الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

رغم التحديات الاقتصادية.. اتحاد النقل الجوي يتوقع العودة إلى الربحية في 2023

رغم التحديات الاقتصادية.. اتحاد النقل الجوي يتوقع العودة إلى الربحية في 2023

Changed

فقرة من "صباح جديد" تسلط الضوء على تأثير متحوّر أوميكرون على حركة الطيران حول العالم (الصورة: غيتي)
تناقش شركات الطيران في اجتماعات بالدوحة تستمر حتى الثلاثاء زيادات معقدة في قدراتها في خضم أزمتين، جيوسياسية هي الحرب الروسية على أوكرانيا، ومناخية.

توقع اتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا) الإثنين تقليص الخسائر هذا العام والعودة إلى الربحية في 2023، وذلك على خلفية تزايد أعداد المسافرين، بعد عامين ونصف عام من جائحة كوفيد-19 التي تسببت بخسائر كبرى في قطاع النقل.

وفي تقرير صادر على هامش اجتماعاته السنوية في الدوحة، أشار الاتحاد إلى أنه لا يزال من المتوقع أن يخسر القطاع 9,7 مليارات دولار بشكل تراكمي هذا العام، لكنه سيكون "تحسنًا هائلًا" بعد خسارة 137,7 مليار دولار في 2020 و42,1 مليارًا في 2021.

ورأى الاتحاد في تقريره أن "الربحية على مستوى القطاع في 2023 تبدو في متناول اليد مع توقعات أن تحقق (شركات الطيران) في أميركا الشمالية أرباحًا بقيمة 8,8 مليارات دولار في 2022".

ومن المتوقع أن يتم تسليم أكثر من 1200 طائرة في 2022، بينما من المتوقع أن يصل حجم الشحن إلى مستوى قياسي يبلغ 68,4 مليون طن "على الرغم من التحديات الاقتصادية".

وبحسب التقرير، فإن "الطلب الكامن المتزايد ورفع قيود السفر في غالبية الأسواق وانخفاض نسبة البطالة في معظم البلدان (..) تغذي عودة الطلب الذي سيشهد عودة نسبة المسافرين إلى 83% من مستويات ما قبل الجائحة".

وتسبّبت الأزمة، وهي الأكبر في تاريخ الطيران التجاري، في خسارة شركات الطيران 60% من زبائنها عام 2020، وارتفعت نسبة الإشغال عام 2021 إلى 50% فقط، ما كبدها خسائر إجمالية تناهز 200 مليار دولار خلال العامين، بحسب الاتحاد الجوي.

ومن حيث حجم الأعمال، تتوقع الشركات أن تعود في عام 2022 إلى 93,3% من مستويات 2019، لتصل إلى 782 مليار دولار، وهي قفزة بنسبة 54,5% خلال عام واحد.

وستكون هذه الزيادة مدعومة بالعائدات جراء نقل الركاب والتي ستتجاوز الضعف خلال عام واحد لتصل إلى 498 مليار دولار، بينما ستنخفض عائدات الشحن بشكل طفيف إلى 191 مليار دولار مقابل 204 مليارات في العام السابق، وفقًا للتقرير.

حرب ومناخ ووباء

ورغم استمرار انتشار الوباء وبعض القيود المفروضة على السفر، لا سيما في آسيا، فإن القطاع يتعافى.

وفي هذا الصدد، قال المدير العام للاتحاد ويلي والش: إن "شركات الطيران مرنة. الناس يسافرون بأعداد أكبر من أي وقت مضى. ويعمل الشحن بشكل جيد على خلفية تزايد عدم اليقين الاقتصادي".

وتناقش شركات الطيران في اجتماعات في الدوحة تستمر حتى الثلاثاء زيادات معقدة في قدراتها، في خضم أزمتين، جيوسياسية هي الحرب الروسية على أوكرانيا، ومناخية.

وتسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو بارتفاع أسعار النفط والغاز، وبيّن الاتحاد أنّ الوقود سيمثل نحو 24% من تكاليف شركات الطيران في عام 2022 مقارنة بنسبة 19% في عام 2021.

وقد حدّد الاتحاد العديد من "عوامل الخطر" التي يمكن أن تغيّر توقعاته وأولها الحرب على أوكرانيا، إذ إن إغلاق المجال الجوي الروسي أمام العديد من الطائرات بات يجبرها على إجراء تحولات مكلفة على طرق سيرها بين آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.

وهناك تحد تشغيلي يكمن في نقص الطيارين في الولايات المتحدة وعمال المناوبة وحراس الأمن في بعض المطارات الأوروبية، وهي ظاهرة يتوقع الاتحاد أن تتراجع في الأشهر المقبلة.

ومن بواعث القلق الأخرى التضخم المرتفع الذي يؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية للمستهلكين.

وبعد أن أضعفتها أزمة الوباء، يتعين على الشركات في الوقت الحالي إعادة هيكلة مواردها المالية والاستثمار بشكل كبير في مسألة خفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050.

وأخيرًا، وإن لم يعد فيروس كوفيد-19 هو الشاغل الرئيسي، فإن الوباء يستمر في التفشي، كما أن ظهور متغيرات جديدة يمكن أن يتسبب مرة أخرى في إغلاقات.

ولا تزال السوق المحلية الصينية، التي شكلت نحو 10% من حركة الركاب العالمية في 2019، متأثرة بالقيود، وقد حذر اتحاد النقل من أن سياسة "صفر كوفيد" ستسبب في "تراجع" ثاني أكبر قطاع نقل داخلي في العالم.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close