أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ الحلّ السياسيّ هو المسار الوحيد لإنهاء الأزمة في اليمن.
وأكد خلال لقائه كبير مفاوضي الحوثي محمد عبد السلام في العاصمة العُمانية مسقط على ضرورة إنهاء الحرب وإجراء محادثات يمنية يمنية.
وجاءت تصريحات ظريف هذه بعد ساعات على دعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الحوثيين إلى وقف الحرب والتفاوض، علمًا أنّ طهران سبق أن أعلنت تأييدها لوقف إطلاق النار في اليمن.
ويقيم عبد السلام وقياديون آخرون في صفوف الحوثيين المتحالفين مع إيران، في مسقط منذ أعوام. وانعقدت عدة لقاءات بين الوزير الإيراني والمتحدث باسم الحوثيين في العاصمة العمانية في السنوات الأخيرة.
رسالة واضحة من طهران إلى الأطراف الإقليمية والدولية
ويشير الباحث في الشأن اليمني نبيل العتوم إلى حركة دبلوماسية مكوكية إيرانية تُرصَد في الأيام الأخيرة باتجاه الدول التي لإيران ثقل فيها.
ويلفت العتوم، في حديث إلى "العربي"، إلى زيارة ظريف إلى العراق ثمّ إلى عُمان للقاء الناطق باسم الحركة الحوثية.
ويتحدّث عن رسالة واضحة خلف ذلك إلى الأطراف الإقليمية والدولية أنّ إيران موجودة بثقلها في هذه الأزمات.
الأزمة اليمنية "خدمة" للملف النووي
ويعتبر أنّ الإيرانيين يحاولون أن يضفوا مداخل الأزمات الإقليمية ضمن استراتيجية ما يسمى بـ"تخادم الملفات" خدمة للاتفاق الذي يزمع توقيعه مستقبلًا مع الولايات المتحدة.
ويشير إلى أنّ إيران مقبلة على جولة ثالثة من المفاوضات في فيينا وهي تحاول أن ترتّب جميع أوراقها التفاوضية خصوصًا أنّها تعيش في ظل ظروف داخلية وخارجية غير مسبوقة، على وقع صراع كبير المحافظين والإصلاحيين، وتسريبات محمد جواد ظريف لإحراجه وثنيه عن خوض الانتخابات.
ويخلص إلى أنّ إيران ربما تريد أن توظف الأزمة اليمنية خدمة للملف النووي، ولو أنّها تصرّح بأنّ الحلّ يجب أن يكون بحوار يمني يمني.
إيران تسعى لإزالة التوتر مع السعودية
ولا يستبعد العتوم أن تكون الحركة الجارية استكمالًا للمفاوضات غير المُعلنة التي أخذت طابعًا استخباراتيًا في بغداد بين السعودية وإيران.
ويكشف عن تصريحات وتحليلات في وسائل الإعلام الإيرانية تحدّثت عن الانتقال من اللقاء الاستخباري غير المُعلن إلى لقاء دبلوماسي مُعلن في المرحلة المقبلة.
ويعرب عن اعتقاده بأنّ إيران تريد إزالة التوتر لإيجاد شيء من التفاهم والحوار قد يمهّد لعودة العلاقات بين البلدين، لكنّه يشدّد على أنّه لا يزال من المبكر الحديث عن هذا الأمر.