الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

حزب العدالة والتنمية المغربي يعيد بنكيران لقيادته.. أي تحديات تنتظره؟

حزب العدالة والتنمية المغربي يعيد بنكيران لقيادته.. أي تحديات تنتظره؟

Changed

بنكيران يحظى بشعبية كبيرة في أوساط حزب العدالة والتنمية (مواقع التواصل)
يحظى بنكيران بشعبية كبيرة في أوساط حزب العدالة والتنمية (مواقع التواصل)
حصل بنكيران (67 عامًا)، وهو أيضًا رئيس الحكومة المغربية الأسبق، على قرابة 82% من أصوات المؤتمرين (1221 صوتًا من أصل 1252)، بحسب ما أعلن الحزب ليل السبت.

أعاد حزب العدالة والتنمية المغربي السبت، انتخاب زعيمه السابق عبد الإله بنكيران أمينًا عامًا في مؤتمره الاستثنائي الذي حاول من خلاله تجاوز ارتدادات ما لحقه من هزيمة في الانتخابات الماضية.

وحصل بنكيران (67 عامًا)، وهو أيضًا رئيس الحكومة المغربية الأسبق، على قرابة 82% من أصوات المؤتمرين (1221 صوتًا من أصل 1252)، بحسب ما أعلن الحزب ليل السبت على موقعه الرسمي.

شعبية واسعة

ويخلف عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني على رأس الحزب بعد أن استقال الأخير غداة الهزيمة المدوية في الانتخابات البرلمانية، حيث تراجع الحزب من المرتبة الأولى بـ125 مقعدًا نيابيًا إلى المرتبة الثامنة بـ13 مقعدًا من أصل 395.

ويحظى بنكيران بشعبية كبيرة في أوساط الحزب، حيث يعود إلى المشهد السياسي بعد خمسة أعوام على إعفائه من طرف الملك محمد السادس من رئاسة الحكومة لمرة ثانية، بعد أزمة سياسية استمرت أشهرًا.

وفي 2011 قاد الحزب الذي كان أحد مؤسسيه، إلى رئاسة الحكومة لأول مرة بعد سنوات في المعارضة في سياق الربيع العربي، من دون السيطرة على الوزارات الأساسية.

واشتهر بحضوره الإعلامي البارز وانتقاده "التحكّم"، في إشارة منه إلى الدولة العميقة، بينما كان يصفه خصومه بـ"الشعبوي".

أزمة سابقة

ونجح بنكيران في قيادة حزبه إلى رئاسة الحكومة لولاية ثانية بعد انتخابات عام 2016 رافعًا عدد مقاعده البرلمانية. لكنه لم يستطع تشكيل حكومة بعد أزمة سياسية استمرت أشهرًا، بسبب رفضه شروطًا وضعها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش.

وانتهت الأزمة بإعفائه من رئاسة الحكومة ليعين الملك محمد السادس خلفه الرجل الثاني آنذاك في الحزب سعد الدين العثماني الذي قبل كل شروط أخنوش، ما أثر على صورة الحزب.

وخلال رئاسة العثماني الحكومة المغربية الأخيرة، أعرب بنكيران عن معارضته لقرارات اعتبرها مناقضة لمبادئ الحزب، مثل تقنين زراعة القنب الهندي لاستعمالات طبية وصناعية، واعتماد اللغة الفرنسية في التدريس.

وانعقد مؤتمر حزب العدالة والتنمية الاستثنائي في ظل نقاش داخلي محتدم وانتقادات متزايدة لإدارة المرحلة السابقة، حيث يعلق الحزب رهاناته على قيادته الجديدة، من أهمها "رص الصف الداخلي وتوحيده".

تصحيح "صورة الحزب"

وفي هذا الإطار، يرى المحلل السياسي بلال التليدي أن المهمات التي تنتظر القيادة الجديدة لحزب العدالة والتنمية تكمن في إصلاح الآلة الحزبية وإنهاء الخلافات الداخلية والتفكير في مقاربة سياسية جديدة.

ويلفت التليدي في حديث إلى "العربي" من الرباط، إلى أن التغييرات في قيادة الحزب تأتي في ظل متغيرات سياسية داخلية وإقليمية ودولية، بالإضافة إلى تغير وضع الحزب وتموقعه السياسي، ولا سيما أنه الآن خارج المؤسسات.

ويشير إلى وجود مهمة أخرى أمام حزب العدالة والتنمية تتعلق بـ"تصحيح صورة الحزب التي تضررت كثيرًا في خيال ومزاج الرأي العام".

"ظروف استثنائية"

ويعتبر المحلل السياسي المغربي أن حزب العدالة والتنمية يعيش "ظرفية استثنائية" وأن رسالته الواضحة من مؤتمره "تحميل القيادة السابقة كامل المسؤولية بالفشل الانتخابي، حيث اختار قيادة جديدة لم ترتكب الأخطاء التي اقترفتها القيادة السابقة".

ويقول: إنّ "انتخاب القيادة القديمة لا يعني بالضرورة أن التشبيب لن يكون في صلب الحزب". ويشير في هذا السياق إلى تصريحات بنكيران حول "المقاربة الجماعية والروح والدماء الجديدة".

ويضيف: "من الصعب أن تحدث قطيعة بين القيادة التاريخية لحزب العدالة والتنمية والقيادات الشابة داخله".

إنهاء مرحلة الانقسامات

ويرى المحلل السياسي بلال التليدي أن التحدي الأكبر بالنسبة إلى بنكيران يتعلق في "الحفاظ على وحدة الحزب وإنهاء الخلافات الداخلية، وطي مرحلة الصراعات والانقسامات والبحث عن مقاربة جديدة".

ويعتبر أن الحزب يحتاج إلى "مقاربة جديدة ورؤية جديدة" تعيد إليه الدور الكامل الذي كان يقوم به، في ظل وجود "صورة مهتزة" داخل مزاج الرأي العام.

ويلفت إلى أن هناك "صورة انتخابية يجب أن تمحى بشكل كامل"، معتبرًا أن "كلها تحديات أمام بنكيران". ويتوقع أن تكون أول مهمة أمام بنكيران في قيادته هي "إصلاح الآلة الحزبية التي ستمكنه من تحقيق الانتصارات".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close