الأحد 12 مايو / مايو 2024

زلزال تركيا وسوريا.. عدد الضحايا يتجاوز 28 ألف قتيل واستحداث مقابر

زلزال تركيا وسوريا.. عدد الضحايا يتجاوز 28 ألف قتيل واستحداث مقابر

Changed

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" حول تواصل جهود الإغاثة لمساعدة المتضررين من الزلزال (الصورة: غيتي)
ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فيما استحدثت السلطات مقابر جديدة وسط عمليات متواصلة للبحث عن ناجين.

تخطت حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا 28 ألف قتيل، فيما أنقذ أشخاص بأعجوبة السبت وسط عمليات البحث المتواصلة، واستحدثت مقابر في ظل طقس شديد البرودة.

وأوقف السبت في تركيا ما لا يقل عن 48 شخصًا للاشتباه بقيامهم بأعمال نهب في ثماني محافظات تضررت جراء الزلزال، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.

ويتوقع حصول مزيد من الاعتقالات، إذ أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي السبت إصدار 113 مذكرة اعتقال، في حين يبذل المسعفون جهودًا مضنية لسحب أحياء من تحت أنقاض المباني وبينهم أطفال، بعد خمسة أيام على الكارثة.

"يعتصرني الحزن"

في غضون ذلك، وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس السبت إلى مدينة حلب شمالي سوريا والتي تضررت بشدة من الزلزال.

وقال على تويتر: "يعتصرني الحزن لمعاينة ظروف الناجين"، متحدثًا عن طقس بارد، ووصول محدود جدًا إلى المأوى والطعام والمياه والرعاية الطبية.

وجال غيبرييسوس برفقة وزير الصحة على أحياء متضررة في مدينة حلب. كما زار مستشفى ومركز إيواء، وفق وكالة "فرانس برس".

وبحسب آخر التقارير الرسمية السبت، أدى الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات إلى مقتل أكثر من 28 ألف شخص. وإلى الآن بلغت الحصيلة الرسمية للقتلى في تركيا 24 ألفًا و617 شخصًا، فيما أعلنت السلطات في سوريا أن الحصيلة بلغت 3574 قتيلاً.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد المتضررين من جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا هذا الأسبوع، بلغ نحو 26 مليون شخص.

وعبّرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مجددًا في سوريا.

والجمعة، وافقت حكومة النظام السوري على إيصال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج سيطرتها في شمال البلاد، بعد مرور نحو خمسة أيام على الزلزال المدمر، وفق ما نقلت وكالة أنباء النظام (سانا).

وشرد الزلزال ما يصل إلى 5,3 ملايين شخص في سوريا وحدها، على ما حذرت الأمم المتحدة.

وفُتح السبت معبر بين أرمينيا وتركيا للمرة الأولى منذ 35 عامًا من أجل السماح بمرور مساعدات إنسانية بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، على ما أفادت وكالة الأناضول التركية الرسمية السبت.

وأوضحت الوكالة أن خمس شاحنات محمّلة بمساعدات لضحايا الزلزال عبرت معبر أليكان في محافظة إغدير.

"هل العالم هنا؟"

وفي تركيا، أُنقِذَت طفلة تبلغ عامين تُدعى آسيا في محافظة هاتاي (جنوب)، حسب وسائل إعلام تركية، لكن لم يعثر على أسرتها.

وسحبت طواقم الإنقاذ امرأة تبلغ 70 عامًا تدعى منيكسي تاباك، من الأنقاض في محافظة كهرمان مرعش التركية وسط صيحات "الله أكبر" وفق مقطع فيديو بثته محطة "تي آر تي هابر" العامة. وسألت المرأة عندما خرجت إلى النور "هل العالم هنا؟".

وأكدت وكالة أنباء الأناضول أن فرق الإنقاذ انتشلت أوزلم يلماز (35 عامًا) وابنتها خديجة (6 أعوام) وكانتا على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى بعد 117 ساعة على الزلزال في محافظة أدي يامان جنوب شرق البلاد.

وأعلنت منظمة ألمانية غير حكومية وفاة امرأة تبلغ 40 عامًا متأثرة بجروحها، بعدما أنقذها فريق إغاثة ألماني في كيريخان (جنوب تركيا) الجمعة إثر قضائها أكثر من 100 ساعة تحت الأنقاض.

أما في جنوب تركيا، فتحولت مواقف سيارات وملاعب وصالات رياضية إلى أماكن لوضع الجثث، حيث توجهت عائلات منكوبة للبحث عن أقاربها المفقودين.

وأكدت الوكالة الحكومية لإدارة الكوارث الطبيعية مشاركة حوالي 32 ألف شخص بعمليات البحث والإنقاذ، إضافة إلى أكثر من ثمانية آلاف مسعف أجنبي. كذلك ينتشر أكثر من 25 ألف جندي تركي في المناطق المتضررة، وفقًا لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار.

توقيفات

وفي سياق متصل، أوقف السبت نحو 12 مقاولًا في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرق البلاد جراء الزلزال، ومن بين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا.

ويثير انهيار المباني الذي يكشف أنها شيدت بطريقة رديئة، غضبًا في البلاد.

وتتدفق المساعدات الإنسانية الدولية إلى تركيا، لكن الوصول إلى سوريا أكثر تعقيدًا، إذ تشهد البلاد حربًا ويخضع نظامها لعقوبات دولية.

وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود. لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر مؤقتًا على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.

"حجم المناشدة أضعف في سوريا"

وفي هذا الإطار، يوضح الباحث في المساعدات الإنسانية بصندوق قطر للتنمية يوسف الملا أن التركيز كان على تركيا منذ وقوع الكارثة لأن حجم المناشدة في سوريا كان أضعف من أنقرة، مشيرًا إلى أن دولًا كثيرة تدخلت وساعدت تركيا منها الأوروبية والعربية كقطر التي أسهمت في إيصال المساعدات، بسبب أن أنقرة هي الحاضنة الأكبر للأزمة السورية.

وفي حديث لـ"العربي" من مدينة غازي عنتاب بالجنوب التركي، يضيف أن حجم الاحتياجات في سوريا كبير جدًا ويصعب الوصول إلى الناس بسبب إغلاق المعابر.

ويؤكد أن الضغوط بدأت تنجح وتم فتح المعبر لدخول المساعدات، إلا أنه أشار إلى ضغط كبير في توزيع المساعدات، لافتًا إلى وجود احتياجات كبيرة من قبل السكان بسبب البرد وانهيار المنازل وانقطاع الإمدادات.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close