الخميس 2 مايو / مايو 2024

خبراء أميركيون: الوثائق السرية بمنتجع دونالد ترمب "كابوس" أمني

خبراء أميركيون: الوثائق السرية بمنتجع دونالد ترمب "كابوس" أمني

Changed

تقرير سابق ل"العربي" (9 أغسطس 2022) حول تفنيش عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي منزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في فلوريدا (الصورة: رويترز)
يجري تحقيق اتحادي مع ترمب حول انتهاكات محتملة لقانون تجسس يجرم تقديم معلومات لدولة أخرى أو إساءة التعامل مع معلومات.

كشفت الوثائق الحكومية الأميركية المُصادرة من منتجع الرئيس السابق دونالد ترمب عن مخاوف كبيرة تخص الأمن القومي للبلاد.

وقال عدد من خبراء الأمن، لرويترز، إن "مصادرة وثائق حكومية أميركية سرية من منتجع ترمب في مارالاغو يسلط الضوء على مخاوف الأمن القومي المستمرة التي يشكلها الرئيس السابق ومنزله الذي أطلق عليه اسم البيت الأبيض الشتوي".

وفي الوقت الحالي، يخضع ترمب لتحقيق اتحادي حول انتهاكات محتملة لقانون التجسس الذي يجرم تقديم المعلومات لدولة أخرى، أو إساءة التعامل مع معلومات دفاعية أميركية أو تبادلها مع غير المخولين بذلك، وفقًا لأمر التفتيش القضائي.

وكشف ترمب، خلال فترته الرئاسية، عدة مرات، عن معلومات بغض النظر عن حساسيتها. وفي بداية حكمه، قدم بشكل عفوي معلومات بالغة السرية لوزير الخارجية الروسي حول عملية من المقرر تنفيذها ضد تنظيم الدولة الإسلامية أثناء وجوده في المكتب البيضاوي، حسبما قال مسؤولون أميركيون في ذلك الوقت.

"تخزين في مكان غير لائق"

وقالت ماري ماكورد المسؤولة السابقة بوزارة العدل إن مذكرة التفتيش الصادرة عن وزارة العدل تثير مخاوف متعلقة بالأمن القومي.

وأضافت: "من الواضح أنهم اعتقدوا أن استعادة هذه المواد إلى فضاء آمن أمر مهم جدًا، حتى مجرد الاحتفاظ بوثائق سرية للغاية في مخزن غير لائق يخلق تهديدًا كبيرًا للأمن القومي، لا سيما بالنظر إلى مارالاغو التي يرتادها زوار أجانب وغيرهم ممن قد يكون لهم صلات بحكومات أجنبية ووكلاء أجانب".

وكشف ترمب، في بيان على منصته للتواصل الاجتماعي، أن السجلات "رُفعت عنها السرية" ووضعت في "مخزن آمن".

إلا أن ماكورد قالت إنها لا ترى "مبررًا معقولًا لقراره الواعي برفع السرية عن كل وثيقة منفردة منها قبل رحيله". وأضافت أنه بعد رحيله عن المنصب، لم تعد لديه الصلاحية لرفع السرية عن المعلومات.

وتشكل مصادرة عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي يوم الإثنين لمجموعات متعددة من الوثائق وعشرات الصناديق، ومنها معلومات عن شؤون الدفاع بالولايات المتحدة وإشارة إلى "الرئيس الفرنسي"، سيناريو مخيفًا لمجتمع المخابرات.

"إنها كابوس"

وقال ضابط سابق في المخابرات الأميركية: "بيئة التعامل الحذر مع المعلومات بالغة السرية مخيفة جدًا. إنها كابوس".

ولم تقدم وزارة العدل معلومات محددة عن كيفية ومكان تخزين المستندات والصور، ولكن جرى توثيق نقاط الضعف العامة للمنتجع بشكل جيد.

وفي إحدى الوقائع البارزة، اجتمع ترمب عام 2017 مع رئيس الوزراء الياباني آنذاك شينزو آبي على مائدة عشاء في الهواء الطلق، بينما كان الضيوف يتحركون في القرب ويسمعون ويلتقطون الصور التي نشروها لاحقًا على تويتر. وتخلل العشاء تجربة صاروخية لكوريا الشمالية، وكان الضيوف يسمعون بينما كان ترمب وآبي يفكران فيما سيقولان ردًا على ذلك. وبعد إصدار بيان، حضر ترمب حفل زفاف في نادي المنتجع.

وقال مارك زيد المحامي المتخصص في قضايا الأمن القومي: "ما رأيناه هو أن ترمب كان متساهلًا في الأمن لدرجة أنه كان يعقد اجتماعًا حساسًا بشأن موضوع حرب محتمل في مكان يمكن فيه لموظفين حكوميين غير أميركيين المراقبة والتصوير. كان من السهل أن يكون بحوزة أحدهم أيضًا جهاز يتنصت على ما كان يقوله ترمب ويسجله أيضًا".

وأسس مساعدون في البيت الأبيض غرفة آمنة في مارالاغو لإجراء المناقشات الحساسة. وكان هذا هو المكان الذي قرر فيه ترمب شن غارات جوية على سوريا؛ لاستخدامها أسلحة كيماوية في أبريل/ نيسان 2017.

وجرى اتخاذ هذا القرار بينما كان ترمب يستعد لتناول العشاء مع الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ. وعندما كان يتناول قطعة من كعكة الشوكولاتة، أبلغ ترمب شي بالضربات الجوية.

وعام 2019، قالت السلطات إنها ألقت القبض على امرأة صينية اجتازت نقاط التفتيش الأمنية في المنتجع، وكان في حوزتها وحدة ذاكرة عليها برمجيات "ضارة"، واتهمتها بدخول ملكية خاصة محظورة والإدلاء بمعلومات كاذبة للمسؤولين.

وبادر جون كيلي رئيس موظفي البيت الأبيض آنذاك بمحاولة وضع قيود على من يمكنهم الدخول إلى ترمب في مارالاغو، لكن جهوده باءت بالفشل لأن ترمب رفض أن يتعاون في هذا الأمر.

المصادر:
العربي- رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close