الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

"تقدّم جدّي".. هل تنجح مسقط في اليمن حيث فشل المجتمع الدولي؟

"تقدّم جدّي".. هل تنجح مسقط في اليمن حيث فشل المجتمع الدولي؟

Changed

يمثل الواقع الميداني المحتدم عسكريًا في اليمن على أكثر من جبهة التحدّي الأبرز لكل خطط السلام (غيتي)
يمثل الواقع الميداني المحتدم عسكريًا في اليمن على أكثر من جبهة التحدّي الأبرز لكل خطط السلام (غيتي)
تأتي الزيارات المتبادلة بعد اتصال بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره العُماني، وبعد بيان أميركي شديد اللهجة يحمّل الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن.

اتجهت الأنظار مجدّدًا إلى اليمن في الساعات الأخيرة على وقع حراكٍ دبلوماسيّ عُماني نَشِط أثار تساؤلات عن قدرة مسقط على تحقيق "خرق" على خطّ الحرب الدموية بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران والحكومة المُعترَف بها دوليًا والمدعومة من التحالف السعودي الإماراتي.

وفي هذا السياق، وصل وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك إلى العاصمة العُمانية مسقط بالتزامن مع زيارة وفد عُماني رفيع المستوى للعاصمة اليمنية صنعاء ضمن جهود السلطنة للوساطة بين أطراف الصراع في اليمن.

وتأتي الزيارات المتبادلة بعد اتصال بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره العُماني، وبعد بيان أميركي شديد اللهجة يحمّل الحوثيين مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن، كما تأتي بعد التعثّر الذي اكتنف جهود المبعوثين الأممي مارتن غريفيث والأميركي تيم ليندركينغ.

لا حلّ في اليمن من دون توافق

وجرى الحديث عن السلام على مدى سنوات، لكنّ الأطراف اليمنية ومعها المؤثّرون الإقليميون والدوليون كان لهم دور في إطالة أمد الصراع، فيما باتت الجهات نفسها اليوم على قناعة بأنه لا يمكن لطرفٍ دون آخر الانفراد بالسيطرة على اليمن.

ويوضح نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق عبد الباري طاهر، في حديث إلى "العربي"، أنّه "من دون التوافق على تشارك كلّ ألوان الطيف المجتمعي والسياسي في اليمن، لن يكون حلّ"، مشيرًا إلى أنّ تجارب السنوات الماضية أكدت أنه يستحيل على أي طرف أو حزب أن يحكم منفردًا.

ما هو التحدّي الأبرز لكلّ خطط السلام في اليمن؟

وأمام هذه الجهود والمساعي السياسية، يبقى الواقع الميداني المحتدم عسكريًا في أكثر من جبهة يمثّل التحدّي الأبرز لكل خطط السلام التي طُرِحت ولا تزال.

وأفاد مراسل "العربي" بمقتل 17 مدنيًا وإصابة آخرين بصاروخ أطلقه الحوثيون استهدف محطة وقود جنوبي المدينة، وقالت مصادر طبية لـ"العربي": إنّ من بين الضحايا طفلة لقيت حتفها حرقًا مع والدها داخل سيارته بجانب محطة الوقود.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعًا داميًا بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المعترف بها دوليًا والمدعومة من التحالف السعودي الإماراتي.

وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80% من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وتركَ بلدًا بأسره على شفا المجاعة.

تقدّم جدّي لكنه غير جوهري

من جهته، يتحدّث الباحث في الشؤون الاستراتيجية عبد الله الغيلاني عن تقدم جدي قد جرى في عملية التفاوض التي تجري منذ بضعة أشهر.

ويوضح الغيلاني، في حديث إلى "العربي"، من مسقط، أنّ العاصمة العُمانية تحولت منذ بداية العام إلى قبلة لجميع المعنيين بالشأن اليمني.

ويرى أنّ هناك تكثيفًا للجهود الإقليمية والدولية من أجل حلحلة الوضع في اليمن، لكنّه يشير إلى أنّ التقدم الذي حصل قد لا يكون جوهريًا في عملية التفاوض.

هل من مشروع عُماني مستقلّ؟

ويشدّد على أنّ الجهد العُماني يدور في فلك الجهود الإقليمية والدولية، موضحًا أنّ عُمان لم تعلن أنّها تتحرّك وفق مشروع عُماني مستقل.

ويشرح أنّ المشروع العُماني لإجراء مصالحة في اليمن يأتي في إطار الجهود الإقليمية والدولية. ويلفت إلى أنّ مسقط تحظى بعلاقات وطيدة ونفوذ مع أطراف النزاع وكذلك مع الولايات المتحدة، وهي تستثمر هذه العلاقات من أجل إحراز تقدم في الملف اليمني.

ويخلص إلى أنّ الأزمة العُمانية مصنَّفة في مسقط في مربع الأمن القومي العُماني، وبالتالي فهناك مصلحة استراتيجية عُمانية في الوصول إلى حلّ للصراع الدامي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close