الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

ذكريات دامية وعدالة غائبة.. 38 عامًا على مجزرة حماة

ذكريات دامية وعدالة غائبة.. 38 عامًا على مجزرة حماة

Changed

حلقة من برنامج "كنت هناك" عرضت عبر شاشة "العربي" لشهادات حول مجزرة حماة (الصورة: غيتي)
قاد رفعت الأسد في 2 فبراير عام 1982 حملة عسكرية ضد مدينة حماة، التي خرج سكانها في مظاهرات ضد النظام. فارتكب وقواته مجزرة قُدر ضحاياها بعشرات الآلاف من المدنيين.

تتجدد في الثاني من فبراير/ شباط من كل عام ذكرى مجزرة حماة؛ لتحيي أيامًا سقط فيه عشرات الآلاف من الضحايا والمفقودين، وتنكأ جراح من نجوا في آن معًا.

ارتُكبت المجزرة، التي تُعد واحدة من أبشع المجازر التي شهدتها سوريا، شتاء عام 1982. وقد وصفتها صحيفة "الغارديان" بأنها "أكثر الهجمات دموية قادها حاكم عربي ضد شعبه".

حصار وقصف

قاد مجزرة حماة رفعت الأسد، الذي شغل منصب قائد سرايا الدفاع، في الثاني من فبراير ضد المحتجين في المدينة على حكم آل الأسد، وتذرّع بحجة "القضاء على مسلحين تابعين للإخوان المسلمين". 

بدأت الحملة العسكرية بتطويق المدينة وحصارها، حيث قُطعت وسائل الاتصال عنها ومُنع السكان من الدخول إليها أو الخروج منها. وبعد ذلك قام رفعت الأسد بقصفها.

لاحقًا، اجتاحت قوات النظام المدينة، ونفّذت عمليات إعدام ميداني واسعة. وتفيد منظمة العفو الدولية بأن الأيام الأربعة الأولى شهدت هدم أجزاء واسعة من المدينة.

ضحايا ومفقودون

تشير تقديرات إلى أن المجزرة التي استمرت، 27 يومًا، راح ضحيتها نحو 30 ألف مدني من سكان المدينة، الذين كانوا يعدون 750 ألف نسمة في ذلك الوقت.

ويورد تلفزيون سوريا أن أكثر من 15 ألف مدني ما زالوا في عداد المفقودين حتى الآن. 

إلى ذلك، هُدم أكثر من 80 مسجدًا و3 كنائس، واضطر أكثر من 100 ألف مدني للهروب، فيما فر عدد كبير إلى خارج البلاد. 

وحتى الآن، لم تتمكن منظمات حقوقية من إحصاء العدد الحقيقي للضحايا، بسبب ما مارسه نظام الأسد من تعتيم على المجزرة. 

ويلفت موقع "فورين بوليسي" إلى أن تفاصيل المجزرة لم تُعرف لدى وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الحقوقية إلا بعد أكثر من عام على وقوعها.

ويوضح أن النظام الذي قمع الصحافيين في سوريا، امتدت يده إلى الإعلام في لبنان، ما نتج عنه اغتيال عدد من الصحافيين هناك، وإطلاق النار على مكتب وكالة "رويترز".

عدالة غائبة

لم يحاسب أي من المتورطين في مجزرة حماة. وأفلت كل من الأسد الأب وشقيقه رفعت من المساءلة.

بعد عامين من حملة الرعب والدم تلك، قاد رفعت الأسد، الذي عُرف بـ"جزّار حماة" انقلابًا فاشلًا على أخيه حافظ، نُفي على إثره من سوريا إلى فرنسا. 

وهناك بدأت محاكمته في ديسمبر/ كانون الأول 2019 بتهم مالية، لكنه لم يُحاكم حتى الآن على ما اقترفه في حماة. وعام 2014 رفعت منظمة سويسرية قضية ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب في حماة،  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close