الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

دمار واسع وعشرات الضحايا.. الجزائر تعلن إخماد غالبية حرائق الغابات

دمار واسع وعشرات الضحايا.. الجزائر تعلن إخماد غالبية حرائق الغابات

Changed

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر زهير بوعمامة يتحدث عن أسباب اندلاع الحرائق في الجزائر (الصورة: غيتي)
تمكّنت فرق الإطفاء الجزائرية من إخماد معظم الحرائق التي أدت إلى مقتل 38 شخصًا معظمهم في ولاية الطارف في شمال شرق البلاد.

استطاعت فرق الإطفاء في الجزائر مساء أمس الخميس إخماد غالبية حرائق الغابات التي أودت منذ الأربعاء بحياة العشرات وخلّفت دمارًا واسعًا، في كارثة باتت تتكرر سنويًا في البلاد.

وأودت الحرائق بحياة ما لا يقل عن 38 شخصًا، معظمهم في ولاية الطارف في شمال شرق الجزائر قرب الحدود مع تونس، حيث بلغت الحرارة 48 درجة مئوية.

وعانى أكثر من 200 شخص آخر من حروق أو مشاكل في الجهاز التنفسي بسبب الدخان، بحسب وسائل إعلام جزائرية.

وأعلنت الحماية المدنية أن 14 هكتارًا من الغابات أتلفت في ولاية الطارف، مشيرة إلى أنها أخمدت 10 حرائق كبيرة، فيما فقد الكثير من الفلاحين مواشيهم وأراضيهم الزراعية.

وقال العقيد فاروق عاشور من الحماية المدنية: "حتى الساعة 16:00 (17:00 ت غ) كان لا يزال هناك 16 حريقًا مشتعلًا في 7 ولايات"، مشيرًا إلى أنّ كلّ الحرائق في المناطق الأكثر تضرّرًا "في الطارف وسوق أهراس باتت تحت السيطرة".

حشد 1700 عنصر إطفاء

وخلال الـ 24 ساعة الماضية، تم حشد 1700 عنصر إطفاء لإخماد النار في 118 موقعًا في 21 ولاية. ويستخدم الجيش، مع فرق الإطفاء، قاذفات مائية.

وأثارت المشاهد مخاوف من تكرار حرائق العام الماضي التي أسفرت عن وفاة 90 شخصًا على الأقل، وأتت على 100 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية في شمال البلاد.

وأفادت وكالة "فرانس برس" عن وجود أشجار متفحمة ومركبات محترقة على الطريق المؤدي إلى القلعة على الساحل في أقصى شمال شرق البلاد. كما قال شاهد: إنّ "12 شخصًا احترقوا أحياء داخل حافلتهم أثناء محاولتهم الفرار".

وكشف مسؤول في قطاع الصحة في ولاية الطارف أن "من بين 72 شخصًا أُدخلوا إلى مستشفى في القلعة، تسعة في العناية المركزة وتسعة توفوا والباقون غادروا".

وتضامنًا مع عائلات ضحايا الحرائق، أُرجئت جميع النشاطات الثقافية في الجزائر، وفق ما أعلنت وزارة الثقافة. وبدأت جمعيات في جمع أموال وأدوية للضحايا الذين احترق العديد منهم بدرجات متفاوتة.

وفتحت وزارة العدل تحقيقًا يهدف إلى تحديد ما إذا كانت الحرائق متعمّدة، بعدما تحدّثت وزارة الداخلية عن "حرائق مفتعلة".

وأعلن مكتب المدعي العام في سوق أهراس، حيث لقيت أسرة بأكملها مصرعها في النيران ودُفن أفرادها الخميس، إلقاء القبض على أحد "المخربين "في غابة بالقرب من هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة.

كما أوقفت قوات الدرك ثلاثة رجال بالقرب من الطارف بتهمة إضرام النيران في محاصيل جيرانهم الزراعية، لكنّ السلطات لم توضح ما إذا كانت هذه النيران قد تسبّبت باندلاع الحرائق المروّعة التي عانت منها الولاية خلال اليومين الماضيين.

"انتقادات"

وأثارت الحرائق التي حصلت في الأيام الأخيرة انتقادات لاذعة للسلطات بسبب نقص طائرات مكافحة النيران.

واستأجرت الجزائر التي تضم أكثر من 4 ملايين هكتار من الغابات، طائرة روسية قاذفة للمياه من طراز Beriev BE 200 لكن بعد أن تدخلت لإخماد حرائق عدة، تعطّلت هذه الطائرة ولن تكون جاهزة لمكافحة النيران مجدّدًا قبل يوم السبت، بحسب وزير الداخلية كمال بلجود.

ووافقت الجزائر على شراء سبع طائرات لمكافحة الحرائق من شركة "بليسا" الإسبانية، غير أنّها ألغت العقد أثر خلاف دبلوماسي في يونيو/ حزيران الماضي، وفقًا لموقع "مينا ديفينس" المتخصّص.

وقال رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن من ولاية الطارف إنّ بلاده طلبت أربع قاذفات مائية ستصل أول واحدة منها في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

الطابع الجرمي

وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، زهير بوعمامة: إن نظام معلومات الحرائق الأوروبي كان قد أطلق تحذيرات حول وجود مؤشر عال جدًا لاندلاع الحرائق يوم الأربعاء، مع رصد كتلة حارة وجافة في المنطقة تحديدًا في تونس والشرق الجزائري، بالإضافة إلى وجود رياح جنوبية حارة قد تكون ساعدت على انتشار الحرائق بطريقة استثنائية.

لكن بحسب التقارير الواردة وكما كشفت السلطات، فإنه من غير المستبعد أن تكون بعض الحرائق قد اشتعلت بفعل فاعل بشكل مقصود أو غير مقصود، خاصة  بعد اندلاع عشرات الحرائق وبشكل متزامن في عدة أماكن، وفق تصريح  بوعمامة لـ "العربي" من الجزائر.

وتابع أن ذلك أيضًا لا يعفي المسؤولين من المساءلة، بعدما مرّت البلاد بكارثة مشابهة العام الماضي.

وأشار إلى أن الطابع الجرمي إن تم تأكيده، فقد يكون على مستويين: الأول سياسي وقد يكون مرتبطًا بوجود أطراف تعمل على إرباك البلد وإضعافه وإظهار الحكومة في موقف العاجزة عن التصدي لهذه الحرائق.

أما المستوى الثاني فقد ينسحب على أشخاص لديهم ممارسات مافياوية، وفق حديث مسؤولي قطاع المحافظة على الغابات، قد يكون هدفهم تغيير الغابات من أجل تحويلها لأراض زراعية أو صالحة للبناء لبيعها بأسعار مرتفعة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close