السبت 18 مايو / مايو 2024

"رسالة واضحة".. الأمم المتحدة تدين الضم الروسي لأربع مناطق أوكرانية

"رسالة واضحة".. الأمم المتحدة تدين الضم الروسي لأربع مناطق أوكرانية

Changed

فقرة تحليليلة ترصد تطورات المعارك بعد التصعيد الروسي الأخير على كييف (الصورة: غيتي)
اعتمدت الجمعية العامة مشروع القرار بأغلبية 143 صوتًا، مقابل خمس دول صوّتت ضدّه، وامتناع 35 دولة عن التصويت، في نتيجة أشاد بها الرئيس الأميركي.

بعد أن استخدمت موسكو حقّ النقض ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن الدولي، صوتّت الجمعية العامة للأمم المتّحدة، الأربعاء، بأغلبية كبيرة لصالح مشروع قرار يدين ضمّ روسيا لمناطق أوكرانية.

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن الأمم المتحدة أرسلت "رسالة واضحة" إلى الكرملين مفادها أن العالم أكثر اتحادًا وأكثر إصرارًا من أي وقت مضى على تحميل روسيا المسؤولية عن انتهاكاتها.

يأتي ذلك بينما تواصل القوات الروسية ضرباتها الجوية، حيث أشار حاكم كييف أوليكسي كوليبا إلى تعرّض أحد المواقع في العاصمة لضربات جوية في ساعة مبكرة من صباح الخميس، مضيفًا أن الضربات نفّذتها طائرات مسيرة إيرانية الصنع.

تصويت الجمعية العامة

 وبأغلبية 143 صوتًا، مقابل خمس دول صوّتت ضدّه، وامتناع 35 دولة عن التصويت، اعتمدت الجمعية العامة مشروع القرار الذي يدين "تنظيم روسيا الاتحادية استفتاءات مزعومة داخل حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا، ومحاولة الضمّ غير القانوني" التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الماضي لأربع مناطق أوكرانية.

كما يدعو القرار كل وكالات الأمم المتّحدة والوكالات الدولية إلى عدم الاعتراف بأيّ تغييرات أعلنتها روسيا للحدود، ويطالب موسكو "بالتراجع الفوري وغير المشروط" عن قراراتها.

وبذلت الولايات المتحدة مساعي حثيثة لإقناع جنوب إفريقيا، والهند التي تتعاظم شراكتها مع واشنطن وتربطها علاقة تاريخية وثيقة بموسكو، وامتنعت أيضًا عن التصويت في مجلس الأمن حيث تشغل مقعدًا غير دائم.

وزاد عدد المصوّتين لإدانة الحرب الروسية بصوتين مقارنة بقرار الإدانة الذي اعتمدته الجمعية العامة في مارس/ آذار الماضي بعيد بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.

وصوّتت بنغلادش والعراق والسنغال، التي امتنعت عن التصويت في مارس، على إدانة روسيا.

أما إريتريا، وهي إحدى أكثر الدول انغلاقًا في العالم، فقد انتقلت من التصويت بـ"لا" إلى "الامتناع" عن التصويت، بينما تحوّلت نيكاراغوا التي تتعرض لضغط دولي متزايد بشأن سجلّها الحقوقي، من الامتناع عن التصويت إلى التصويت بـ"لا"، وذلك إلى جانب كلّ من روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وسوريا.

وقالت سفيرة جنوب إفريقيا ماتو جوييني إنّ بلادها تعتبر "وحدة أراضي الدول ووحدة أراضي أوكرانيا أمرًا مقدّسًا، ونحن نرفض كل الإجراءات التي تقوّض أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

وأضافت: "لقد امتنعنا عن التصويت على القرار لأننا نعتقد أنّ هدف هذه الجمعية بما يتماشى مع تفويضها يجب أن يكون دائمًا الإسهام في نتيجة بنّاءة تفضي إلى إحلال سلام دائم في أوكرانيا".

أما سفيرة الهند روشيرا كامبوج فقالت: إنّ "جنوب الكرة الأرضية بأكمله عانى أضرارًا جانبية كبيرة" من الحرب، وإنّ "قضايا ملحّة" لم يتناولها القرار.

من جهتها، بررت بنغلاديش تصويتها لصالح إدانة روسيا، بأنّه يتعيّن على المجتمع الدولي أن يقف بحزم أيضًا ضدّ أيّ محاولة من جانب إسرائيل لضمّ أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

وقال سفير بنغلادش محمد عبد المحيط: "نعتقد بشدّة أنّ أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق باحترام السيادة ووحدة الأراضي والتسوية السلمية لكل النزاعات يجب أن ينطبق على الجميع وفي كلّ مكان وتحت جميع الظروف".

بايدن يرحّب بنتائج التصويت

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان، أن "روسيا تنسف أسس السلم والأمن الدوليين باعتدائها على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف بايدن: "الرهانات في هذا النزاع واضحة للجميع، والعالم أرسل رسالة واضحة ردًا على ذلك: لا يمكن لروسيا أن تمحو من الخريطة دولة ذات سيادة. لا يمكن لروسيا أن تغيّر الحدود بالقوة. لا يمكن لروسيا أن تستولي على أراضي دولة أخرى".

وقال الرئيس الأميركي: "الغالبية العظمى من العالم، دول من كلّ منطقة، كبيرة وصغيرة، تمثّل مجموعة واسعة من الأيديولوجيات والحكومات، صوّتت اليوم للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، وإدانة محاولة روسيا غير القانونية ضمّ أراضٍ أوكرانية بالقوة".

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن التصويت أظهر الوحدة الدولية ضد روسيا، مشدّدًا على أنّ واشنطن لن تعترف أبداً بالاستفتاءات "الزائفة".

ميدانيًا، يتواصل القصف الروسي على منطقة كييف، حيث تعرض أحد المواقع لضربات جوية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس.

وقالت إدارة الإقليم: إن "رجال الإنقاذ يعملون بالفعل في الموقع"، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول مكان وقوع الضربات الجوية في المنطقة، أو بُعدها عن كييف.

وقال حاكم منطقة كييف أوليكسي كوليبا، على تيليغرام، إنه بناء على معلومات أولية، فإن الضربات نفذتها طائرات مسيرة إيرانية الصنع.

وفي الأسابيع الأخيرة، أبلغت أوكرانيا عن سلسلة من الهجمات الروسية بطائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136.

وتنفي إيران تزويد روسيا بالطائرات المسيرة، بينما لم يعلق الكرملين.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close