الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

الجيش اللبناني مهدد بالانهيار.. ومؤتمر دولي لحشد الدعم في باريس الخميس

الجيش اللبناني مهدد بالانهيار.. ومؤتمر دولي لحشد الدعم في باريس الخميس

Changed

يتزايد الاستياء في صفوف قوات الأمن بسبب انهيار العملة الذي بدد معظم قيمة رواتبهم (
الانهيار الاقتصادي في لبنان يهدد القوات المسلحة (غيتي)
تشارك حوالي 20 دولة من بينها أميركا ودول الخليج وعدة دول أوروبية في المؤتمر الافتراضي، فضلًا عن ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

تُنظم باريس مؤتمرًا دوليًا الخميس لتأمين مساعدات طارئة للجيش اللبناني الذي يعاني في الصميم من الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يواجهها لبنان.

وتشارك حوالي عشرين دولة من بينها الولايات المتحدة ودول الخليج وعدة دول أوروبية في المؤتمر الافتراضي، فضلًا عن ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على ما أوضحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأربعاء.

وتقول مصادر الوزيرة الفرنسية: "منذ أشهر عدة يواجه الجيش اللبناني صعوبات في تأمين حاجاته الأساسية" المتعلقة بالغذاء وصيانة العتاد"، مضيفة "ما يزيد من خطورة المشكلة هو أن الجيش اللبناني مؤسسة أساسية تحول دون تدهور الوضع الأمني في البلاد بشكل كبير".

وأوضح المصدر نفسه أن الجيش اللبناني فصّل "حاجات محددة جدًا" على صعيد المواد الغذائية من حليب وطحين وغيرهما بالإضافة الى الأدوية وقطع غيار لصيانة العتاد تقدر قيمتها "بعشرات ملايين اليوروهات".

وأضافت المصادر في باريس أنه يجب حشد المساعدة "في أقرب فرصة ممكنة"، مشيرة إلى "خطورة الوضع وطابعه الملح".

وسيناقش المجتمعون الخميس الشكل الذي ستتخذه المساعدات من تحويل أموال أو إرسال سلع فضلًا عن قسائم غذائية وغير ذلك.

وضع حرج

وستفتتح بارلي المؤتمر مع نظيرها الإيطالي لورنزو غيريني في روما ونظيرتها اللبنانية زينة عكر في بيروت. ووعدت الولايات المتحدة بمساهمة خلال لقاء جمع بارلي الثلاثاء في بروكسل بنظيرها الأميركي لويد أوستن.

ويفترض أن تعلن فرنسا التي سبق أن قدمت للجيش اللبناني مساعدة تفوق قيمتها مليون يورو في مطلع السنة الحالية، إرسال مستلزمات طبية مضادة لكوفيد-19 وقطع غيار للآليات المصفحة والمروحيات.

ولفتت المصادر في وزارة الجيوش الفرنسية إلى أن الحاجات تشمل "الوقود والزيوت والإطارات والبطاريات ما يظهر الطابع الحرج للوضع".

ولن تشمل المساعدة شراء عتاد أو دفع أجور؛ إذ إن الأسرة الدولية تشترط لتوفير أي دعم اقتصادي ومالي للبنان إجراء إصلاحات بنيوية لم تتبلور حتى الآن مع غياب تشكيل حكومة.

حل مؤقت

وقال مسؤول في وزارة القوات المسلحة الفرنسية للصحفيين: "الجيش اللبناني هو العمود الفقري للبنان ويضمن عدم تدهور الوضع الأمني في البلاد لذا تمثل مساعدته على القيام بمهمته مصلحة مباشرة".

وأضاف المسؤول أن الدعم المتوقع هو مجرّد حل مؤقت، وأن المؤتمر لن يسعى لدفع رواتب وإنما لتقديم مواد غذائية وإمدادات طبية وقطع غيار لعتاد الجيش وحتى الوقود.

وردًا على سؤال عمّا إذا كان يمكن للمبادرة الفرنسية إنقاذ الجيش في الأجل الطويل، قال المسؤول: "عندما تكون في غرفة طوارئ بمستشفى، لا تفكر في كمية الدم التي ستحتاجها خلال شهرين أو ثلاثة. وهو نفس الأمر هنا".

وكان قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون قد زار فرنسا في مايو/ أيار للتحذير من موقف لا يمكن استمراره في ظل انخفاض قيمة الرواتب انخفاضًا حادًا مما دفع العديد من أفراد الجيش للعمل في وظائف إضافية أو إنهاء خدمتهم في الجيش.

البنك الدولي يحذر من أسوأ انهيار للجيش

وفي سياق متصل، حذّر "​البنك الدولي​" من أن "الجيش اللبناني مُهدد الآن بأحد أسوأ الانهيارات المالية". وكشف أن "الانهيار الاقتصادي في لبنان يشكل ضغوطًا غير مسبوقة على القدرات العملياتية للجيش".

وفي هذا الصدد، يؤكد العميد المتقاعد ناجي ملاعب من بيروت، أنه لولا المساعدات الأميركية ومن بعض الدول العربية لانهار الجيش منذ فترة.

وفي حديث لـ"العربي" يشير ملاعب، إلى أن الموازنة المخصصة للجيش اللبناني تكفي فقط للرواتب ولبعض الأمور اللوجستية.

وعلى وقع أزمة اقتصادية متفاقمة، صنّفها البنك الدولي من بين الأكثر شدة في العالم منذ عام 1850، ووسط شلل سياسي مزمن، لم تبقَ مؤسسة الجيش بمنأى عن تداعيات الانهيار وتدهور سعر الصرف الذي تجاوز هذا الأسبوع 15 ألف ليرة مقابل الدولار.

ومنذ انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع في الرابع من آب/ أغسطس أكثر من مئتي قتيل وأحدث دمارًا واسعًا، يعتمد الجيش إلى حدّ كبير على مساعدات غذائية أبرزها من فرنسا ومصر والولايات المتحدة وتركيا. كذلك قدّمت دول أخرى مساعدات طبية.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close