الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

حلف عسكري مع لندن وواشنطن.. هل تستطيع اليابان مواجهة الصين؟

حلف عسكري مع لندن وواشنطن.. هل تستطيع اليابان مواجهة الصين؟

Changed

ناقش برنامج "للخبر بقية" التعاون العسكري الياباني مع كل من بريطانيا والولايات المتحدة لمواجهة تهديدات الصين (الصورة: غيتي)
ما هي دلالات إعلان طوكيو وواشنطن عن تعزيز التعاون الأمني وتداعياته في مواجهة "تهديدات بكين وبيونيانغ، وما مدى قدرة الصين على مواجهة التكتّلات العسكرية الجديدة؟

في ختام اجتماع وزاري عُقد في واشنطن، أعلنت اليابان والولايات المتحدة عزمهما تعزيز تحالفهما الدفاعي، والذي يتضمّن التصدّي لأي هجوم عبر الفضاء، في إشارة إلى تأكيد تزايد التهديدات الصينية والكورية الشمالية على حد سواء، فضلًا عن ارتفاع حدة التوترات بشأن تايوان.

وتسببت سلسلة اختبارات الصواريخ البالستية العابرة للجزر اليابانية التي أجرتها بيونغيانغ مؤخرًا، بتحوّل كلّي عن الموقف الدفاعي القاسي لليابان، والذي تبنّته طوكيو بعد هزيمتها عام 1945.

ووفق الإستراتيجيات التي تحدّث عنها إعلام كلا الدولتين أواخر العام المنصرم، فإن اليابان تأمل في مضاعفة الإنفاق الدفاعي إلى نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2027، ما يرشّحها لتتماشى مع إمكانيات دول حلف الناتو، وشراء منظومات صواريخ "توماهوك" و"كروز" الأميركية، مع الحرص على إنشاء وحدة بحرية لقوات المارينز الأميركية تستقرّ في جزيرة أوكيناوا الجنوبية، وهو ما سيجعلها أكثر مرونة في الاستجابة في حالات الطوارئ المتربّصة حول الجزر الجنوبية الغربية المجاورة لتايوان.

وقبل الإعلان الياباني الأميركي، وقّعت طوكيو مع لندن اتفاقًا متبادلًا يقرّب بين جيشيهما، والهدف واحد دائمًا: وقف الطموحات الصينية.

في المقابل، وردًا على كل هذه الاتفاقيات، قالت الصين: إن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ليست ساحة للألعاب الجيوسياسية، في دلالة على ما يصفه الخبراء بأنه "احتفاء متواصل من قبل واشنطن بمشاكل بكين"، سواء ما يتعلّق باقتصادها أو ما تدّعيه من حقوق في جزيرة تايوان.

غير أن عددًا لا بأس به من المتابعين قد نصحوا الإدارة الأميركية بتجنّب الوصول إلى حالة تراجع شامل للصين، "قد تكون أخطر وأسوأ من حالتها وهي مزدهرة".

وهو ما يحدث اليوم لناحية الشعور بالتهديد، وخطط الحصار، وتفجّر تسونامي كوفيد 19.

صحيح أن بعض النظريات تقول إن الصين تنكفئ على نفسها أثناء المحن الداخلية، ولكن ذلك بالتأكيد سيؤدي إلى تداعيات في دول أخرى، ويقذف بها إلى المجهول.

"انتهاك للنظام الدولي"

في هذا السياق، أوضح جاو تشكياي، رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية، أن اليابان ملزمة بتطبيق اتفاق عام 1945، وعليها أن تلتزم بعمليات السلام بدلًا من خوض الحروب.

وقال تشكياي، في حديث إلى "العربي"، من بكين: إن التعاون بين واشنطن وطوكيو مثير للقلق، لأن إعادة تسليح اليابان هو تغيير للقوانين التي وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية، وانتهاك للنظام الدولي.

استقرار العلاقات مع الصين؟

من جهته، شرح ريتشارد ويدز، مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد "هادسون"، أن الإستراتيجية الأميركية الصينية طُرحت العام الماضي، مبنية على التعاون مع طوكيو في مجالات مختلفة.

وقال ويدز في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إن البلدين وقّعا اتفاقيات لكيفية التعامل مع أي تهديد خارجي سواء من الصين أو غيرها من الدول، وبالتالي كان الحديث خلال اجتماع الأمس عن نظام دفاعي قوي جدًا.

وأضاف أن واشنطن تأمل في أن تؤدي تقوية اليابان إلى استقرار العلاقات مع الصين.

تحدٍ إستراتيجي

بدوره، رأى حسن البراري، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، أن واشنطن وطوكيو ترى في الصين تحديًا إستراتيجيًا مشتركًا.

وقال البراري، في حديث إلى "العربي"، من لوسيل: إن البلدين يعتبران أن الصين تحاول تغيير الوضع القائم حاليًا في تايوان، مع مخاوف من تكرار سيناريو أوكرانيا.

وأشار إلى أن الصين صعّدت عملياتها العسكرية سواء الجوية بشكل متواصل فوق الأجواء التايوانية أو البحرية في مضيق تايوان، منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.

واعتبر أن هذا التصعيد مؤشر إلى ما يُنظر إليه في الغرب على أنه "أعمال عدوانية"، كما أن الحرب على أوكرانيا بعثت برسالة واضحة لليابان بأن عليها الاعتماد على نفسها في مسألة الدفاع عن أراضيها وأن تزيد استثمارها في الإنفاق العسكري.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close