الإثنين 13 مايو / مايو 2024

بوريس جونسون.. كيف تحول من رئيس حكومة ناجح إلى منبوذ من أقرب المقربين؟

بوريس جونسون.. كيف تحول من رئيس حكومة ناجح إلى منبوذ من أقرب المقربين؟

Changed

تقرير لـ "العربي" عن الاستقالات في حكومة جونسون (الصورة: رويترز)
منذ تسلمه مهامه، يواجه بوريس جونسون أزمات متتالية تثير التساؤلات عما إذا كان يوشك على التنحي، ثم لا يلبث أن يؤكد مضيه قدمًا، رغم تناقص أعداد "الأصدقاء" من حوله.

يواجه بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، أيامًا عصيبة لا تُعد الأولى من نوعها، لكنها تزيد من رصيد الأزمات السياسية في عهده، وتثير من جديد التكهنات بشأن بقائه في داونينغ ستريت.

استطلاع رأي يبيّن غالبية تقارب الـ 70% من الناخبين البريطانيين يرون أن عليه الاستقالة، كانت قد سبقته سلسلة فضائح وانتكاسات ومسائل أثارت الرأي العام، عبّرت عن جانب منها أو كلها صيحات استهجان قوبل بها خارج كاتدرائية القديس بولس قبل قداس اليوبيل البلاتيني للملكة.

أما علاقته بالشخصيات والأحزاب، نوابًا ووزراء، فقد شكلت إلى حد بعيد مرآة للتطورات، كان آخر ما عكسته الاستقالات التي تتوالى في حكومته المحافظة.  

وكان حزب المحافظين قد اختار في يوليو/ تموز 2013 وزير الخارجية السابق في حينه بوريس جونسون زعيمًا جديدًا للحزب خلفًا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، ليعلَن بعد ذلك رئيسًا للوزراء بعدما قدمت سلفه استقالتها رسميًا إلى الملكة.

تمويل الترميم ومواجهة الجائحة

في قادم الأشهر والأعوام، واجه جونسون العديد من الأزمات التي ضاعفت التساؤلات عما إذا كان يوشك على التنحي، قبل أن يفلت من تصويت هنا أو أزمة هناك، ليؤكد مضيه قدمًا على رأس الحكومة، رغم تناقص أعداد المؤيدين و"الأصدقاء" من حوله وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد. 

ومما أثير حول جونسون كان مسألة تمويل ترميم شقته في مقر رئاسة الوزراء وكيفية مواجهته لجائحة كوفيد-19. 

حينها، أفاد مستشار جونسون السابق، دومينيك كامينغز، بأن المسؤولين كلهم فشلوا حيث كان المواطنون يعولون عليهم لمواجهة الوباء.

وأشار إلى أن جونسون كان يعد كورونا مجرد فزاعة، وأن رئيس الحكومة تأخر إلى فبراير/ شباط 2020 لوضع خطة للتصدي للجائحة.

جونسون، ذو الأصول التركية والخلفية الصحافية، الذي دخل داونينغ ستريت بعدما كان قد استقال من منصبه وزيرًا للخارجية بحكومة ماي احتجاجًا على سياستها في ما يتعلق بتدبير ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حقق "إنجازًا" عبر "البريكست" مطلع عام 2021.

لكنه واجه مع نهاية العام أزمة باستقالة ديفيد فروست، الوزير المسؤول عن البركسيت، في خضم عدم اكتمال المفاوضات الصعبة مع الاتحاد الأوروبي بشأن تنفيذ ترتيبات ما بعد خروج بريطانيا من الكنف الأوروبي، وتعرّض حزب المحافظين الحاكم لانتكاسة انتخابية.

وأورد فروست في رسالة استقالته "القيود التي فرضها فيروس مميت، وزيادة الضرائب وسياسة الحياد الكربونية"، كمبررات في رسالة استقالته. 

على الأثر، بدا بوريس جونسون وحيدًا وقد تخلى عنه "حماة ظهره" في أصعب وقت. وغرّد من في صفوف الأغلبية المحافظة بالقول إنه "لم يعد لدى جونسون الوقت الكافي والأصدقاء ليفي بوعود وانضباط الحكومة، بل عليه أن يتغير أو يرحل".

فضيحة "بارتيغيت"

ومطلع عام 2022 حمل من جونسون وإليه مزيدًا من المفاجآت غير السارة، حيث خرجت إلى العلن فضيحة مقر الحكومة البريطانية في مايو/ أيار 2020، الذي شهد حفلات خلال حظرها كليًا بسبب تفشي وباء كورونا.

عُدت الفضيحة يومها أكثر الأزمات حرجًا خلال رئاسة جونسون لمجلس الوزراء. وبينما اعتذر الرجل، قدم حججًا بأن الحفل كان حدثًا مرتبطًا بالعمل. 

لكن صدى "بارتيغيت" تردد في بريطانيا، التي تشهد أسوأ معدل تضخم منذ عقود، وظل مصدر ضغوط لم تنقطع من خصوم جونسون التقليديين، ومن داخل حزب المحافظين، والذي قدّم نواب منه رسميًا رسائل للحزب لسحب الثقة منه.

لاحقًا، أفلت جونسون من تصويت على حجب الثقة في يونيو/ حزيران من جانب نواب حزب المحافظين ضمن له عدم إجراء تصويت مشابه في حقه قبل مرور عام، ظهر بموازاته حجم الانشقاق في الحزب.

كما سجل شهر يونيو استقالة كريستوفر غيدت، مستشاره المكلّف الأخلاقيات والتزام مدونة السلوك الوزارية على خلفية فضيحة "بارتيغيت" واحتجاجًا على تصرفات رئيس الحكومة، في ما عُد بمثابة ضربة جديدة للأخير.

انتكاسة انتخابية وفضائح جنسية

وفي يونيو أيضًا، مُني حزب المحافظين بهزيمتين كبيرتين في الانتخابات الفرعية، ما استدعى استقالة رئيس الحزب وحليف جونسون، أوليفر دودن. وقد أدت هذه النتائج إلى تضييق سلطة جونسون، الذي استبعد بدوره الاستقالة.

ففيما كتب الأول: "لا يمكننا الاستمرار وكأن شيئًا لم يكن... يجب على أحد ما تحمل مسؤولية" ذلك، تعهد رئيس الحكومة "بالإصغاء" إلى الناخبين، مبديًا في الآن عينه عزمه على الاستمرار بعمله على رأس الحكومة.

أما أخيرًا، فتتوالى الاستقالات في حكومة بوريس جونسون عقب استقالة كريس بينشر، مساعد مسؤول الانضباط البرلماني لحزب المحافظين، المتهم بالتحرش الجنسي.

جونسون اعتذر واعترف بأن تعيين بينشر كان خطأ. وفيما نفى علمه بسلوكيات بينشر، أظهرت الانتقادات التي طالته علمه بذلك مذ كان المستقيل مسؤولًا كبيرًا في وزارة الخارجية.

وبينما عمل جونسون على ملء الفراغ الذي أحدثه الوزراء المستقيلون، جزم بأنه مصمم على البقاء في منصبه على رأس الحكومة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close