في محاولة لتهدئة الغضب الشعبي، رفعت سريلانكا، اليوم السبت، حظر التجول المفروض على مستوى البلاد لمدة 12 ساعة، مخففة القيود المشددة.
جاء ذلك بالتوازي مع بدء رئيس الوزراء الجديد رانيل ويكرماسينجه تعيين وزراء حكومته بعد اشتباكات بين الجماعات المؤيدة والمناهضة للحكومة أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
رفع حظر التجول
ولأكثر من شهر تحوّلت احتجاجات سلمية في الغالب ضد الحكومة إلى أعمال عنف الأسبوع الماضي، بعد أن اقتحم أنصار رئيس الوزراء السابق ماهيندا راجاباكسا معسكر احتجاج مناهض للحكومة في العاصمة التجارية كولومبو وأحرقوا الخيام واشتبكوا مع المتظاهرين.
كما خلفت الاشتباكات والأعمال الانتقامية ضد شخصيات حكومية أكثر من 300 مصاب.
ورفعت الحكومة حظر التجول المفروض من السادسة صباحًا (00:30 بتوقيت غرينتش) اليوم السبت وحتى السادسة مساء.
وجرى رفع حظر التجول المفروض على مدار 24 ساعة يوم الإثنين الماضي، لعدة ساعات يومي الخميس والجمعة للسماح بشراء الإمدادات الأساسية.
وتنحى راجاباكسا عن منصبه بعد اندلاع أعمال عنف يوم الإثنين، تاركًا لشقيقه الأصغر جوتابايا راجاباكسا منصب الرئيس.
حكومة جديدة
وعقب ذلك، جرى تعيين ويكرماسينجه رئيسًا للوزراء للمرة الخامسة في وقت متأخر من يوم الخميس، لكن المعارضة الرئيسية استبعدت دعمه، فيما قالت العديد من الأحزاب الصغيرة، إنها ستدعم سياسات رئيس الوزراء الجديد لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد.
حظر تجوال في عاصمة #سريلانكا بعد مواجهات خلفت قتلى وعشرات الجرحى بين أنصار الحكومة والمتظاهرين pic.twitter.com/WVhf4XKkYE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 9, 2022
ويكرماسينجه هو النائب الوحيد من الحزب الوطني المتحد في برلمان البلاد، وسيعتمد على الأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة ائتلافية، وتعهد حزب سريلانكا بودوجانا بيرامونا بدعمه.
وأعلن ويكرماسينجه تعيين أربعة وزراء من حزب سريلانكا بودوجانا بيرامونا المنتمي إليه راجاباكسا، في قرار من المستبعد أن يرضي المحتجين المطالبين بإبعاد الحزب عن السلطة.
وتشمل قائمة الوزراء المعينين جي.إل بيريس رئيس حزب سريلانكا بودوجانا بيرامونا والذي كان يشغل المنصب قبل أن يستقيل يوم الإثنين الماضي.
وتدخل الجيش لإنقاذه في عملية قبيل الفجر الثلاثاء الماضي، بعد أن اقتحم آلاف المتظاهرين مقره الرسمي في كولومبو ليلًا. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وعيارات تحذيرية لصد الحشد.
وتأتي احتجاجات سريلانكا على خلفية أشهر من انقطاع الكهرباء ونقص السلع في أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلال البلاد في 1948، والتي هزت حكومة راجاباكسا التي تضم أفرادًا من أسرته، غير أن الرئيس غوتابايا راجاباكسا لا يزال في منصبه ويتمتع بصلاحيات واسعة ويتولى قيادة القوات الأمنية.
وشكلت استقالة ماهيندا راجاباكسا (76 عامًا) تمهيدًا للطريق أمام حكومة وحدة، لكن لم يتضح ما إذا كانت المعارضة ستنضم إلى أي حكومة وحدة يشارك فيها أي من أفراد أسرة راجاباكسا.