الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

ريال مدريد وسيتي في دوري الأبطال.. حين كان الخوف مفتاحًا للجحيم

ريال مدريد وسيتي في دوري الأبطال.. حين كان الخوف مفتاحًا للجحيم

Changed

دوري أبطال اوروبا
فرحة لاعبي ريال بالفوز - غيتي
وصل ريال مدريد مجددًا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن هزم ضيفه مانشستر سيتي بنتيجة 3-1 في مباراة مثيرة سجل فيها الميرنغي أهدافه في اللحظات الأخيرة.

عاش عشاق كرة القدم حول العالم ليلة "مجنونة" من ليالي دوري أبطال أوروبا، حيث قلب ريال مدريد تخلفه بهدف يتيم أمام مانشستر سيتي إلى فوز مبهر بنتيجة 2-1 بدقائق في نهاية المباراة، قبل أن يسجل هدفًا ثالثًا في الوقت الإضافي ليصل نهائي البطولة. 

"ضرائب غوارديولا"

وكان المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخاسر الأكبر في الليلة التي لن ينساها جمهور استاد "بيرنابيو"، حيث دفع مدرب سيتي ثمن تبديلاته في الدقائق الأخيرة، بعد أن نزع "مخالب" فريقه الهجومية، لا سيما مسجل هدف "السيتيزينز" رياض محرز، و"العبقري" كيفن دي بروين، لينتفض بعدها الميرنغي ويسجل هدفين متتاليين في اللحظات الأخيرة، ليعادل مجموع أهداف المباراتين.

وأدرك غواردويلا أهمية اهتزاز شباكه ثلاث مرات في مباراة الذهاب قبل أسبوع في ملعب الاتحاد بمدينة مانشستر، على الرغم من فوزه هناك 4-3، بالإضافة إلى الفرص التي أهدرها لاعبوه في مباراة الأمس. وقال لشبكة "بي.تي سبورت" التلفزيونية: "كنا قريبين. كنا قريبين. لكن في النهاية فشلنا في بلوغ النهائي".

وبدا غواردويلا المحبط من فشله المتكرر بإحراز سيتي لقب البطولة القارية، حيث كان جمهور السيتيزينز يمني النفس بلقب دوري الأبطال الذي ينقص خزائنه منذ قدوم المدرب الإسباني إلى الفريق عام 2015. 

وودع سيتي دوري الأبطال من الدور قبل النهائي أمام ريال مدريد في 2016 ثم من دور الثمانية في 2018 و2019 أمام غريميه المحليين ليفربول وتوتنهام هوتسبير على الترتيب.

وخرج الفريق من دور الثمانية في 2020 أمام أولمبيك ليون الفرنسي قبل أن يخسر 1-صفر في نهائي الموسم الماضي أمام تشيلسي.

وحتى اللحظة التي يعجز فيها كثر عن تفسير ما حدث في الدقائق التي هز فيها رودريغو البديل الشباك في الدقيقتين 90 و92، محولًا استاد بيرنابيو إلى مسرح مرعب أمام لاعبي سيتي. 

وبات في جعبة اللاعب الفرنسي كريم بنزيما 15 هدفًا في البطولة هذا الموسم، بعد أن سدد ضربة الجزاء التي سنحت لفريقه بعد خمس دقائق من الشوط الإضافي الأول. 

اللحظات الأخيرة

وحول اللحظات الأخيرة، علق غوارديولا بالقول: "وضع ريال العديد من اللاعبين في منطقة الجزاء بوجود ميليتاو ورودريجو وفينيسيوس وبنزيمة وأرسل تمريرات عرضية وأحرز هدفين".

وأضاف: "في الدور قبل النهائي يشعر اللاعبون بالضغط والرغبة في التأهل. كرة القدم غير متوقعة، إنها مثل هذه المباراة. يجب علينا تقبل الأمر".

أما على الجانب الآخر، فقال المدرب كارلو أنشلوتي: "هذه هي روعة هذا النادي. إنه ناد لا يستسلم حتى عندما يبدو أن كل شيء قد انتهى. إنه شعور يمنحك القوة للاستمرار، والاستمرار في الإيمان، فلقد لعبنا مباراة ضد منافس قوي جدًا، عندما بدا أن كل شيء قد انتهى، أخرجنا كل طاقتنا".

بدوره، قال لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو: إنّ النادي تمتع بثقة كبيرة بعد حصد لقب الدوري الإسباني يوم السبت والاحتفال مع جماهيره لأول مرة منذ نهاية قيود مكافحة فيروس كوفيد-19.

وأضاف: "أمضينا عامين دون تواصل مع جماهيرنا، ونحن بحاجة للاستمتاع معها لأنها من تمنحنا الطاقة للعب كما فعلنا الليلة".

وقبل أن يتحول "البيرنابيو" إلى "جحيم حقيقي لبيب غوارديولا ورجاله"، كانت الإحصائيات في الدقيقتين الأخيرتين تشير على شبكة "إي أس بي أن" ESPN الرياضية إلى أن نسبة تأهل المرينغي إلى النهائي وصلت إلى 1% فقط.

وفسر كاسيميرو الأمر بقوله: "النهج الأفضل لهذا النادي هو عدم الاستسلام حتى النهاية. إنه في نشيد النادي الذي يقول: ‬حتى النهاية يا ريال. هذه هي روحنا، لا تستسلم أبدًا".

وكانت هذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يتأخر فيها الفريق في أدوار خروج المغلوب هذا الموسم إذ سبق أن تكرر الأمر أمام باريس سان جيرمان وتشيلسي، لكن بطل إسبانيا انتصر ليحافظ على آماله في تحقيق اللقب للمرة الخامسة في تسعة أعوام.

" فريق من خوف" 

وأشار حارس ريال مدريد البلجيكي كورتوا، نجم الفريق الذي تدخل عدة مرات لإنقاذ الميرنغي، لا سيّما في الشوط الأول، بأن فريقه الملكي فعل ما لا يصدق في الدقائق الأخيرة، وقال: "قضينا على فرق كبيرة جدًا، والتي أنفقت الكثير من الأموال للفوز بدوري أبطال أوروبا". 

بدوره، أضاف أنشيلوتي: "إذا تعادلت في الدقائق الأخيرة ستكون لديك أفضلية نفسية. تدخل إلى حيز آخر وأمام جماهيرنا يكون الأمر صعبًا على الفريق الضيف. انتصرنا على ثلاثة فرق قادرة على الفوز باللقب. لقد كان نجاحًا".

وستطبع مباراة الأمس مطولًا في ذاكرة عشاق الكرة، لا سيّما "الانقلاب" الكروي الذي نفذه الميرنغي في 5 دقائق، والذي كان الحارس كورتوا أكثر من استطاع أن يعبّر عن ما حدث في أرضية الملعب، حيث علق بالقول: "حين سجلنا هدف التعادل، بدا لاعبو الفريق المنافس خائفون، وبعد أن رفع الحكم لوحته التي أشارت إلى 6 دقائق وقتًا بدلًا عن ضائع، لاحظنا مدى الخوف الذي انتابهم، وهذا ما قمنا باستغلاله". 

وسيلعب ريال مدريد أمام ليفربول في النهائي في باريس في 28 مايو/ أيار. ويعتقد كاسيميرو، الذي كان عضوًا في الفريق الذي فاز على الريدز في نهائي دوري الأبطال عام 2018 في كييف، أن الانتصار على الفريق الإنكليزي سيكون "مهمة معقدة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close