الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

دعوات صينية للحوار ومخاوف من "هجوم الربيع".. ما هي سيناريوهات حرب أوكرانيا؟

دعوات صينية للحوار ومخاوف من "هجوم الربيع".. ما هي سيناريوهات حرب أوكرانيا؟

Changed

ناقشت "الأخيرة" المخاوف الأوكرانية من هجوم روسي جديد عليها (الصورة: غيتي)
دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا عامها الثاني، على وقع اشتداد المعارك في الشرق الأوكراني، ووسط دعوات صينية لاستئناف الحوار بين البلدين الجارين.

دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا عامها الثاني، على وقع اشتداد المعارك في الشرق الأوكراني، ووسط دعوات صينية إلى استئناف الحوار بين البلدين الجارين.

ونشرت الحكومة الصينية، اليوم الجمعة، وثيقة مقترحها للسلام بين روسيا وأوكرانيا، مؤلفة من 12 بندًا، دعت فيها إلى استئناف الحوار في أسرع وقت ممكن، معلنة رفضها للجوء إلى السلاح النووي بأي حال.

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في وثيقة بعنوان "موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية": إنّه "ينبغي على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرّك في الاتّجاه نفسه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن".

وتشكّل الحرب الروسية على أوكرانيا قضية حساسة لبكين بسبب علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية القوية مع موسكو منذ سنوات، والتي تعزّزها المصلحة المشتركة المتمثلة في تحقيق توازن مع واشنطن.

وتسعى الصين منذ أسابيع إلى لعب دور الوسيط في النزاع الأوكراني، ووعدت قبل أيام بنشر موقفها بهدف التوصّل إلى حل سياسي.

بنود الوثيقة الصينية

وفي الوثيقة التي نشرتها الخارجية الصينية على موقعها الإلكتروني، عبّرت بكين عن موقف واضح ضد أي استخدام للسلاح النووي، بينما لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا بذلك.

وقالت الخارجية: "ينبغي عدم استخدام الأسلحة النووية، وينبغي عدم خوض حروب نووية. ينبغي الوقوف ضدّ التهديد بالسلاح الذرّي أو اللجوء إليه"، داعية إلى تجنّب أي هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية.

وأضافت: "ينبغي على أطراف النزاع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتجنّب مهاجمة مدنيين أو منشآت مدنية".

وفي تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأميركية، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان: إن الوثيقة "كان من الممكن أن تتوقف عند النقطة الأولى، احترام سيادة جميع الدول".

وأضاف ساليفان أن "الحرب قد تنتهي غدًا إذا أوقفت روسيا مهاجمة أوكرانيا وسحبت قواتها"، مشيرًا إلى أن "أوكرانيا لم تهاجم روسيا، وحلف شمال الأطلسي لم يهاجم روسيا، والولايات المتحدة لم تهاجم روسيا".

ضغط غربي على الصين

وبينما تدعو الصين المحايدة رسميًا، إلى احترام سيادة الدول بما في ذلك أوكرانيا، إلا أنها في الوقت نفسه، تحثّ المجتمع الدولي على مراعاة المخاوف الأمنية لموسكو.

لكن الضغط الغربي يتزايد على بكين التي لم تدعم الهجوم الروسي ولم تنتقده علنًا، وعبرت مرارًا عن دعمها لموسكو في مواجهة العقوبات الغربية.

وخلال الأيام الأخيرة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه يخشى أن تكون الصين تفكّر في إمداد روسيا بالأسلحة، وهي معلومات نفتها بكين بشكل قاطع.

وكانت بكين عرضت على موسكو رؤيتها "لتسوية سياسية" للنزاع في أوكرانيا، في ختام محادثات روسية صينية جرت مساء أول أمس الأربعاء بالعاصمة الروسية.

وأكد مسؤول السياسة الخارجية الصينية وانغ يي، بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الاستعداد للعب دور "محايد وبنّاء" بين روسيا وأوكرانيا.

وفي ختام هذه الزيارة، قالت موسكو إن وانغ عرض نهج الصين من أجل "حل سياسي" للنزاع.

وبعد يوم واحد من زيارة وانغ لموسكو، امتنعت بكين، أمس الخميس، عن التصويت على قرار تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة يجدد مطالبة روسيا بسحب كل قواتها فورًا وبالكامل ومن دون أي شرط من أراضي أوكرانيا، ويدعو إلى وقف الأعمال العدائية.

وهي المرة الرابعة التي تمتنع فيها بكين عن المشاركة في مثل هذا التصويت منذ بدء الحرب في 24 فبراير/ شباط 2022.

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، إنه يريد مناقشة هذه الوثيقة الخاصة بموقف الصين مع بكين، معتبرًا مشاركة هذا الشريك الوثيق لموسكو "إيجابية".

وأضاف زيلينسكي: "نود عقد اجتماع مع الصين. هذا في مصلحة أوكرانيا اليوم"، معتبرًا أن "الصين بدأت الحديث عن أوكرانيا وإرسال بعض الإشارات، وهذه نقطة إيجابية جدًا".

وأوضح أنه "لم يطلع بعد" على الوثيقة الصينية، وأنه ما زال "من المبكر جدًا تقييمها".

حزمة جديدة من المساعدات لكييف

في غضون ذلك، أعلنت واشنطن، أمس الخميس، أنها ستقدّم لكييف حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة ملياري دولار.

بدورها، أعلنت الحكومة البريطانية أن رئيسها ريشي سوناك سيدعو سائر قادة دول مجموعة السبع، الذين سيجتمعون عبر الفيديو اليوم الجمعة بمناسبة الذكرى الأولى للحرب في أوكرانيا، إلى تسريع مساعداتهم العسكرية لكييف.

وأوضح أندرياس رينيك، مدير معهد المشرق الألماني في برلين، أنّ المعارك تشتد بينما تستعد روسيا لشنّ ما يُسمّى "هجوم الربيع"، حيث تحشد قواتها على الحدود، بينما تستعدّ كييف بدورها بشكل أكبر للدفاع عن أراضيها.  

وقال رينيك، في حديث إلى "العربي"، من برلين، إنه بمجرد تحسّن الطقس، سيحاول الجيش الروسي خرق المزيد من الأراضي الأوكرانيةـ ما سيوقع أعدادًا كبيرة من الضحايا.

وعن إمكانية استخدام الأسلحة النووية في هذه المرحلة من التصعيد، رأى رينيك أن روسيا لطالما كانت لديها أوهام بشأن استخدام الأسلحة النووية، ولكنها لن تُقدم على ذلك لأنها تُدرك أن هذا الأمر سيغيّر الأوضاع على الأرض بشكل دراماتيكي.

وبينما أشار إلى أن الرئيس الروسي يحاول استخدام هذه التهديدات لإثارة مخاوف الغرب وتخفيض قدرات الغرب على مساعدة أوكرانيا، أكد أن الغرب سيواصل دعمه لأوكرانيا في حقها بالدفاع عن نفسها ضد الحرب الروسية عليها.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة