الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

محادثات فيينا حول الاتفاق النووي.. إيران "ليست متفائلة ولا متشائمة"

محادثات فيينا حول الاتفاق النووي.. إيران "ليست متفائلة ولا متشائمة"

Changed

الاتفاق النووي
أصرّت إيران على أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات أولًا قبل أن تعود إلى الامتثال الكامل باتفاق 2015 (غيتي)
انطلقت المباحثات حول الاتفاق النووي في فيينا، حيث تعقد في فندقين، على خلفية عدم إمكانية عقدها "مباشرة" في الوقت الحالي بين إيران والولايات المتحدة.

انطلقت، اليوم الثلاثاء، محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب منه عام 2018.

وتعقد المباحثات في فندقين، على خلفية عدم إمكانية عقدها "مباشرة" في الوقت الحالي بين إيران والولايات المتحدة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي استبق المباحثات بإعلانه أنّ إيران "ليست متفائلة ولا متشائمة" بشأن نتيجة المحادثات النووية المقرر إجراؤها في فيينا، اليوم الثلاثاء، لكنها على ثقة من أنها على المسار الصحيح لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وقال ربيعي للصحافيين: "لسنا متفائلين ولا متشائمين بشأن نتيجة هذا الاجتماع الآن، لكننا على ثقة من أننا على المسار الصحيح. وإذا أثبتت أميركا أن لديها الإرادة والجدية والصدق، فقد يكون ذلك مؤشرًا إيجابيًا لمستقبل أفضل لهذا الاتفاق وتطبيقه بالكامل في نهاية المطاف".

وأكد ربيعي أنّه "لن تكون هناك محادثات بين الوفدين الإيراني والأميركي خلال اجتماع فيينا"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ "لا خيار أمام واشنطن سوى العودة إلى الاتفاق النووي قبل طرح أي مقترح للتفاوض"، ومضيفًا: "وصلتنا عدة مقترحات بشأن رفع العقوبات".

من جهتها، أعربت أميركا عشية اجتماع فيينا عن "تفاؤلها"،وقال المبعوث الأميركي روب مالي في لقاء تلفزيوني "إذا أبدينا واقعية يمكننا أن ننجح. يجب أن نقوم بعمل مضنٍ لدرس العقوبات لمعرفة ما يمكننا القيام به لكي تحظى إيران بمزايا كان من شأن الاتفاق توفيرها لها".

ورحب ربيعي بهذه التصريحات، واصفًا إياها بـ"الواعدة"، وقال: "نجد أن هذا الموقف واقعي وواعد. يمكن لهذا الموقف أن يشكل بداية تصحيح المسار السيئ الذي أوصل الدبلوماسية الى طريق مسدود".

إيران لا تتوقع الكثير

وحول مساعي إحياء الاتفاق النووي في ظلّ تمسّك إيران بشرطها قبيل انطلاق اجتماع فيينا، يشير مراسل "العربي" إلى أن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده عند سؤاله عن توقعاته حول المفاوضات، حيث أجاب أنها لن تختلف كثيرًا عن سابقاتها من اجتماعات اللجنة المشتركة، وبالتالي أراد أن يقلل من توقعات طهران وسقف التفاؤل.

وبحسب مراسل "العربي"، فإنّ الكثيرين في طهران تحدثوا عن إمكانية تحريك ملف رفع العقوبات الأميركية عن طهران على أقل تقدير، وبالتالي رسم استراتيجية آلية العودة إلى الاتفاق النووي خلال اجتماع فيينا.

ويلفت إلى أنّ طهران حددّت مساراتها بشكل واضح، لا سيما بعد أن تم الإجماع في الداخل الإيراني على كيفية اتّخاذ الخطوات الدبلوماسية وشكل التعاطي الإيراني من أنها لن تخرج عن مطلبها الأبرز والوحيد ألا وهو تحريك ملف العقوبات.

أما عن أجندة الاجتماع في فيينا، فيشير مراسل "العربي" إلى أنه من المقرر مناقشة الجانب التقني على اعتبار أن هناك خبراء تقنيين في الملف النووي سيشاركون، بالإضافة إلى خبراء في الشق الاقتصادي".

محادثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني

وتجتمع في فيينا، اليوم الثلاثاء، الأطراف الموقّعة على الاتفاق النووي الذي تم التوصّل إليه في العاصمة النمساوية في 2015 بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا) التي باتت تسمّى مجموعة 4+1 بعد انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.

وتشارك الولايات المتحدة في المحادثات في محاولة لإنقاذ الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني في أول تقدم ملحوظ على هذا الصعيد منذ تولي جو بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأميركي الجديد قد أعرب عن استعداده للعودة إلى الاتفاق المبرم في 2015 في فيينا، ويهدف الاتفاق إلى الحؤول دون امتلاك طهران للسلاح النووي، الذي انسحب منه سلفه دونالد ترمب من جانب واحد عام 2018، وأعاد فرض العقوبات على طهران، بل وعمد إلى تشديدها كذلك.

من جهتها، تشدّد طهران أنها لا تريد العودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي التي تخلّت عنه تدريجيًا، ما لم ترفع أميركا العقوبات الأحادية التي تخنق اقتصادها.

وتشارك في اجتماع الثلاثاء اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) بحضور الأطراف الحاليين وهم إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا برعاية الاتحاد الأوروبي الممثل بالأمين العام المساعد لجهاز التحركات الخارجية أنريكه مورا.

وفي الوقت ذاته "تعقد اجتماعات خبراء على مدى 15 يومًا أو شهر" على ما أوضح دبلوماسي أوروبي مقره في العاصمة النمساوية.

ومن جهة أخرى لن تكون إيران وأميركا على الطاولة نفسها، وسيقوم الأوروبيون بدور الوسيط بين الطرفين أملًا بالتوصل إلى نتائج ملموسة بعد الطريق المسدود في الشهرين الأخيرين.

وسيجري الوفد الأميركي محادثات في مكان آخر مع ممثلين للاتحاد الأوروبي يقومون بدور الوسيط، من دون أي اتصال أميركي مباشر مع إيران التي استبعدت "أي اجتماع" مع الولايات المتحدة.

المصادر:
وكالات/العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close