الخميس 2 مايو / مايو 2024

نزيف الطبيعة يتواصل عالميًا.. رقم قياسي لحرائق الغابات في أوروبا

نزيف الطبيعة يتواصل عالميًا.. رقم قياسي لحرائق الغابات في أوروبا

Changed

تقرير لـ "العربي" في يوليو الماضي عن موجات الحر والحرائق التي يشهدها العالم (الصورة: غيتي)
تتفاقم الحصيلة الأولية للحرائق في الاتحاد الأوروبي، حيث أتت النيران على أكثر من 660 ألف هكتار منذ يناير، وهو رقم قياسي لهذه الفترة من العام.

يتواصل نزيف الطبيعة حول العالم بوتيرة سريعة حيث تكتوي أوروبا بنيران التغير المناخي، التي لا تفرق بين شمال وجنوب.

وتتفاقم الحصيلة الأولية للحرائق في الاتحاد الأوروبي، حيث أتت النيران على أكثر من 660 ألف هكتار منذ يناير/ كانون الثاني. 

ويُعد هذا الرقم قياسيًا لهذه الفترة من العام، منذ بدء تسجيل بيانات الأقمار الصناعية عام 2006.

"سنة 2022 هي الأخطر" 

ومنذ بداية يناير، قضت الحرائق على 662,776 هكتارًا من الغابات في الاتحاد الأوروبي، وفق البيانات التي حدّثها اليوم الأحد نظام المعلومات الأوروبي حول حرائق الغابات، الذي يحتفظ بإحصائيات قابلة للمقارنة منذ عام 2006 بفضل صور الأقمار الصناعية لبرنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي.

شهدت فرنسا أعوامًا أسوأ في السبعينيات، قبل البيانات الأوروبية الموحّدة. ولكن سنة 2022 تعدّ الأخطر منذ 16 عامًا وفقًا لهذه الأرقام. 

ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حريقين كبيرين متتاليين في جيروند، جنوب غربي البلاد، حيث وصل رجال الإطفاء الألمان والبولنديون والنمساويون هذا الأسبوع لتقديم الدعم في إطفاء الحرائق. 

والوضع استثنائي أيضًا في وسط أوروبا، حيث استغرق رجال الإطفاء أكثر من عشرة أيام في يوليو/ تموز للسيطرة على أكبر حريق في تاريخ سلوفينيا الحديث، بمساعدة السكان الذين حشدوا أنفسهم لدرجة أنّ الحكومة اضطرّت إلى مطالبة السكان بالتوقف عن التبرّع لرجال الإطفاء.

وسلوفيينا، التي لا تملك طائرات متخصّصة في مكافحة النيران، طلبت مساعدة كرواتيا التي أرسلت طائرة قبل استعادتها لإطفاء حرائقها الخاصّة. وتدرس الحكومة السلوفينية شراء أول طائراتها القاذفة المائية.

المنطقة الأشد تضررًا في أوروبا

إلى ذلك، اندلع في العاصمة الألمانية برلين حريق كبير الأسبوع الماضي انطلاقًا من مستودع ذخيرة للشرطة في غابة ضربها الجفاف، وسرعان ما تمّت السيطرة عليه. 

وحتى الآن، لا تزال العاصمة بمنأى عن مثل هذه الحرائق، إلّا أنها باتت مهددة بشكل متزايد بسبب مساحاتها الحرجية الشاسعة.

وتبقى المنطقة الأشد تضررًا من الحرائق شبه الجزيرة الأيبيرية. فقد شهدت إسبانيا، التي سيطر عليها الجفاف مثل فرنسا بسبب عدة موجات حر هذا الصيف، دمار 245,278 هكتارًا جراء الحرائق، لا سيما في غاليسيا في الشمال الغربي. ومع ذلك، تحسّن الوضع مع انخفاض درجات الحرارة.

كذلك، تكافح البرتغال منذ أكثر من أسبوع حريقًا في المحمية الجيولوجية العالمية المعترف بها من قبل اليونسكو في منطقة جبل سيرا دا استريلا، والذي يبلغ ذروة ارتفاعه عند حوالي ألفي متر.

حرائق متزايدة في وسط أوروبا 

وتسجل إسبانيا أكبر مساحة من الأراضي المحروقة، تليها رومانيا (150528 هكتارًا) والبرتغال (75277 هكتارًا) وفرنسا (61289 هكتارًا).

وتنقل وكالة "فرانس برس" عن خيسوس سان ميغيل، منسّق نظام المعلومات الأوروبي، حول حرائق الغابات أنّ "عام 2022 يعد عامًا قياسيًا بالفعل" في ما يتعلّق بفترة الصيف وحدها. 

ويعود الرقم القياسي السابق في أوروبا إلى عام 2017، عندما أتت النيران على 420913 هكتارًا في 13 أغسطس/ آب، وعلى 988087 هكتارًا في عام واحد.

وأمل سان ميغيل "ألا نشهد شهرًا مماثلًا لشهر أكتوبر/ تشرين الأول من ذلك العام"، حين دُمّر 400 ألف هكتار في جميع أنحاء أوروبا في شهر واحد.

يذكر أن ما يساهم في اندلاع الحرائق هو الجفاف الاستثنائي في أوروبا، إلى جانب موجات الحر.

ولوحظت الظروف الشديدة الجفاف في كثير من الأحيان في البلدان المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، ولكن خيسيوس سان ميغيل أشار إلى أنّ "هذا بالضبط ما حدث في وسط أوروبا"، التي كانت تعد حتى الآن بمنأى عن هذه الظواهر الجوية.

فقد شهدت الجمهورية التشيكية حريقًا دمّر أكثر من ألف هكتار، وهو ما يعد ضئيلًا مقارنة بالدول الأخرى، ولكنه أعلى بـ158 مرة من المتوسط بين عامي 2006 و2021 عندما كانت الحرائق لا تذكر.

ولا تزال المناطق المحروقة في أوروبا الوسطى صغيرة مقارنة بعشرات آلاف الهكتارات في إسبانيا أو فرنسا أو البرتغال. 

وإلى جانب الحرائق في كرواتيا، كانت هناك ثلاثة حرائق فقط في سلوفينيا وخمسة في النمسا. لكن استمرار الاحتباس الحراري في أوروبا بأسرها، سيُسهم في تصاعد هذا الاتجاه.

في سياق متصل، يخفّض الجفاف والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة صبيب أنهار القارة العجوز. وينحسر منسوب المياه في أطول أنهار إيطاليا، فتُركن مراكبه على غير المعتاد.

ويتكرر المشهد نفسه في نهر التايمز في بريطانيا، فالتغير المناخي يضرب بلدًا كان المطر لا ينقطع عنه.

على ضفاف نهر الدانوب، يحتج نشطاء السلام الأخضر في محاولة للفت الانتباه إلى تغير المناخ وحثّ الحكومات على خفض الانبعاثات الغازية.

وبعكس الجفاف الذي تعرفه بعض مناطق أوروبا وأميركا يرتفع منسوب المياه فوق العادة في محافظة تشونغ يانغ شمالي الصين مسببًا فيضانات دمرت المنازل والطرق والمحاصيل الزراعية. 

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close