الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

روسيا تنتفض على عقوبات الغرب.. مناشدات لإمداد كييف بالدعم

روسيا تنتفض على عقوبات الغرب.. مناشدات لإمداد كييف بالدعم

Changed

تقرير لـ "العربي" حول العقوبات الغربية وتوعد الكرملين بالرد عليها (الصورة: غيتي)
تستمر المعارك في أوكرانيا في اليوم الـ14 للهجوم الروسي، وبينما أُجلي 40 ألف مدني من مناطق محاصرة، تخطط موسكو لتطويق كييف ثم اجتياحها.

مضى في سبيله نحو ملاذات آمنة أكثر من 40 ألف شخص طالتهم عمليات الإجلاء من المناطق الأوكرانية المحاصرة اليوم الأربعاء. لكن أن تصبح مناطق الاشتباك خلفهم لا يعني أن الحرب انتهت. فالهجوم الروسي متواصل، والمعارك استمرت رغم إعلان وقف إطلاق النار، حيث أفاد مراسل "العربي" أنها لم تتوقف في المحور الشمالي من العاصمة، وبالتحديد في إربين والمناطق المحيطة بها.

في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى أنطاليا التركية، فالمدينة ستشهد غدًا الخميس لقاءً بين وزيرَي خارجية روسيا وأوكرانيا، في أول اجتماع بين كبار دبلوماسيي البلدين منذ بدء الهجوم قبل 14 يومًا. 

غير أن وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، قال إن توقعاته محدودة بالنسبة للمحادثات المزمعة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

وأكد كوليبا أنه سيحضر المحادثات المقررة غدًا الخميس في تركيا، وحثّ لافروف على التعامل معهم "بحسن نية وليس من منظور دعائي".

من جانبه، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن مستوى التهديد الروسي بلغ حده الأقصى.

وحذر من أنّ الشركاء الأجانب سيتحملون مسؤولية الكارثة الإنسانية، التي تلوح في الأفق إذا لم يفرضوا منطقة حظر طيران.

الغرب بدوره يواصل فرض العقوبات على روسيا، التي بدا أنها دُفعت إلى حافة التخلف عن سداد ما يترتب عليها.

وفيما توعّدت بتجهيز رد واسع النطاق على العقوبات سيكون سريعًا ومؤثرًا، قال الكرملين: إن بوتين سيعقد اجتماعًا مع أعضاء حكومته غدًا الخميس؛ على رأس أعماله التوصل إلى إجراءات لتقليل تأثير العقوبات على الاقتصاد الروسي.

"محاولات.. لكنها فشلت"

بالعودة إلى عملية الإجلاء، فقد تمت عقب اتفاق الروس والأوكرانيين على احترام وقف إطلاق نار يسمح بإجلاء المدنيين من مناطق عدة في أوكرانيا.

وأعلن المفاوض الأوكراني في المحادثات مع روسيا ديفيد أراخاميا مساءً أنه "تم إجلاء أكثر من 40 ألف امرأة وطفل من أنحاء أوكرانيا في يوم واحد". وأضاف: "كانت هناك محاولات لإجلاء 100 ألف، لكنها فشلت".

ويأتي ذلك فيما تتهم أوكرانيا روسيا بقصف مناطق مدنية ومنع عمليات الإجلاء، وتلقي روسيا بدورها باللوم على أوكرانيا. 

وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، قد قالت إنه "تم إحراز بعض التقدم" في المفاوضات الرامية إلى "إنهاء إراقة الدم العبثية ومقاومة القوات الأوكرانية في أسرع وقت ممكن"، مؤكدة أن روسيا لا تسعى إلى "إطاحة الحكومة" الأوكرانية.

وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك أن موسكو أكدت موافقتها على احترام هدنة من الساعة التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً حول ست مناطق تشهد منذ أيام معارك؛ مما يدفع المدنيين إلى الاختباء في الطوابق السفلية. وأوضحت أنه تم تحديد ممرات لإجلاء المدنيين.

وبحسب الأمم المتحدة، فقد دفع الهجوم الذي شنّته موسكو في 24 فبراير/ شباط أكثر من مليوني شخص إلى مغادرة أوكرانيا واللجوء إلى الخارج بغالبيتهم إلى بولندا. 

وفيما تتوقع أوروبا وصول خمسة ملايين لاجئ، تقول وزارة الدفاع الروسية إنه تم إجلاء ما يقرب من 180 ألف شخص من أوكرانيا إلى روسيا منذ بدء الصراع في شباط الماضي.

