الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

دعوات للحوار والتهدئة في العراق.. ماذا بعد اقتحام البرلمان؟

دعوات للحوار والتهدئة في العراق.. ماذا بعد اقتحام البرلمان؟

Changed

كاميرا "العربي" ترصد الاحتجاجات المتواصلة داخل المنطقة الخضراء ببغداد (الصورة: غيتي)
تصاعدت الدعوات في العراق لخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار بعد اقتحام أنصار التيار الصدري لمقر البرلمان للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.

دعا الرئيس العراقي برهم صالح اليوم السبت، إلى الحوار والتزام التهدئة بعد اقتحام أنصار التيار الصدري مقر البرلمان في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة بغداد، وذلك للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.

وتصاعدت الدعوات في العراق إلى خفض التصعيد واللجوء إلى تنظيم حوار وطني بعد اقتحام البرلمان، حيث قرر أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الدخول في اعتصام مفتوح حتى تنفيذ مطالبهم.

وتتركز الخلافات بين التيار الصدري وقوى "الإطار التنسيقي" حول تسمية محمد شياع السوداني، المقرب من زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي، لقيادة حكومة جديدة.

"حوار وطني صادق"

وفي بيان للرئاسة العراقية نقلته وكالة الأنباء الرسمية "واع"، قال برهم صالح: "لتدارك الأزمة الراهنة والحؤول دون أي تصعيد، نؤكد الحاجة المُلحة لعقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين".

وأضاف الرئيس العراقي: "الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين يجب أن يبحث في جذور الأزمة التي شهدتها البلاد، وإيجاد الحلول المطلوبة لتجاوزها والوصول بالبلد إلى بر الأمان".

وأردف صالح: "الظرف الدقيق الذي يمر به بلدنا اليوم يستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار".

وتابع: "الأوضاع العامة في البلد ومطالب شعبنا الصابر تضعنا جميعًا على المحك، وتستدعي عملاً جادًا نحو تصحيح المسارات ورفع الحيف والظلم ومحاربة الفساد".

جانب من احتجاجات أنصار التيار الصدري داخل مجلس النواب العراقي - غيتي
جانب من احتجاجات أنصار التيار الصدري داخل مجلس النواب العراقي - غيتي

تعليق جلسات البرلمان

وكان رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي قد قرر السبت تعليق عقد جلسات البرلمان "حتى إشعار آخر"، بعد ساعات من اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى مجلس النواب.

والأربعاء، اقتحم أنصار التيار الصدري مبنى البرلمان، رفضًا لترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء من قبل "الإطار التنسيقي"، بينما تستمر خلافات سياسية تحول دون تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

ومع هذه التطورات، يبدو أن الأزمة السياسية في العراق تزداد تعقيدًا. فبعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة، تشهد البلاد شللاً سياسيًا تامًا في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

مأزق سياسي

وكان مراسل "العربي" قد رصد آراء بعض المشاركين في الاعتصام داخل المنطقة الخضراء، والذين عبروا عن استياء كبير من كل الطبقة السياسية في العراق محملين إياها مسؤولية الفشل والفساد كما وصفوه، وبأنها "لم تقدم أي شيء للشعب العراقي منذ عام 2003".

ووسط هذا المأزق السياسي، يشنّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حملة ضغط على خصومه السياسيين رافضًا مرشحهم لرئاسة الحكومة، حيث أعلن التيار الصدري أن المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى البرلمان باشروا "اعتصامًا مفتوحًا" داخله.

وصباح السبت، تجمّع آلاف من المتظاهرين المناصرين للصدر على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تضمّ مقرات حكومية وسفارات أجنبية، وتمكّن مئات منهم من تجاوز الحواجز الإسمنتية على الجسر والدخول إليها.

وأطلقت القوات الأمنية العراقية الغاز المسيل للدموع والمياه في محاولة لتفريق المتظاهرين وردعهم من دون جدوى، حيث أفادت وزارة الصحة العراقية في بيان بأن مؤسسات وزارة الصحة استقبلت 125 جريحًا، 100 منهم مدنيون و25 من رجال الأمن.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close