حسمت واشنطن أمرها، وحمّلت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤولية فشل المساعي للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في البلاد. واتهمت الحوثيين بعدم اتخاذ خطوات نحو تسوية الصراع في اليمن، وهو ما تسبب في معاناة تفوق الوصف للشعب اليمني.
يأتي ذلك في وقت تدور الجهود الدبلوماسية في حلقة مفرغة، حيث لم يستطع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إثبات أن تفاؤله سيصل إلى نتيجة، كما لم تُحقّق جولات المبعوث الأميركي الخاصّ إلى اليمن تيم ليندركينغ أي نتيجة.
وبالتوازي مع ذلك، يستمر الحوثيون في تصعيد هجماتهم، حيث تشهد محافظتا مأرب والجوف شمال شرقي البلاد أعنف الاشتباكات مع القوات الحكومية، بينما يشنّ طيران التحالف بقيادة السعودية سلسلة غارات عنيفة على مواقع وتعزيزات للحوثيين.
وفي مخيم الجفينة، أكبر مخيمات النازحين داخل اليمن، يشكو النازحون من أن الحرب تطاردهم بينما العالم يتفرّج.
الحوثيون: الولايات المتحدة "تكيل بمكيالَين"
ويعتبر المتحدث العسكري السابق باسم القوات الجوية للحوثيين عبد الله الجفري أنّ الولايات المتحدة "تكيل بمكيالَين"، مشيرًا إلى أنّها تمارس إجراءات "غير إنسانية" بحق الشعب اليمني.
ويضيف الجفري، في حديث إلى "العربي" من صنعاء، أنه بعد 7 سنوات من الحرب وقتل الآلاف وتدمير البنى التحتية والمستشفيات، والحصار الجائر على الدواء والغذاء، تريد واشنطن من الحوثيين أن يستسلموا.
ويرى أنّه "على المجتمع الدولي أن يفرّق بين الشقَّين العسكري والإنساني"، نافيًا أن يكون حلّ الأزمة اليمنية مرتبطًا بالملف الإيراني.
ويؤكّد أن الحلّ يقوم على وقف العدوان ورفع الحصار وخروج الدول المحتلة من اليمن، وبالتالي التوصّل إلى مشروع سلام يرتقي إلى تطلّعات الشعب اليمني.
سياسة أميركية "فاشلة" حيال مأساة اليمن
في المقابل، يؤكد مستشار الاتصالات في مجال الأمن القومي الأميركي ديفيد بولجر أنّ الإدارة الأميركية الحالية تتابع سياسة الرئيس السابق دونالد ترمب الفاشلة حيال المأساة في اليمن.
ويشير بولجر، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن المشكلة الأساسية في الأزمة اليمنية تكمن في دعم إيران للحوثيين، داعيًا إلى تكثيف الجهود ووضع استراتيجيات حقيقية من أجل إحلال السلام في اليمن.
ووسط أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، يشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري سعودي إماراتي، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى، بينما يعتمد 80% من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة على الدعم والمساعدات في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.