أثار تصريح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل غضب السلطات التونسية، بعد أن اعتبر أن "الوضع في تونس خطير للغاية".
وأتت تصريحات بوريل بهذه الدرجة من التحذير والقلق بعد ملاحظته لـ"تدهور الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد"، حسب تعبيره.
كما أشار المسؤول الأوروبي إلى أن سيناريو الانهيار المحتمل قد يهدد بتدفق المهاجرين إلى دول الاتحاد والتسبب في عدم استقرار دول المنطقة.
"مخاوف أوروبية"
وبعد يوم واحد على تصريحات بوريل، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن حكومتها بذلت قصارى جهدها لتذليل العقبات أمام إتمام صفقة قرض صندوق النقد لتونس، في محاولة لكسر ما وصفته بالجمود الذي قد يؤدي لتدهور الوضع هناك.
ورحبّت تونس بهذا الموقف، ويبدو أنها تعوّل على التباينات في الموقف الأوروبي. لكن الموقف الإيطالي تزامن مع انتقاد ألماني شديد من قبل حزب الخضر، حيث اعتبر النائب توبياس باخره أن "المسار الذي تعيشه تونس يسير نحو الاستبداد وهذا أمر مقلق للغاية".
ويأتي هذا في وقت عبر فيه الرئيس قيس سعيّد في كل خطاباته عن رفضه لأي تدخل أجنبي في أمور بلاده.
وفي هذا الإطار، يقول المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط لويس بيونو: كان بوريل يشير إلى مخاوف أوروبية من الأحداث في تونس، البلد القريب والشريك لدول الاتحاد الأوروبي.
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يؤكد أن أوروبا ستشهد تدفقا كبيرا من المهاجرين في حال انهارت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في #تونس 👇 pic.twitter.com/KxAgu85tjR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 21, 2023
ويقول بيونو في حديث لـ"العربي" من بيروت: إن بوريل كان واضحًا بشكل مستمر في تأكيده على أن الاتحاد جاهز لمساعدة تونس في هذه المرحلة الصعبة بكل التحديات وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية.
ويضيف المتحدث الأوروبي أن لدى الاتحاد خبرة في المراحل الانتقالية، وتونس بشكل فعلي تمر بهذه المرحلة، "وليس هناك تناقض مع طلب بوريل للتوقيع مع صندوق النقد الدولي والمضي في تنفيذ الاتفاق".
كما يوضح أن الاتحاد يتعاون مع تونس منذ سنوات طويلة، لكنه يؤكد على "أنهم مستعدون لمساعدة السلطات إذا هي أرادت ذلك".
