الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

خطوة غير مألوفة.. السفيرتان الفرنسية والأميركية في بيروت تزوران الرياض

خطوة غير مألوفة.. السفيرتان الفرنسية والأميركية في بيروت تزوران الرياض

Changed

تتعمّق الأزمة الاقتصادية في لبنان وسط خلافات سياسية حادة تحول دون تشكيل حكومة
تتعمّق الأزمة الاقتصادية في لبنان وسط خلافات سياسية حادة تحول دون تشكيل حكومة (أرشيف-غيتي)
أعلنت السفارة الفرنسية في بيان أن السفيرة آن غريو ونظيرتها الأميركية دوروثي شيا ستتوجهان الخميس إلى السعودية للقاء عددٍ من المسؤولين السعوديين.

تزور سفيرتا فرنسا والولايات المتحدة في بيروت العاصمة السعودية الرياض، غدًا الخميس، في خطوة غير مألوفة،  للبحث في سبل الضغط على السياسيين اللبنانيين من أجل تسريع تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية، وفق ما أعلنت السفارة الفرنسية الأربعاء.

وأعلنت السفارة الفرنسية في بيان أن السفيرة آن غريو ونظيرتها الأميركية دوروثي شيا ستتوجهان الخميس إلى السعودية للقاء عددٍ من المسؤولين السعوديين. 

وبحسب ما جاء في البيان، فإن غريو ستؤكد خلال اللقاءات أنه "من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان".

كما ستعرب السفيرتان عن رغبة بلادهما في "العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل".

من جانبها، أشارت السفارة الأميركية، في بيان، إلى أنّ زيارة السفيرة الأمريكية، دوروثي شيا، ونظيرتها الفرنسية، للسعودية، "تأتي في أعقاب الاجتماع الثلاثي بشأن لبنان بين وزراء الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، والفرنسي جان-إيف لودريان، والسعودي فيصل بن فرحان آل سعود، في 29 يونيو/ حزيران الماضي، على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين في مدينة ماتيرا بإيطاليا".

وأوضحت السفارة أن السفيرة شيا ستبحث في السعودية خطورة الوضع في لبنان، وستؤكد على أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلًا عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي. 

وقال مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لـ "فرانس برس"، إن "السعودية لم تبد حتى الآن رغبة بالانخراط في التفاصيل".

السفيرة الفرنسية تنتقد رئيس الحكومة اللبنانية

في السياق نفسه، انتقدت السفيرة الفرنسية، كلمة ألقاها رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، أمس الثلاثاء، أكد فيها أن لبنان "على شفا كارثة"، داعيًا المجتمع الدولي إلى إنقاذ لبنان من "الحصار" الذي فُرض عليه.

وقالت غريلو في تصريحات مسجلة وزعتها السفارة الفرنسية اليوم الأربعاء: إن "سوء الإدارة وخمول القيادات اللبنانية" هو السبب في الانهيار الاقتصادي.

وأضافت: "هو ليس نتيجة لحصار خارجي. بل هو نتيجة لمسؤولياتكم أنتم جميعًا في الطبقة السياسية لسنوات. هذا هو الواقع".

ورغم ضغوط دولية تقودها فرنسا بشكل أساسي، يغرق المسؤولون اللبنانيون في خلافات سياسية حادة حالت دون تشكيل حكومة خلفًا لحكومة حسان دياب التي استقالت بعد أيام من انفجار مرفأ بيروت، فيما يشترط المجتمع الدولي تشكيل حكومة تباشر بتنفيذ إصلاحات ملحة، مقابل تقديم الدعم المالي الضروري لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي.

وفرضت فرنسا، التي زار مسؤولون منها لبنان مرات عدة منذ الانفجار، قيودًا على دخول شخصيات لبنانية تعتبرها مسؤولة عن المراوحة السياسية والفساد، كما لوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات.

تنسيق فرنسي أميركي حول لبنان

وتُنسق باريس وواشنطن منذ فترة جهودهما للضغط على المسؤولين اللبنانيين بما يشمل فرض "عقوبات" على من يعرقلون تشكيل الحكومة.

وكان وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون قد أعلن نهاية الشهر الماضي، أن البلدين يفكران في كل الخيارات ضد المسؤولين السياسيين بما يشمل فرض "عقوبات" على من يعرقلون تشكيل الحكومة.

ويصل السفير الفرنسي المكلف بتنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان الأربعاء إلى بيروت، لمتابعة ملف المساعدات الإنسانية، والتحضير لمؤتمر دعم ثالث للشعب اللبناني.

ونظمت فرنسا والأمم المتحدة مؤتمرين دوليين بعد انفجار المرفأ، قدّما إثره مساعدات إنسانية عاجلة من دون المرور بالمؤسسات الرسمية اللبنانية.

وغالبًا ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهرًا طويلة جراء الانقسامات السياسية. لكن الانهيار الاقتصادي، الذي فاقمه انفجار المرفأ وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، عوامل تجعل تشكيلها أمرًا ملحًا.

وتعمق الأزمة الاقتصادية معاناة اللبنانيين الذين بات أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، فيما خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار. 

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة