الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

خلاف العسكر يتعمق.. هل يهدد التسوية السياسية في السودان؟

خلاف العسكر يتعمق.. هل يهدد التسوية السياسية في السودان؟

Changed

"للخبر بقية" يناقش أسباب ودلالات وتداعيات الخلاف بين حميدتي والبرهان في السودان (الصورة: غيتي)
يتعلق الخلاف الأبرز بين رأسي المؤسسة العسكرية بملف إدماج قوات التدخل السريع التي يقودها حميدتي في الجيش السوداني.

تتوضح ملامح الخلاف بين رأسي المؤسسة العسكرية السودانية في أكثر من مناسبة، أحدثها ما ورد في خطاب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بشمال كردفان، عندما قال "إنه يريد التأسيس لجيش لا يتدخل في السياسة مستقبلًا".

وفُهم من هذا الكلام أن الغاية قطع الطريق على أي طموح سياسي لخصومه من العسكر، وتحديدًا نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي". 

رسالة البرهان التي يراها سياسيون سودانيون موجهة لحميدتي تأتي ضمن الشد والجذب بينهما على الرغم من لقاء جمع الرجلين مؤخرًا لنفي الخلافات.  

ملف إدماج قوات التدخل بالجيش

ويتعلق الخلاف الأبرز بين الطرفين بملف إدماج قوات التدخل السريع التي يقودها حميدتي في الجيش السوداني.

وقالت مصادر محلية في الخرطوم: "إن الجيش استعد من خلال خطاب البرهان لأي تطورات قد تنجم عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش وقوامها حوالي 100 ألف مقاتل وهو ما يوازي تقريبًا حجم قوات الجيش السوداني".

ويتخوف السودانيون من أن تلقي التقارير المتزايدة عن الخلافات بين البرهان وحميدتي بأثرها على مستقبل الاتفاق السياسي الذي وقّعه المكوّن العسكري مع أطراف مدنية، وسط مخاوف موجودة أصلًا من تعثره في ظل رفض أطراف سياسية أخرى الانضواء تحت مظلته.

فالأطراف السودانية اتفقت هذا الأسبوع على جدول زمني يسرّع خطوات التسوية السياسية ما يجعل من الفترة المقبلة الفيصل بشأن مصير الاتفاق.  

تهديد للاتفاق الإطاري

ويعتبر خبير إدارة الأزمات أمين إسماعيل مجذوب أن القلق هو بشأن الاتفاق الإطاري وعدم الوصول إلى التوقيع النهائي.

ويوضح مجذوب، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن الخلاف حول مسألة الدمج، وهو أحد بنود الاتفاق الإطاري، يضعف هذا الاتفاق ويجعل التخوف بشأنه مبررًا. 

ويقول: "مسألة الدمج كان يمكن أن تتم داخل البيت العسكري دون أن تخرج إلى الإعلام ليتدخل الجميع فيها".

ويرى أن الخلاف بين البرهان وحميدتي سياسي، نافيًا وجود نذر صراع مسلح في الخرطوم.

خلاف سياسي

من جهته، يرى رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية عثمان ميرغني أن قضية الدمج ليست أصيلة في خلاف المكونات العسكرية بقيادة البرهان من جهة وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو من جهة ثانية.

ويقول ميرغني في حديث إلى "العربي" من الخرطوم: "هناك اتفاق بين العسكريين والمدنيين على دمج كل القوى المسلحة في الجيش السوداني بإدارة مؤسسة واحدة".

ويعتبر ميرغني أن هناك خلافًا سياسيًا حول العملية السياسية وأطرافها في السودان.

ويقول: "الآن المدنيون منقسمون حول العسكريين، وأصبح كل طرف سياسي مدني يحاول أن يستقوي بالجانب العسكري الذي يؤيده". 

موقف قوى الحرية والتغيير

أمّا القيادي في قوى الحرية والتغيير -المجلس المركزي نور الدين صلاح الدين، فيعتبر أن هذه القوى حريصة على البدء في مسار التحوّل الديمقراطي.

ويلفت صلاح الدين، في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، إلى أن "كيفية الوصول إلى جيش مهني واحد هو أحد البنود على أجندة قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي".

وينفي صلاح الدين المزاعم التي تقول إن قوى الحرية والتغيير تؤيد طرفًا دون آخر.

ويضيف: "الطرفان العسكريان قاما بالانقلاب ونحن نتعامل معهما على حد سواء في مسار التحوّل الديمقراطي وهما يمثلان مؤسسة واحدة وهي سلطة الأمر الواقع".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close