تعصف أزمة صيف في السياسة والاقتصاد في بريطانيا. فقد قرّر رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون البقاء في منصبه رغم دعوات وزراء في حكومته له إلى التنحي، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام بريطانية الأربعاء.
والتقى وفد وزاري جونسون في أعقاب عشرات الاستقالات من حكومته التي تواجه فضيحة، لكنه تعهد البقاء والتركيز على "قضايا بغاية الأهمية تواجه البلاد".
وتتوالى الاستقالات من مناصب حزبية وحكومية ووصلت إلى نحو 38 استقالة أهمها يعود لوزيري الاقتصاد والصحة.
فضيحة أخلاقية
ويعكف رئيس الوزراء الذي قطع عهدًا على نفسه أن يحكم لفترتين رئاسيتين على استخلاف الوزراء المنسحبين بسبب قضية غير أخلاقية تورط فيها نائب رئيس لجنة الانضباط في حزب المحافظين كريس بينشر.
وكان جونسون قد عيّن بينشر في منصبه وأنكر أنه كان على علم مسبق بسلوكه السابق غير اللائق المتمثل بإفراطه في شرب الكحول والتحرش الجنسي عندما عينه في منصبه. ثم اعترف على مضض أنه أخطأ التقدير.
لكن اعتذاره لم يكن ليكفي فقد رأى الوزراء المنسحبون وكذلك نواب المعارضة أن جونسون قد خرق قواعد النزاهة ومبادئ الشفافية في إدارة الحكومة.
ما هي سيناريوهات المرحلة المقبلة؟
ويضيق الخناق على جونسون، فاستمرار النزيف داخل حكومته قد يجره إلى تصويت ثان لحجب الثقة إن تمكن نوابه من تغيير قواعد تنظيمية لا تسمح إلّا بتصويت سحب ثقة واحد خلال 12 شهرًا.
أعضاء لجنة عام 1922 البرلمانية بنوابها المحافظين قد يزورونه في مقر رئاسته لإبلاغه بأن اللعبة قد انتهت وأن الوقت قد حان لاستخلافه.
يحدث ذلك في ظروف قاهرة تصبح فيها الحكومة عاجزة عن أداء مهامها، لكن بوريس جونسون يملك أيضًا صلاحية إعلان انتخابات عامة مسبقة، وعليه أن يزور الملكة أولًا لإقناعها بحل البرلمان.
وقد أفاد مراسل "العربي" إلى لندن صابر أيوب بأن حظوظ بقاء جونسون لبعض الوقت لا زالت قائمة.
ولفت إلى أن رئيس لجنة الانضباط في حزب المحافظين قد زار جونسون في مقر الحكومة البريطانية إضافة إلى وفد وزاري بعد أن خرج من البرلمان. وهم يحاولون إقناعه بالتنحي بعد أن فقد الثقة وخرق قواعد النزاهة.
وقد أشار أيوب إلى أن نواب حزب المحافظين قد يتجهون نحو آلية أخرى إن لم يتنح جونسون، حيث ستعدل قواعد الحزب من أجل الذهاب لتصويت من أجل سحب الثقة، بعد أن نجا من التصويت الأول عقب فضيحة حفلات كورونا.
وقد لفت أيوب إلى أن رحيل جونسون يكون بطريقتين إمّا بأن يستقيل وإمّا بأن تجتمع لجنة الانضباط يوم الإثنين وترغمه على ذلك.
وحول من سيخلف جونسون، أشار مراسل "العربي" إلى الحديث عن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس وجيريمي هانت ودومينيك راب وغيرهم.