غارة على مستشفى للأطفال

في فصول الهجوم المستمر، قُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص الثلاثاء في قصف على مدينة سيفيررو دونتسك في شرق أوكرانيا، على ما أفاد مسؤول في منطقة لوغانسك الإدارية في بيان عبر تلغرام اليوم الأربعاء.

وفي ماريوبول المحاصرة، ألحقت غارة جوية روسية أضرارًا فادحة بمستشفى للأطفال، في هجوم أدى إلى سقوط 17 جريحًا وفق المعطيات الأولية، بحسب ما أعلن المسؤول المحلي بافلو كيريلنكو.

وبما يخصّ كييف، فقد تحدث مراسل "العربي" عن خطة روسية لتطويق العاصمة من جهاتها الأربع، ومن ثم فرض الحصار عليها واجتياحها عسكريًا.

ونقل عن عمدة المدينة قوله إن مواردها تكفي لعشرة أيام أو أسبوعين على أبعد تقدير، مشيرًا إلى مناشدات لضرورة تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية والدعم اللوجيستي والعسكري للجانب الأوكراني؛ من أجل الصمود في وجه الاجتياح الروسي، بحسب التوصيفات المحلية.

إلى ذلك، لم تخلف روسيا موعدها مع إحصائها المحدّث للخسائر في العتاد التي تكبدها للأوكرانيين.

فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية دمّرت لأوكرانيا 974 من الدبابات وغيرها من العربات المدرعة، منذ بدء ما تسميها موسكو "عملية عسكرية خاصة".

مع ذلك، فإن بريطانيا تعتبر أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تحقق نجاحًا كبيرًا في مواجهة الطائرات الروسية، ومن المرجّح أن تمنع روسيا من السيطرة على المجال الجوي.

من جهة أخرى، أفاد البنتاغون أنّ الولايات المتحدة تعتبر عرض وارسو تسليم قاعدة جوية أميركية في ألمانيا مقاتلات ميغ-29 بولندية بغية إرسالها إلى أوكرانيا مقترحًا "غير قابل للتطبيق".

ولاحقًا، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي شدد على أن الحل العسكري في أوكرانيا "غير منطقي"، أنّ برلين لن ترسل طائرات حربية إلى أوكرانيا.

مزيد من العقوبات على روسيا

على "جبهة" العقوبات، قرّرت دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون اليوم الأربعاء فرض عقوبات جديدة على موسكو ومينسك عقب الهجوم على أوكرانيا، من بينها فصل ثلاثة مصارف بيلاروسية من نظام "سويفت" للتحويلات المالية، وإضافة 14 أوليغارشيًا و146 من أعضاء مجلس الاتحاد إلى قائمتها السوداء.

وكانت الولايات المتحدة قد قررت أمس الثلاثاء تعليق استيراد النفط والغاز الروسي، متولية بذلك مبادرة قيادة المعسكر الغربي في العقوبات المفروضة على موسكو منذ الهجوم على أوكرانيا.

وأعلنت بريطانيا أمس أيضًا أنها ستوقف بحلول نهاية العام الجاري مشترياتها من النفط الخام والمنتجات النفطية الروسية.

واليوم، كشفت بريطانيا عن عقوبات جديدة في قطاع الطيران تعطيها سلطة احتجاز أي طائرة روسية وتحظر تصدير المنتجات المتعلقة بالطيران والفضاء لروسيا.

على المقلب الآخر، وفيما ندّد الكرملين بـ "حرب اقتصادية" تشنّها الولايات المتحدة على روسيا، قالت روسيا إنها تعكف على تجهيز رد واسع النطاق على العقوبات سيكون سريعًا ومؤثرًا وينال من معظم القطاعات المهمة.

وفي سياق متصل، أعلن حزب روسيا الموحدة وهو الحزب الحاكم في روسيا، أن لجنة حكومية وافقت على الخطوة الأولى نحو تأميم أصول الشركات الأجنبية التي تغادر البلاد.

يأتي ذلك في حين خفّضت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني تصنيف الديون السيادية الروسية من "بي" إلى "سي"، في قرار يعني أنّ تخلّف موسكو عن سداد ديونها أصبح بنظرها "وشيكًا".

وعلى غرار وكالتَي التصنيف الرئيسيتين الأخريين، "ستاندرد آند بورز" و"موديز"، خفّضت فيتش في مطلع مارس/ آذار الجاري علامة الديون السيادية الروسية الطويلة الأجل إلى خانة الديون "غير المرغوب فيها" أو فئة البلدان المعرضة لخطر التخلّف عن سداد ديونها.

لكنّ الوكالة قرّرت الثلاثاء تخفيض هذه العلامة أكثر في ضوء "التطوّرات التي قوّضت أكثر رغبة روسيا في خدمة دينها العام".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close