شكك الكرملين اليوم الجمعة في إمكانية أن تغيّر الصين موقفها من الصراع في أوكرانيا تحت الضغط الخارجي، مشيرًا إلى أنه تابع "المحادثات المهمة" بين الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبي أورسولا فون دير لاين.
وخلال تلك المحادثات، اعتبر ماكرون أن الغرب لا بد أن يشرك بكين للمساعدة في إنهاء الأزمة ومنع تزايد التوتر الذي ربما يقسم القوى العالمية إلى تكتلات متحاربة.
وكانت الصين قد تقدمت باقتراح "خطة للسلام" في أوكرانيا في أول تدخل دبلوماسي كبير لبكين في الصراع، لكن كييف وبعض القادة الغربيين ما زالوا متشككين في علاقة شي الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
علاقة عميقة بين روسيا وبكين
وصرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين اليوم الجمعة: "إن الكرملين تابع عن كثب المحادثات بين الاتحاد الأوروبي والصين، لكنه أكد أن روسيا تربطها علاقات عميقة ببكين".
وعندما سُئل عما إذا كانت روسيا قلقة من أن أوروبا قد تؤثر على موقف شي بشأن أوكرانيا، قال بيسكوف: "إن الصين قوة ذات ثقل كبير، قوة كبيرة ... وهي ليست من النوع الذي يغير مواقفه بسرعة تحت تأثير خارجي".
وعقب المحادثات، أبدى شي استعداده للتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مباشرة حسبما قالت فون دير لاين، بينما قال ماكرون إنه حثّ بكين على "إعادة روسيا إلى رشدها".
الكرملين استبعد الوساطة الصينية
كما دعا شي لمحادثات بين الطرفين، ولحل سياسي لحرب أوكرانيا. وكان الكرملين قد استبعد أمس الخميس احتمال حصول وساطة صينية لوقف المعارك في أوكرانيا، معتبرًا أن لا خيار لروسيا سوى مواصلة هجومها، حيث قال بيسكوف للصحافيين، إن الصين تحظى بإمكانية هائلة وفعالة حينما يتعلق الأمر بخدمات الوساطة".
لكنه اعتبر "أن الوضع مع أوكرانيا معقد وليس هناك أي أفق لحصول تسوية سياسية. وقال: "في الوقت الحالي، ليس لدينا حل آخر غير مواصلة العملية العسكرية الخاصة".
وكانت خبيرة النزاعات الدولية والأمن الإقليمي ماريا زولكينا قد أشارت إلى أن المبادرة الأولى لحل النزاع في أوكرانيا جاءت من الرئيس الأوكراني حين قدّم معادلة السلام التي ستكون الأساس لمعادلات أوكرانية قادمة سوف تقدم للأمم المتحدة.
واعتبرت في حديث إلى "العربي" من وارسو أم المقترح الصيني ليس مقترحًا بل موقفًا وينقص نقطة مهمة وهي انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
وترى زولكينا أن أوكرانيا أثبتت السيادة والاستقلال ولا داعي لأي مبادرات غربية.
وحول موقف روسيا، تشير الخبيرة إلى أن روسيا بدأت تتكلم حول حرب مع الغرب عندما فشلت في اجتياح أوكرانيا بالكامل. وقد اضطر هذا الفشل روسيا إلى تغيير حوارها الياسي.