الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

رفع الدعم بشكل كامل عن المحروقات في لبنان.. كيف سيتأثر المواطن؟

رفع الدعم بشكل كامل عن المحروقات في لبنان.. كيف سيتأثر المواطن؟

Changed

فقرة إخبارية تناقش قرار مصرف لبنان المركزي رفع الدعم بشكل كامل عن البنزين وتداعياته (الصورة: غيتي)
توقّف مصرف لبنان تمامًا عن توفير الدولار لواردات البنزين، ما يعني أن على المستوردين تأمين الدولارات من السوق، وسط مخاوف من ارتفاع الطلب على وارتفاع سعر الصرف.

رفع مصرف لبنان المركزي الدعم عن المحروقات بشكل كامل بعدما كان قد اعتمد خلال الفترة الأخيرة إجراءات التخفيض التدريجي. 

كما توقّف تمامًا عن توفير الدولار لواردات البنزين، ما يعني أن على المستوردين تأمين دولارات الاستيراد من السوق، وسط مخاوف من ارتفاع الطلب على الدولار وارتفاع سعر صرفه مقابل الليرة. 

فلم تعد طوابير السيارات تصطف أمام محطات الوقود. وتم تخفيض الدعم بنسبة 80% في الأشهر الماضية قبل أن يُرفع بالكامل مع بداية الأسبوع الحالي.

مخاوف من ارتفاع الطلب على الدولار

وقال عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس: "إن الشركات المستورة ستطلب من المحطات شراء البنزين بالدولار ما سيولد طلب على الدولار في السوق".

وعلى الرغم من رفع الدعم كليًا، لم تشهد أسعار المحروقات ارتفاعات كبيرة بل اقتصرت على نحو 20 ألف ليرة لبنانية أي ما يعادل أقل من دولار واحد. 

وقد اختارت الحكومة التوقيت بعناية بحسب خبراء الاقتصاد، إلّا أن مخاوف الناس مرتبطة بالمستقبل وسيناريوهات أسعار النفط عالميًا، وكذلك بارتفاع أسعار صرف الدولار في لبنان.

احتمال تضخم الأسعار

وقد تساءل الكاتب في الشأن الاقتصادي في صحيفة نداء الوطن خالد أبو شقرا عن فرص قبول أصحاب المحطات بتسعير المحروقات بالليرة اللبنانية فيما يختلف سعر الصرف يوميًا. 

ومع رفع الدعم عن المحروقات، يغلق ملف معاناة اللبنانيين مع توفر هذه المواد التي كانت عُرضة للتهريب بسبب دعمها. 

لكن في المقابل، يفتح ملف أزمة جديدة مع احتمالات تضخم الأسعار وصعوبة التنقل لفئات واسعة في لبنان. 

كلفة مضاعفة للخدمات والمنتجات

وللعام الثالث على التوالي، يعيش لبنان أزمة اقتصادية جعلت 8 من كل 10 أشخاص فقراء وفق البنك الدولي.

ويأتي قرار مصرف لبنان رفع الدعم كليًا عن البنزين منهيًا عملية استمرت عامًا لتقليص برنامج الدعم الحكومي. 

ويحدث هذا فيما يبدو أن الواقع المعيشي ليس بوارد التحسن في هذا البلد، إذ يدفع المواطنون فيه، بحسب البنك الدولي، تكاليف مضاعفة ويحصلون على منتجات وخدمات غير عالية الجودة.  

فمن 28000 ليرة الأسبوع الماضي، اعتمدت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية سعر صرف عند نحو 35000 ليرة للدولار لسعر البنزين اليوم بعد انتهاء دور منصة المصرف المركزي التي كانت تُسعر على أساسها المحروقات. 

وقد ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان بقيمة 20 ألف ليرة ليبلغ 638 ألف ليرة، وارتفع سعر صفيحة البنزين 98  653 ألف ليرة. 

أمّا المازوت المشغّل لمولدات المحروقات البالغ عددها 3500 فوصل سعرها إلى 790 ألف ليرة لبنانية. ووصل سعر قارورة الغاز 350 ألف ليرة. 

قرار خطير

ومن جهته، اعتبر الخبير المصرفي والاقتصادي نيكولا شيخاني أن قرار رفع الدعم عن المحروقات كان منتظرًا بحلول نهاية العام، وقد اتخذ القرار لأن احتياطي المصرف بالدولار يجف رويدًا رويدًا.  وقال في حديث إلى "العربي" من بيروت: "يجب أن يشكل احتياطي المصرف بالدولار 14% من الودائع  لكنه انخفض إلى أقل من 10%". 

واعتبر شيخاني أن رفع الدعم عن المحروقات أمر خطير حيث أصبحت أسعار السلع والخدمات  في لبنان مدولرة بنسبة 95%، مشيرًا إلى تأثير ذلك السلبي على القدرة الشرائية ولاسيما للفئات الأشد فقرًا.

 وتوقع شيخاني ارتفاع سعر الليرة أمام الدولار وقد يصل إلى 50 ألف ليرة أو أكثر، حيث سيتجه مستوردو المحروقات إلى السوق السوداء لشراء الدولار. ولفت إلى "عدم وجود خطة نقدية لمصرف لبنان الذي كان يسيّر الأمور بتعاميم تكتيكية تضخمية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close