أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن فرنسا ستسلّم أوكرانيا "دبابات قتالية خفيفة"، وفق الإليزيه.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية "أن الرئيس سعى إلى زيادة هذه" المساعدة العسكرية المقدمة لكييف "بالموافقة على تسليم دبابات قتالية خفيفة من طراز AMX-10 RC"، مشيرة بعد مكالمة هاتفية استمرت ساعة بين الرئيسين إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي تزوّد فيها القوات الأوكرانية بدبابات ذات تصميم غربي".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا تخطط لاستدعاء المزيد من القوات لشن هجوم كبير جديد.
موسكو تقمع معارضي الحرب
وتواجه موسكو بعض أكبر الانتقادات الداخلية للحرب بسبب هجوم قُتل فيه عشرات المجندين الجدد في إحدى الكليات المهنية في منطقة دونيتسك عشية العام الجديد. وقد أعلنت اليوم الأربعاء أنّ 89 من عسكرييها قُتلوا ليلة رأس السنة في ضربة صاروخية أوكرانية استهدفت مركزهم في ماكيفكا في شرق أوكرانيا. ونفّذت كييف هذه الضربة براجمات "هيمارس" الصاروخية التي تلقّتها مؤخرًا من الولايات المتّحدة.
لكن موسكو أوقفت فعليًا كل معارضة مباشرة للحرب، إذ حظرت قوانين الإعلام الصارمة الانتقاد العلني. ولكنها في المقابل أطلقت العنان للمدونين المؤيدين للحرب، ويتابع مئات الآلاف بعضهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعالت أصوات كثير منهم في انتقاد ما يصفونها بأنها حملة عسكرية فاترة ولا تُقاد بكفاءة، وطالت الانتقادات القادة العسكريين لا بوتين، الذي لم يعلق علنًا حتى الآن على الهجوم.
ولامت وزارة الدفاع الروسية التي رفعت حصيلة الوفيات الرسمية في الهجوم من 63 إلى 89 الجنود لاستخدامهم للهواتف المحمولة بما يخالف القانون، وهو ما قالت إنه ساعد أوكرانيا على تحديد موقع القاعدة في ماكيفكا القريبة من دونيتسك العاصمة الإقليمية.
وقالت أوكرانيا بشكل مبدئي: إن مئات الروس قُتلوا في ماكيفكا، وإن عددًا ضخمًا من الجنود قُتل في هجوم مماثل في قاعدة منفصلة في منطقة خيرسون جنوب البلاد في الليلة نفسها، وهو ما لم تؤكده موسكو حتى الآن.
هجمات مرتقبة
ومن جهته، أشار أندري تشيرنياك المسؤول في قسم الاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية في تعليقات لمنفذ إعلامي أوكراني إلى أن كييف لا تتوقع توقف هجمات روسيا هذا العام على الرغم من الحصيلة البشرية الكثيفة.
وأوضح أنه "بحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، ربما يخسر الجيش الروسي في الأشهر الأربعة أو الخمسة المقبلة ما قد يصل إلى 70 ألف شخص. وقيادة الدولة المحتلة (روسيا) مستعدة لهذه الخسائر". وقال: "إن القادة الروس يفهمون أنهم سيخسرون لكنهم لا يعتزمون إنهاء الحرب".
رسائل روسية إلى الغرب
وفي إشارة إلى الغرب بأن روسيا لن تتراجع بشأن أوكرانيا، أرسل بوتين اليوم الأربعاء فرقاطة إلى المحيط الأطلسي مسلحة بصواريخ كروز من الجيل الجديد، التي يمكنها قطع مسافات بسرعة أكبر خمس مرات من سرعة الصوت.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديثها اليومي الأربعاء: إن روسيا شنت سبع ضربات صاروخية و18 ضربة جوية وأكثر من 85 هجومًا باستخدام أنظمة صواريخ متعددة خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة على البنية التحتية المدنية في ثلاث مدن أوكرانية هي كراماتورسك وزابوريجيا وخيرسون. وأضافت: "ثمة قتلى في صفوف المدنيين".
وقالت هيئة الأركان العامة أيضًا: إن القوات الروسية واصلت التركيز على التقدم بالقرب من مدينة باخموت بمنطقة دونيتسك، حيث يُعتقد أن كلا الطرفين فقدا الآلاف من قواتهما خلال أسابيع من الحرب.