يعيش سكان مناطق شمالي قطاع غزة أوضاعًا مأساوية بسبب سياسة الحصار والتجويع، التي ينتهجها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
"العربي" جال في شمال القطاع راصدًا مقدار المعاناة التي يعيشها من تبقى من الفلسطينيين بين مساحات شاسعة من الدمار.
وبين ركام الأبنية المدمرة في وسط مخيم جباليا كانت جولة لكاميرا "العربي". وهناك، حيث كان أحد الفلسطينيين يحاول إخراج ما تبقى من ركام منزله، وصف الوضع الإنساني بالصعب جدًا. وقال: "نحاول جمع الحطب، حتى نتمكن من إشعال النار للطبخ، بسبب عدم توفر الوقود".
وأضاف أن "المواد الغذائية والمحروقات شحيحة جدًا، أما الطحين الأبيض فقد تعدى سعر الرطل الواحد منه الـ260 شيكل، ما يعني أن الكيلو الواحد يقارب الـ90 حتى 95 شيكل".
وأردف في ما يخص الأرز بأنه "غير متوفر، وإذا ما وُجد فإن سعر الكيلو منه يصل إلى 50 شيكل، بعد أن كان بأربعة شواكل فقط".
إسرائيل تواصل عدوانها
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي شنّ عدوانه على قطاع غزة لليوم الخامس والثلاثين بعد المئة، مستهدفًا مختلف مناطق القطاع ورافعًا أعداد الشهداء والجرحى.
وكان مراسل "العربي" أشار إلى استشهاد 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، وذكر أن غارة إسرائيلية استهدفت شرق مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع.
لكن على الرغم من الأوضاع شمالًا، فإن بعض المناطق شهدت عودة لمن نزحوا جنوبًا في بداية التوغل البري الإسرائيلي في القطاع.
وشهد أحد شوارع بيت لاهيا عودة سكانه إلى منازلهم التي باتت بغالبيتها ركامًا. فالدمار لم يمنع السكان من العودة؛ حيث نصب بعضهم خيمة من الصفيح، بينما وجد آخرون جزءًا من منازلهم لا يزال قائمًا فأووا إليه.
كما عادت مجموعات كبيرة من العائلات النازحة من مخيم جباليا، إلى مدرسة تعرضت هي نفسها لأضرار جسيمة، بفعل العدوان.
