الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

بيلوسي تزور تايوان رغم تهديدات بكين.. ماذا عن الانعكاسات والتداعيات؟

بيلوسي تزور تايوان رغم تهديدات بكين.. ماذا عن الانعكاسات والتداعيات؟

Changed

ناقشت حلقة "للخبر بقية" تبعات زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وبحثت في دلالات ردود الفعل الصينية (الصورة: تويتر/ صفحة بيلوسي)
انعكست زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان مزيدًا من التوتر على العلاقات الأميركية الصينية، كما خلّفت جدلًا داخل مؤسسات الولايات المتحدة.

غادرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان بعدما أثارت زيارتها حفيظة الصينيين، وخلّفت جدلًا داخل مؤسسات الولايات المتحدة نفسها.

فقد أكدت بيلوسي أن زيارتها إلى تايوان لا تتعارض مع السياسات الأميركية تجاه الصين، لافتة إلى أن الهدف من الزيارة تكريس التزام واشنطن الثابت بدعم الديمقراطية.

في المقابل، عدت الصين الزيارة، تدخلًا في شأنها الداخلي، واستدعت السفير الأميركي لديها، محذرة واشنطن من العواقب.

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الصينية تعليق استيراد بعض أنواع الفاكهة والأسماك من تايوان وتصدير الرمال الطبيعية إلى الجزيرة.

كما كشفت بكين أنها ستجري سلسلة من التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية حول الجزيرة، في خطوة اعتبرت تايبيه أنها تنتهك مياهها الإقليمية.

وعلى الصعيد الأميركي الداخلي فزيارة بيلوسي التي تجاهلت دعوات كبار مسؤولي الأمن القومي إلى تأجيلها، قد تعمق الخلاف داخل الحزب الديمقراطي بحسب صحيفة "واشنطن بوست" ما سينعكس على نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الخريف المقبل.

توقعات بمزيد من الإجراءات الصينية تجاه تايوان

وفي هذا الإطار، تؤكد الكاتبة والصحافية الصينية فيحاء ونغ شين أن الحكومة الصينية أطلقت منذ البداية تحذيرات شديدة لتجنب تصاعد التوتر في المنطقة، إلا أن هذا الأمر لم ينفع وقامت بيلوسي بزيارتها إلى تايوان.

وتعتبر في حديث إلى "العربي" من بكين أنّ من واجب الحكومة الصينية على إثر ما حصل اتخاذ سلسلة إجراءات دبلوماسية واقتصادية وحتى عسكرية.

وتشدد ونغ شين على أن الصين تحاول قبل كل شيء استخدام الإجراءات الدبلوماسية على غرار استدعاء السفير الأميركي، متوقعة اتخاذ مزيد من الإجراءات.

وتذكّر في هذا السياق بخرق 22 طائرة صينية اليوم خط المنتصف الفاصل بين الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي والصين، مرجّحة أن تتخذ بكين مزيدًا من الإجراءات الاقتصادية بحق تايوان.

وإذ تؤكد أن الصين تحاول تجنب حصول حرب، تلفت في الوقت ذاته إلى أن بكين لا تخشى حصول أي استفزاز جديد.

"بكين بالغت في تهديداتها"

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز إدوارد جوزيف أن قرار نانسي بيلوسي زيارة تايوان يعود إليها شخصيًا، معتبرًا أن هذا الأمر رئيس في محاولة خفض التصعيد على اعتبار أن الرئيس جو بايدن وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة لا يتحكم في الكونغرس.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن الجانب الصيني يعلم أن قرار بيلوسي جاء من تلقاء نفسها وليس من الحكومة الأميركية، مشددًا في الوقت ذاته على أن بكين بالغت كثيرًا في تهديداتها قبل الزيارة إلى حد التهديد بإسقاط الطائرات، معتبرًا أن هذا الأمر تهديد خطير لمجرد أن شخصًا أراد زيارة دولة فقط.

ويعتبر جوزيف أن التهديدات التي أطلقتها الصين جعلت إلغاء زيارة بيلوسي أمرًا مستحيلًا نظرًا إلى أنها تكون بذلك قد رضخت لتلك التهديدات الأمر الذي قد يوجه رسالة مفادها أن واشنطن لا تنفذ التزاماتها.

ويخلص إلى أن المناورات التي أعلنت الصين عزمها على إجرائها تصعيد كبير، داعيًا إلى تواصل بين بكين وواشنطن لتجنب التصعيد.

تاريخ من الزيارات "الاستفزازية"

أما أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة إبراهيم فرحات فيستبعد حصول مواجهة مباشرة بين الصين والولايات المتحدة على خلفية قضية تايوان في المدى القصير.

ويوضح في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن بيلوسي معروفة بتاريخها الشخصي من الزيارات "الاستفزازية" من خلال زيارتها عام 1991 لساحة تيانانمن الشهيرة في بكين حيث كانت تندلع المظاهرات آنذاك، ومن ثم زيارتها إلى التيبت عام 2014 بعد اضطرابات بدأت هناك عام 2008، إضافة إلى زيارتها إلى دمشق بعد توتر العلاقات بين الإدارة الجمهورية برئاسة جورج دبليو بوش والنظام السوري عام 2007.

وفيما يلفت فرحات إلى أن الحكومة الصينية أخذت التاريخ الشخصي لبيلوسي بعين الاعتبار ولم تعد الزيارة موقفًا يمثل الحكومة الأميركية، يذكّر في الوقت ذاته بأن سياسة واشنطن في عهد بايدن تقوم على محاصرة الصين واستفزازها ومواجهتها.

ويشدد على أن إستراتيجية الصين في التعامل مع الولايات المتحدة تقوم على تجنب الاستفزاز ومن ثم التمكن الاقتصادي البطيء والانتشار على الساحة العالمية من دون حصول مواجهة مباشرة مع واشنطن.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close