استأنفا المحادثات صباح الإثنين عن طريق الفيديو في جولة رابعة سبقتها ثلاث بشكل مباشر عند الحدود البيلاروسية.

وشدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال حديثه إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس، على أن بلاده قدمت دعمًا لأوكرانيا على نحو لن يتمكن شركاء بلاده في حلف شمال الأطلسي من القيام به، على الرغم من علاقاتها مع روسيا، وأضاف أن أنقرة ستواصل إرسال الدعم الإنساني لكييف.

واعتبر أردوغان أنه في ظل الظروف الحالية، سيكون من السابق لأوانه الحديث الآن عما ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل. ومضى يقول: "علينا أن نرى ما هي الظروف، علينا الحفاظ على صداقتنا مع السيد زيلينسكي والسيد بوتين".

وتعرضت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لعقوبات أميركية في ديسمبر/ كانون الأول 2020 بسبب شرائها أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 في خطوة انتقدها الحلفاء الغربيون بشدة.

وقالت أنقرة حينها أنها اضطرت إلى اختيار الأسلحة الروسية لأن الحلفاء لم يزودوها بالأسلحة بشروط مرضية لها.

ورحب شولتس بالمحادثات بين أوكرانيا وروسيا وغيرها من الجهود الدبلوماسية، لكنه شدّد على أن الاجتماعات يجب أن تتمخض قريبًا عن نتائج تسمح بوقف إطلاق النار.

وأضاف للصحافيين "يجب أن نتأكد من تحقيق نتائج في القريب العاجل تجعل وقف إطلاق النار ممكنًا".

وتشترك تركيا، العضو في حلف الأطلسي، في حدود بحرية مع أوكرانيا وروسيا على البحر الأسود ولديها علاقات جيدة مع البلدين، ومن البداية قالت إن الهجوم غير مقبول وعبرت عن دعمها لأوكرانيا، لكنها عارضت أيضًا العقوبات على موسكو وعرضت التوسط.

تكثيف المحادثات

وأكدت أوكرانيا أمس الأحد، أنها تعمل مع تركيا وإسرائيل كوسطاء لتحديد مكان وإطار عمل للمحادثات مع روسيا، بعد أن استضافت تركيا وزيري خارجية الدولتين المتحاربتين في أول محادثات رفيعة المستوى الأسبوع الماضي.

وزيارة اليوم الإثنين هي أول زيارة يقوم بها شولتس إلى تركيا منذ توليه منصبه في ديسمبر/ كانون الأول 2021، وسط جهود تبذلها ألمانيا للتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الهجوم الروسي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close