أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات الأوكرانية صامدة أمام الهجمات الروسية المتكرّرة بالقرب من بلدتين رئيسيتين في منطقة دونباس بشرق البلاد، واصفًا الخطط الروسية بأنها "مجنونة".
يأتي ذلك، فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها سترصد عبر الأقمار الاصطناعية الأضرار التي لحقت بالمواقع الثقافية والتراثية والفنية في أوكرانيا نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتستمرّ المعارك في الشرق الأوكراني، حيث تحاول القوات الروسية الاستيلاء على باخموت التي تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الخاضعتين لسيطرة أوكرانيا.
وهاجمت القوات الروسية باخموت ثماني مرات في يوم واحد، وكانت القوات الأوكرانية تصدهم في كل مرة.
معارك صعبة في خيرسون
لكن زيلينسكي أكد، في خطابه المسائي المصور، أن أخبارًا سارة سترد قريبًا من الجبهة، لكنه لم يخض في تفاصيل.
وذكر أن أشد المعارك تدور رحاها بالقرب من أفدييفكا خارج دونيتسك وباخموت إلى الشمال الشرقي، مضيفًا أن "هذا هو المكان الذي يتجلّى فيه جنون القيادة الروسية. يومًا تلو الآخر، ومنذ أشهر، يرسلون الناس إلى حتفهم هناك عبر تركيز أعنف موجات القصف المدفعي (على المدينتين)".
ولم يذكر زيلينسكي ما يجري بالقرب من مدينة خيرسون الجنوبية التي تسيطر عليها قوات موالية لموسكو، لكن القوات الأوكرانية تتوقّع معركة صعبة هناك.
وقال: "بشكل عام، نحن نعزّز مواقعنا على طول خط المواجهة، ونحدّ من إمكانيات الغزاة ونقضي على قدراتهم اللوجستية، ونجهز أخبارًا سارة لأوكرانيا".
وذكر زيلينسكي أيضًا أنه جرى إطلاق سراح عشرة أوكرانيين في أحدث عملية لتبادل الأسرى بين الجانبين.
رصد الأضرار في المواقع الثقافية
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، أنها ستُطلق منصة تتبّع عامة في غضون أيام لرصد الأضرار التي لحقت بالمواقع الثقافية والتراثية والفنية في أوكرانيا نتيجة الحرب الروسية.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إنها تحقّقت من تعرّض 207 مواقع ثقافية في أوكرانيا، لأضرار منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وتشمل هذه المواقع: 88 موقعًا دينيًا، و15 متحفًا، و76 مبنى ذي أهمية تاريخية أو فنية، و18 نصبًا، و10 مكتبات.
وقالت كريستا بيكات، مديرة الثقافة والطوارئ في اليونسكو، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "استنتاجنا هو أن الوضع سيء وقد يستمر في التفاقم ليصبح أسوأ".
وحتى الآن، لم يصب أي من مواقع التراث الإنساني العالمي السبعة في أوكرانيا بأضرار.
كما تعمل "اليونسكو" مع متاحف في أوكرانيا، في محاولة لمكافحة خطر حدوث عمليات نهب، وهي مشكلة شائعة خلال الحروب.
وناقشت "اليونسكو" مع كييف إمكانية نقل قطع فنية وثقافية خارج البلاد طوال فترة الحرب، لكن بيكات أقرّت بصعوبة الأمر، حيث اقتصرت الخطوة الأولى على نقل مجموعات فنية إلى مناطق أكثر أمانًا داخل أوكرانيا.
ميدانيًا، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أمس الأربعاء، أن قوات بلاده تواصل تقدمها في مقاطعة خيرسون، لكنه أشار إلى أن التقدم تباطأ بسبب الظروف الجوية.
وأضاف ريزنيكوف، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أن الطقس الماطر والأراضي الوعرة، تجعل الهجوم الأوكراني المضاد في خيرسون أصعب مما كان عليه في خاركيف الشهر الماضي، حين اضطرت القوات الروسية للتقهقر.
وأثارت عمليات الإجلاء الواسعة، التي بدأتها مؤخرًا السلطات الموالية في مدينة خيرسون، تكهّنات حول إمكانية انسحاب القوات الروسية من المدينة في ظل اقتراب القوات الأوكرانية منها.
غير أن مصادر عسكرية أوكرانية ذكرت أن القوات الروسية تعزّز مواقعها وتحصيناتها في خيرسون، وتكثّف قصف المواقع الأوكرانية.