أكد وزراء خارجية دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى، اليوم الجمعة، العزم على الاستمرار "بفرض عقوبات جديدة صارمة ردًا على العدوان الروسي" بحق أوكرانيا، الذي دخل أسبوعه الثاني.
تنديد "بالتضليل الإعلامي" الروسي
وندّد الوزراء في بيان لهم كذلك "بالتضليل الإعلامي" الذي تنتهجه "الحكومة الروسية ووسائل الإعلام التابعة لها"، إذ إن "الدفق المتواصل للمعلومات المفبركة يعرض للخطر مزيدًا من الأرواح".
ومضى البيان يقول: "نحن عازمون على مجابهة حملة التضليل الروسية".
كما رحبت مجموعة السبع التي تقودها ألمانيا هذه السنة، "بإعلان موسكو وكييف إقامة ممرات إنسانية" معتبرة أنها مرحلة أولى مهمة، ويجب أن تطبق بشكل موثوق وسريع، وفق البيان.
وأضاف الإعلان الوزاري المشترك: "ندين الهجمات التي تستهدف المدنيين الأوكرانيين والمنشآت المدنية بما يشمل المدارس والمستشفيات، وندعو روسيا إلى احترام كامل واجباتها المترتبة عليها بموجب القانون الإنساني الدولي والمعايير المتعلقة بحقوق الإنسان".
وطلب الوزراء "السماح لمنظمات المساعدة الإنسانية الأوكرانية والأممية والطواقم الطبية والعاملين في منظمات غير حكومية بالوصول فورًا وبأمان إلى المحتاجين داخل كامل الحدود الأوكرانية المعترف بها دوليًا".
وتزامن ذلك مع تأكيد منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، اضطرار 500 ألف طفل أوكراني، لمغادرة منازلهم خلال 7 أيام فقط من الهجوم العسكري الروسي، الذي دخل يومه التاسع على التوالي.
وبعد تعرض محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا حضت مجموعة السبع روسيا على وقف أي هجمات "في المحيط المباشر للمحطات النووية الأوكرانية".
وأعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، دعت إليها بريطانيا لمناقشة الوضع في محطة زابورجيا، عن "القلق العميق" إزاء تصاعد القتال في أوكرانيا، خاصة الاشتباكات التي دارت حول المحطة.
ومفاعلات زابوريجيا هي من نوع مفاعلات الماء المضغوط، التي تعدّ من بين الأكثر أمانًا، كما تعد المحطة الأكبر بين أربع محطات للطاقة النووية في أوكرانيا، والتي توفر معًا حوالي نصف الكهرباء في البلاد.
واعتبرت دول المجموعة التي تضم (ألمانيا والولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وكندا، واليابان)، أن أي هجوم مسلح أو أي تهديد للمنشآت النووية المستخدمة لأغراض سلمية يشكل انتهاكًا لشرعة الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأكدت في الوقت نفسه على دعمها لمبادرة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي "من أجل التوصل إلى اتفاق بين أوكرانيا وروسيا يضمن سلامة المنشآت النووية الأوكرانية".
"محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب"
وأعلنت دول مجموعة السبع كذلك أنها ستسهر على "محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب بما يشمل استهداف مدنيين عشوائيًا بالأسلحة"، وشدّدت على دعم التحقيقات وجمع الأدلة الجارية حاليًا ولا سيما من جانب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
وفي وقت سابق اليوم، صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بغالبية كبيرة لصالح إطلاق تحقيق عالي المستوى في الانتهاكات التي ارتُكبت في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ومن المقرر أن تعقد جولة ثالثة من المفاوضات بين موسكو وكييف عند الحدود الأوكرانية-البيلاروسية والأوكرانية-المجرية، يوم غد السبت أو الأحد، حسب ما أعلن الطرف الأوكراني.
وما تزال الأوضاع الإنسانية ماضية بالتفاقم، ولا سيما مع ارتفاع عدد اللاجئين من أوكرانيا إلى دول الجوار بسبب التدخل العسكري الروسي، إلى مليون و209 آلاف و976، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي أكدت أن أكثر من نصف اللاجئين توجهوا إلى بولندا.