الأحد 5 مايو / مايو 2024

دعوة صالح المغامسي لتأسيس "مذهب فقهي جديد" تثير الجدل.. ما رأي الشرع؟

دعوة صالح المغامسي لتأسيس "مذهب فقهي جديد" تثير الجدل.. ما رأي الشرع؟

Changed

نافذة على "العربي" حول دعوة صالح المغامسي لتأسيس مذهب جديد في الفقه الإسلامي (الصورة: فيسبوك)

قال المغامسي: إن الفقه الإسلامي هو اجتهاد بشري يمكن إعادة قراءته وشرحه بهدف تحرير المسائل الفقهية وتبسيطها، حسب تعبيره.

أثارت تصريحات للإمام السابق لمسجد قباء الشيخ صالح المغامسي الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن رغبته في "تأسيس مذهب فقهي جديد يراعي التجديد".

واعتبر المغامسي، أن "الفقه الإسلامي هو اجتهاد بشري يمكن إعادة قراءته وشرحه بهدف تحرير المسائل الفقهية وتبسيطها"، حسب تعبيره.

وعقب تلك التصريحات المثيرة، ذهب البعض لتأييده، بينما لاقت الدعوة رد فعل معاكس من جانب آخرين حيث طالبوه بالتركيز بتخصصه باللغة العربية.

وطرح التلفزيون العربي سؤالًا على تويتر بشأن ضرورة تلك الدعوة وهل هي ضرورية؟، حيث أجاب 78% من المغردين بـ "لا"، بينما أجاب 22% بـ"نعم".

"دعوة صادرة من غير أهلها"

وفي هذا الإطار، قال الشيخ عصام تليمة الداعية والباحث الإسلامي: إن "هذه الدعوة لم تؤخذ على محمل الجد، لأن الرجاء والأماني مشروعة، لكن ينبغي أن تكون صادرة من أهلها، ولا سيما أن هيئة كبار العلماء في السعودية أصدرت بيانًا دون أن تذكر اسم صاحب الدعوة مؤكدة أنها تفتقد للموضوعية وللواقعية".

وأضاف تليمه في حديث لـ "العربي" من اسطنبول: "نحن في عالم يؤمن بالتخصص والاجتهاد الجماعي، ولذلك لا بد من النظر إلى إنتاج المغامسي في الفقه سابقًا بوجه عامل قبل دعوته لتأسيس مذهب".

أثارت تصريحات المغامسي ردود فعل معاكسة على مواقع التواصل - غيتي
أثارت تصريحات المغامسي ردود فعل معاكسة على مواقع التواصل - غيتي

واعتبر تليمة أن "المغامسي لم يقدم أي شيء يسبق السير في اتجاه تأسيس مذهب جديد، ولذلك فإن قوله إن الفقه صناعة بشرية والذي يعني فهم الفقهاء للشريعة والوحي صحيح، ولكن التجديد والاجتهاد فريضة وهو فرض كفاية وبشرط أن يكون من يقوم بذلك من أهل الاجتهاد في اللغة وعلم الأصول والحديث والتفسير، وبمحله أي المسائل التي تقبل الاجتهاد فعلًا".

ومضى يقول: "هناك قاعدة في الإسلام وهي لا إنكار في المسائل الخلافية بمعنى أن المسائل التي فيها رأيان لا يصح أن ينكر على الآخر أنه تبنى الرأي الآخر، كونها تحدد ثوابت الأمم التي تتفق عليها".

"سياق سياسي"

بدوره، رأى معتز الخطيب أستاذ المنهجية والأخلاق في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، في حديث لـ"العربي": "أن تصريحات المغامسي تأتي في سياق سياسي واضح، ولذلك لا تناقش في الإطار العلمي لأن سياقها سياسي وليس لها مقدمات علمية بل صادرة من غير أهلها وبغير محلها".

وأضاف الخطيب، أن التجديد له قواعد من داخل السياق العلمي وبعد اشتغال طويل في الحقل العلمي أو الحقل الذي يراد التجديد فيه، ولذلك لا يمكن أن نطلق مذهبًا فقهيًا على الاجتهاد في مسائل أو مفردات من المسائل، وأردف قائلًا: "وهذا أمر مستمر تاريخيًا، وبالتالي الإتيان بأقوال جديدة لا يسمى مذهبًا فقهيًا".

"دعوة غير مكتملة الأركان"

من جانبه، بيّن حاتم عبد العظيم أستاذ الشريعة الإسلامية، لـ "العربي": أنه حتى يتم إنشاء مذهب فقهي جديد فهو يحتاج إلى 4 أركان: وهي الإمام المجتهد الذي يؤسس هذا المذهب، والمنهجية الأصولية التي يتميز بها هذا المذهب والتي يضعها الإمام، والركن الثالث الاجتهاد في الفروع على مقتضى هذه الأصول المتماسكة".

أما الركن الرابع "هو التلامذة الذين يحملون مذهب الإمام وينشرونه في الناس، وهذه الأركان كلها غير متوفرة في موضع النقاش ولا في شخص المغامسي"، وفق عبد العظيم.

واستدرك قائلًا: "كما أن المغامسي لم يقدم لنا شيئًا يدل على أن هناك نواة لمذهب عبر طرح يكمل ما نقص في المذاهب الإسلامية، وبالتالي نحن أمام دعوة لا دليل عليها، ولذلك المذهب لا يقوم بقرار مكتبي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close