الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

استنفار إسرائيلي وتحذيرات فلسطينية.. مخاوف من تصعيد بعد مسيرة الأعلام

استنفار إسرائيلي وتحذيرات فلسطينية.. مخاوف من تصعيد بعد مسيرة الأعلام

Changed

مسيرة الأعلام
يتحضّر المستوطنون اليوم لتنفيذ "مسيرة الأعلام" على وقع تحذيرات من تصاعد التوتر في القدس (غيتي)
تنظم "مسيرة الأعلام" سنويًا في 5 يونيو بمناسبة ذكرى احتلال الجزء الشرقي من القدس، حسب التقويم العبري. وبدأت هذه المسيرات عام 1974.

أطلقت قوات من الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء النار باتجاه مجموعة من الشبان، قرب الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، من دون وقوع إصابات.

وتمكّن الشبان، قبل إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم، من قصّ أجزاء من السياج الأمني الفاصل بين شرقي المدينة وإسرائيل.

ويأتي ذلك في إطار فعاليات احتجاجية من المقرر أن تنطلق عصر الثلاثاء، رفضًا لـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية في مدينة القدس المحتّلة.

ترقّب مقدسي للمسيرة

ويترقّب الفلسطينيون اليوم "مسيرة الأعلام"، التي ينظّمها المتطرفون اليهود، في ظل استنفار لشرطة الاحتلال خوفًا من حصول اشتباكات بين المستوطنين والمقدسيين.

ومنذ الساعات الأولى لصباح اليوم الثلاثاء، بدأت الشرطة الإسرائيلية استعداداتها لتحويل محيط البلدة القديمة في المدينة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.

وبموازاة ذلك، فقد رفع الجيش الإسرائيلي من أهبة استعداده بالضفة الغربية، بعد تقديرات باندلاع مواجهات، في حال تسببت المسيرة بمواجهات في مدينة القدس.

وعلى وقع تحذيرات الفصائل الفلسطينية بعدم الصمت في حال وقوع مواجهات بالقدس، نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ خشية إطلاق قذائف من غزة، ردًا على الاستفزازات الإسرائيلية.

"رقصة أعلام" في باحة باب العامود

وكان من المقرر، أن تنظم المسيرة الشهر الماضي، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.

ومع انتهاء العدوان، والإعلان عن قرب حكومة جديدة في إسرائيل، دعت جماعات يمينية إسرائيلية لتنظيم المسيرة الأسبوع الماضي، وهو ما رفضته الشرطة الإسرائيلية في البداية.

غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، جعل آخر قراراته الدفع باتجاه تنفيذ المسيرة. كما كان أول قرارات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد عومر بارليف، بعد تسلمه منصبه، الموافقة على تنظيم المسيرة.

وعلى الرغم من تغيير مسار المسيرة، بحيث لا تمر في داخل الحي الإسلامي بالبلدة القديمة، إلا أن المسيرة تتضمن "رقصة أعلام" في باحة باب العامود، أحد أشهر بوابات البلدة القديمة، لتواصل مسيرها بجانب أسوار البلدة قبل أن تصل إلى حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى.

وليس ثمّة تقديرات محددة، عن أعداد اليمنيين المتوقع مشاركتهم بهذه المسيرة؛ ولكن هيئة البث الإسرائيلية قالت، الثلاثاء: إن نحو 2000 شرطي سيوفرون الحماية لها.

وسعت جماعات اليمين الإسرائيلي إلى حشد أنصارها، للمشاركة بالمسيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي المقابل، وجّه نشطاء فلسطينيون دعوات عبر المواقع نفسها، للاحتشاد في باب العامود بالتزامن مع المسيرة الاستفزازية.

تحذيرات فلسطينية ودولية من "مسيرة الأعلام"

وكان مسؤولون وأحزاب فلسطينية قد حذروا من تبعات السماح بهذه المسيرة، محمّلين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.

وحذّر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، في تغريدة له، من التداعيات الخطيرة التي قد تنتج عن نية قوة الاحتلال السماح للمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين بالمضي قدمًا في "مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة.

كما صدرت تحذيرات عالمية، لا سيما من أطراف عملت جاهدة الشهر الماضي على وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند، في تغريدة على تويتر: "تتصاعد التوترات مرة أخرى في القدس في وقت أمني وسياسي هش للغاية وحساس للغاية، عندما تشارك الأمم المتحدة ومصر بنشاط في توطيد وقف إطلاق النار".

وأضاف وينسلاند: "نحث جميع الأطراف المعنية على التصرف بمسؤولية وتجنب أي استفزازات قد تؤدي إلى جولة أخرى من المواجهة".

"مسيرة الأعلام" امتحان لبينيت

ويُنظر إلى مسيرة اليوم على أنها الامتحان الأول لقدرة الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت على الصمود.

وتوجّه الأنظار إلى زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس، الذي لولا دعمه لما تمكنت أحزاب المعارضة من تشكيل الحكومة.

ولكنّ عباس طرح في حديث له اليوم الثلاثاء موقفًا فضفاضًا إزاء إمكانية استمرار دعم حزبه للحكومة في حال قادت المسيرة إلى تفجير الأوضاع.

فردًا على سؤال حول ما إذا كان يخشى أن تؤدي المسيرة إلى تصعيد، قال: "تصعيد؟ كل ما يحدث في القدس، ولا سيما في البلدة القديمة، يؤثر على المنطقة بأكملها. سمعنا تهديدات، أتمنى أن يمر العرض بدون تصعيد".

وأضاف: "نحن ضد أي عمل فيه استفزاز، كل من شاهد هذا العرض وتابعه يعرف ما هو الغرض منه".

إلا أن القائمة المشتركة، وهي تحالف 3 أحزاب عربية معارضة للحكومة بالكنيست، كان أكثر حزمًا.

وطالبت القائمة أمس الإثنين في رسالة مستعجلة رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف بإلغاء المسيرة.

واعتبرت أن مسار المسيرة "المشينة" المتوقع سيمر من باب العامود وبمحاذاة الأحياء العربية، الأمر الذي سيصعّد الأوضاع ويشعل فتيل الحرب مجدّدًا.

ما هي "مسيرة الأعلام"؟

وتنظم "مسيرة الأعلام" سنويًا في 5 يونيو/ حزيران بمناسبة ذكرى احتلال الجزء الشرقي من القدس، حسب التقويم العبري.

وبدأت هذه المسيرات عام 1974، ويشارك فيها غلاة المتطرفين، وتنظم تحت رعاية كبار حاخامات المستوطنين.

كما يتخلّل المسيرات رفع للأعلام ومكبرات الصوت ورقصات على أنغام الأغاني القومية الصاخبة.

ودائمًا ما يحاول منظمو المسيرة المرور من البلدة القديمة انطلاقًا من باب العمود وصولًا إلى حائط البراق.

وتوقفت هذه النشاطات الاستفزازية بين عامي 2010 و2016، بسبب المواجهات بين المستوطنين وأهالي القدس، الذين يعتبرونها عملًا استفزازيًا من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close