حذر الخبراء من أن القضاء على الجدري قد جعل العالم معرضًا لمرض جدري القرود، وسط مخاوف متزايدة من تفشي المرض الحالي الذي يجتاح العالم.
وكانت لقاحات الجدري تُعطى بشكل روتيني في مختلف أنحاء العالم حتى السبعينيات، عندما اعتُبر أنه لم يعد ضروريًا بسبب التغلّب على الفيروس.
ويعتقد العلماء أن ضعف المناعة من حملات التلقيح قد يساعد في تفسير سبب انتشار جدري القرود في جميع أنحاء العالم، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وعلى الرغم من عدم صنعه لجدري القرود، إلا أن لقاح "إمفانيكس" المضاد للجدري، فعال بنسبة تصل إلى 85% لأن الفيروسين متشابهان للغاية. كما تعمل الأدوية المضادة للفيروسات وعلاجات الجدري أيضًا مع جدري القرود.
التفشي كان "منتظرًا"
وقال الباحث في معهد باستير في باريس رومولوس بريبان: "إن تفشي المرض العالمي الحالي ينتظر الحدوث بسبب مستوى المناعة الذي يبلغ صفر تقريبًا في العالم".
ورصدت 19 دولة حالات إصابة هذا الشهر، وهو ما أثار القلق لأن العدوى تحدث عادة في غرب ووسط إفريقيا فقط.
من جهته، قال البروفيسور نيل مابوت، المتخصص في أمراض المناعة من جامعة إدنبرة للصحيفة: "إن الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا هم المجموعة الوحيدة المحمية ضد جدري القرود".
وأضاف: "على الرغم من أن مستوى المناعة سيتضاءل بمرور الوقت، فإن التطعيم ضد الجدري يوفر حماية طويلة الأمد، وتشير بعض التقديرات إلى أن هذا قد يستمر لعقود".
كما يُشار إلى أن جدري القرود أصبح أكثر شيوعًا حتى قبل تفشي المرض الأخير، حيث تشير الدراسات في إفريقيا إلى أن المعدلات زادت 20 ضعفًا بين الثمانينيات ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويعتقد الخبراء أن زيادة عدد السكان وزيادة التفاعل مع الحيوانات المصابة وراء هذا الارتفاع.
أكثر من مئتي إصابة
وتم تأكيد ما لا يقل عن 221 حالة إصابة بمرض جدري القرود في جميع أنحاء العالم منذ إصابة أول مريض بالمرض في المملكة المتحدة في 6 مايو/ أيار.
وكانت وزارة الصحة الإماراتية أعلنت الثلاثاء رصد أول حالة جدري القردة، في أول إصابة تسجل في الخليج، كما سجّلت كل من تشيكيا والنمسا وسلوفينيا أولى الإصابات بفيروس جدري القرود.
كما ارتفعت حصيلة الإصابات المؤكدة بعدوى جدري القرود في فرنسا إلى 5 حالات وسجلت حالات إصابة إضافية في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا.